nasser
nasser
أعمدة

في الشــباك: العمل الصامت

10 يوليو 2017
10 يوليو 2017

ناصــر درويش -

قبل 10 سنوات شارك المنتخب الوطني في كأس الخليج الـ18 في الإمارات، وكان يومها الشيخ سيف المسكري رئيسا مؤقتا لاتحاد الكرة بعد استقالة مجلس الإدارة بسبب النتائج السلبية التي حققها المنتخب الوطني في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة، الرهان كان صعبا والتحدي كان كبيرا لكن بالعزيمة والإصرار شق المنتخب الوطني طريقه بقوة وبدد كل المخاوف ووصل إلى نهائي البطولة وهو الذي لم يكن مرشحا.

وفي حوار صحفي مع الوفد الإعلامي المرافق للمنتخب وكنت أحدهم روى الشيخ سيف المسكري حكاية جميلة أطلق عليها قصة الضفدع الأصم وما زلت أتذكرها إلى اليوم وظلت عالقة في ذهني، وهي فلسفة جميلة رواها المسكري بطريقة شيقة وكانت تتحدث عن مجموعة من الضفادع الصغيرة قررت القيام بمسابقة (الوصول إلى أعلى قمة جبل)، وبعد أن تجمعت حشود الضفادع لمشاهدة السباق ومضت الضفادع تتسابق من أجل الوصول إلى القمة لكن الكثير منها كان يتساقط رغم التشجيع.

ولم يبق في المنافسة على الصعود إلى القمة سوى ضفدع واحد لا يهتم أبدا بصرخات اليأس والمستحيل، وفي النهاية وصل الضفدع إلى قمة الجبل والجميع مستغرب بل ومندهش من هذه القدرة حتى عرفوا واكتشفوا أن الضفدع الفائز كان أصما ولم يستمع للآخرين، وتمســــك بحلمه وبذل أقصى جهد ليصل إلى هدفه.

تذكرت هذه القصة الجميلة وأنا أتابع ما يدور حاليا من نقاشات وحوارات حول الشأن الرياضي والتقليل من الجهود المبذولة من قبل وزارة الشؤون الرياضية والاتحادات من أجل الارتقاء بالعمل الرياضي وفق الإمكانيات المتاحة وتسخيرها لخدمة الشباب والمجتمع.

وبكل أسف.. إن البعض ليس لديه ما يقوم به سوى انتقاد أي جهد أو عمل يقام بدون أن يكون له مساهمة فاعلة في تحقيق الأهداف التي يراها بأنها تناسب أفكاره، وينتظر أن تقوم الوزارة أو الاتحادات الرياضية بهذا الدور، حتى وصل الأمر بأن تتولى الوزارة إدارة الأندية وينسب بعد ذلك لمجلس الإدارة وخير دليل على ذلك أن الموسم الكروي لم يتبق عليه سوى شهرين والأندية لم تبدأ إلى الآن مراحل إعدادها، وبعضها لم يحرك ساكنا والبعض الآخر يتسابق في إبرام عقود بآلاف الريالات للاعبين حفظناهم سنويا يتنقلون من ناد إلى آخر وبعضهم قد انتهت صلاحيته، لكن الطلب عليهم مازال قائما، ولم تفكر هذه الأندية في البناء للمستقبل والاعتماد على جيل جديد.

الشيخ سيف بن هاشل المسكري أراد من خلال سرد حكاية الضفدع الأصم أن يوجه رسالة بأن المنتخب الوطني وصل إلى القمة ولم يلتفت أو يسمع لكل ما يقال، وهذه البطولة كانت واحدة من دروس العمل الصامت الذي يطبقه اتحاد الكرة الحالي وسيكون لنا حديث عن هذا العمل الصامت.