صحافة

محاكمات متشددين ووضعهم في سجون خاصة

10 يوليو 2017
10 يوليو 2017

أعدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بحثا حول زيادة أحكام الإدانة بقضايا الإرهاب حيث أدين اكثر من 100 شخص قاموا بأعمال إرهابية منذ عام 2014 ممن عادوا من مناطق الصراع في سوريا والعراق بعد خسائر تنظيم داعش لأراضيه. وذكرت بي بي سي في بحثها ان أصغر المدانين كان تلميذا (14 سنة) من بلاكبيرن، حرض على عمل إرهابي في أستراليا، كما أشارت الى تزايد أعداد النساء والفتيات المعرضين للملاحقة القضائية، وان الشرطة أحبطت خمسة مخططات إرهابية منذ مارس الماضي، وان ما تم إحباطه منذ 2013 بلغ حوالي 18 مخططا إرهابيا. ولم تقتصر الإدانة على من ذهبوا لسوريا والعراق فقط، بل كان من بين المدانين اكثر من 85% لم يذهبوا قط إلى هناك، وكانت جريمتهم التخطيط للذهاب لمناطق القتال لكن تم القبض عليهم قبل تنفيذ مخططهم. بالإضافة الى آخرين أدينوا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع ودعم منظمات وجماعات إرهابية محظورة كتنظيم داعش. وكانت رئيسة الوزراء تريزا ماي دعت عقب مقتل 8 أشخاص في الهجوم الإرهابي في لندن بريدج الى مراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب للتأكد من أن الشرطة والأجهزة الأمنية لديها الصلاحيات التي تحتاجها. وأفادت تقارير صحفية ان بريطانيا بدأت في وضع السجناء المتطرفين في سجون خاصة، لمنعهم من إقناع سجناء آخرين بالتطرف. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية أنه تم فتح «مركز منفصل» جديد في منطقة «فرانكلاند» بالقرب من مدينة «دورهام» شمال شرق انجلترا، وهو أول مركز من ثلاثة مراكز يتسع لـ28 سجيناً من هؤلاء المتطرفين. وكانت الصحف قد نشرت دراسة العام الماضي حول التطرف في السجون أوصت فيها بفصل المجرمين الخطيرين عن بقية السجناء، وتم تنفيذ هذه التوصية بالفعل حسبما قال وزير السجون البريطاني سام غيماه: «يتم حاليا فصل اخطر المجرمين واكثرهم تخريبا عن السجناء الآخرين للحيلولة دون التأثير عليهم وإقناعهم باعتناق الإسلام». وقالت الدراسة المشار إليها ان عددا من السجناء الذين يتمتعون بحضور قوي، ينصبون انفسهم «أمراء» ويمارسون نفوذا كبيرا يؤدي إلى التطرف، على باقي نزلاء السجن من المسلمين الآخرين، كما أظهرت «تشجيعا قويا» على اعتناق الإسلام، وتحدثت عن ممارسات جماعية تتخطى الرقابة، ومضايقات لأئمة السجن وتوفر المواد المكتوبة التي تتحدث عن التطرف. وقالت وزارة الداخلية ان 4500 من موظفي السجون الذين يتعاملون مباشرة مع السجناء، تلقوا تدريبا خاصا حول التعرف على الآراء المتطرفة ومواجهتها كما سيتم تدريب الموظفين الجدد على ذلك من الآن فصاعدا. أما عن التمويل الخارجي للمتشددين ، فقد أشارت تقارير صحفية متعددة الى اتهام بعض الدول العربية في هذا الشأن. حيث أشارت افتتاحية صحيفة «الديلي تلغراف» الى تقرير مؤسسة هنري جاكسون للأبحاث الذي جاء فيه ان «الأموال العربية تساعد على نشر الفكر المتطرف الذي يتبعه المتشددون، وأن بعض هذه الدول أكبر داعم للتطرف الذي يمول على مستوى بريطانيا والأشخاص والمساجد وغيرها من المؤسسات في الغرب». لكن بعض هذه الدول نفت ما ورد في التقرير بشكل قاطع قائلة إنه «كاذب ويفتقر للمصداقية».