سوريا: الهدنة متماسكة ومفاوضات السلام تبدأ اليوم في جنيف

الاتحاد الأوروبي يدعو لتوصيل المساعدات الإنسانية بلا عوائق -

دمشق - عمان - بسام جميدة -وكالات-

تشهد جبهات القتال في جنوب سوريا توقفاً للمعارك مع بدء سريان وقف إطلاق النار ظهر أمس، عشية انطلاق جولة سابعة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع في جنيف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤولان من المعارضة: إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا متماسك بعد ساعات من سريانه أمس الأحد في أحدث مسعى دولي لتحقيق السلام في سوريا.

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وعدم التصعيد يوم الجمعة بهدف تمهيد الطريق أمام هدنة أوسع وأكثر تماسكا.

وجاء الإعلان بعد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في ألمانيا.

وقال المرصد: إلى الآن يسود هدوء في المنطقة، ولم تقع ضربات جوية أو اشتباكات في جنوب غرب سوريا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار ظهر أمس الأحد (0900 بتوقيت جرينتش). وذكر صهيب الرحيل المتحدث الإعلامي لألوية الفرقان‭‭‭‭ ‬‬‬‬التي تنشط في منطقة القنيطرة ‭‭‭‭»‬‬‬‬الوضع هادئ بشكل نسبي».

وقال مسؤول آخر من المعارضة في مدينة درعا إنه لم يقع قتال يذكر. وساد الهدوء جبهة المنشية قرب الحدود مع الأردن التي قال إنها شهدت بعضا من أعنف عمليات القصف التي نفذها الجيش في الأسابيع الأخيرة.

وأشار مسؤول سوري إلى أن دمشق وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار ووصف صمت الحكومة قائلا: «السكوت علامة الرضى».

وقال المسؤول لرويترز: نحن نرحب بأي خطوة من شأنها وقف النار وإفساح المجال أمام المبادرات والحلول السلمية.

وقال شاهد في درعا إنه لم ير أي طائرات حربية أو يسمع عن أي اشتباكات منذ ظهر أمس.

وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ريموند ماكماستر أن وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا خطوة تبعث على الأمل.

وقال ماكماستر في بيان: إن الولايات المتحدة ترى أن التقدم المحرز للتوصل إلى هذا الاتفاق بادرة مشجعة. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بهزيمة داعش والمساعدة على إنهاء النزاع في سوريا والحد من المعاناة وتمكين الناس من العودة إلى ديارهم. وأضاف «أن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الأهداف المشتركة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه يعتقد أن موقف الولايات المتحدة حيال الحرب في سوريا اصبح اكثر براغماتية.

وصرح في ألمانيا بعد يوم من لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين: يبدو لي أن الموقف الأمريكي حول سوريا بات اكثر براغماتية، وهناك إدراك لحقيقة أنه إذا وحدنا جهودنا يمكننا أن نحقق الكثير. وأضاف: إن مستقبل سوريا والرئيس الأسد يحدده الشعب السوري وليس وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون. وتنعقد اليوم في جنيف الجولة السابعة من الحوار السوري - السوري، وكان الوفد الحكومي السوري برئاسة الدكتور بشار الجعفري أول الواصلين إلى هناك.

وكان رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا أكد في تصريح للصحفيين في دمشق أن اجتماع جنيف المرتقب سيبحث السلال الأربع بالتوازي والمتعلقة بمكافحة الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات مع مواصلة المشاورات التقنية حول المسائل القانونية والدستورية المتعلقة بالعملية السياسية.

وجرت التحضيرات لعقد الجولة السابعة من المباحثات السورية في جنيف بين 10 و15 يوليو والتي دعا لها المبعوث الأممي الخاص ستافان دي ميستورا.

واستضافت جنيف 6 جولات من المفاوضات السورية غير المباشرة بجنيف، آخرها كان في مايو الماضي، حيث تخللها لقاءات قصيرة ومكثفة بين المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا ووفد الحكومة السورية والمعارضة السورية.

بدوره حث الاتحاد الأوروبي على وقف الأعمال العدائية لتوسيع نطاق الهدنة في جميع أنحاء سوريا وإتاحة توصيل المساعدات الإنسانية بلا عوائق. وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس الأحد في بروكسل: إن هذه الخطوات حاسمة بالنسبة للمحادثات السورية الداخلية.

وتابعت موجيريني: إن السوريين يحتاجون مساعدة المجتمع الدولي والقوى الإقليمية من أجل السلام في بلادهم، وأضافت « وبوسعهم الاعتماد على الاتحاد الأوروبي دائما».

ميدانيا، واصل الجيش السوري هجومه على محاور عين ترما بريف دمشق وسط معارك بالتزامن مع استهداف مناطق بدمشق بالرصاص المتفجر، واستهداف سلاح الجو الحربي لمواقع المسلحين في عين ترما بريف دمشق، وحسب مصادر إعلامية فقد حقق الجيش تقدما في نقاط جديدة في محور (في مثلث عين ترما جوبر) وسط اشتباكات في محور عين ترما، وتمهيد مكثف بقذائف الدبابات، وأضافت المصادر أن الجيش اقتحم نفقاً ضخماً في منطقة عين ترما بالقرب من مؤسسة اللحوم وقتل عشرات المسلحين وسط تغطية مدفعية وصاروخية كثيفة وتزامن ذلك مع استهداف مناطق الدويلعة والزبلطاني ودمشق القديمة بالرصاص المتفجر، وذكر مصدر عسكري أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مسلحين من تنظيم جبهة النصرة هاجموا محطة الزارة لتوليد الكهرباء من محور قرية (حر بنفسه) جنوب مدينة حماة بنحو 30 كم. وتصدت وحدات عسكرية والدفاع الشعبي لهجوم داعش على نقاط عسكرية في محيط قرية مكسر الحصان بالريف الشرقي في ريف حمص الشرقي وأوقعت في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين. وقضت وحدات من الجيش على العديد من أفراد تنظيم داعش خلال ضربات نفذها سلاحا الجو والمدفعية على بؤره وأوكاره في أحياء (خسارات وكنامات والعمال ومحيط المطار ومنطقتي المقابر والبانوراما ومعبر الحويقة وقرى البغيلية وسفيرة تحتاني والحسينية والبوليل ومدينة الموحسن)، ومن بين القتلى الإرهابي السعودي أبو دجانة الغامدي متزعم قطاع عمليات المطار في تنظيم داعش التكفيري وخالد عايد البرجس متزعم في التنظيم في مدينة الموحسن.

وتصدت وحدات الجيش المنتشرة على طول السرير النهري لمجموعات داعش وهاجمت النقاط العسكرية على اتجاه مشفى القلب وفندق فرات الشام وقتلت أفرادها في دير الزور.

إلى ذلك ذكرت مصادر أهلية من مدينة البوكمال أن مجموعة من الشبان قاموا بإحراق سيارتي نقل نوع فان وباص كبير لتنظيم داعش عند دوار الهجانة في المدينة وقتلوا أحد إرهابييه وذلك بعد يوم من مقتل3 إرهابيين وإحراق السيارة التي كانوا يستقلونها على أيدي أهالي منطقة الكتف على أطراف مدينة البوكمال.

وألقى الطيران السوري منشورات فوق مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة في ادلب وريفها يحث فيها السكان على التعاون مع القوات المسلحة والجيش الحكومي السوري والضغط على المجموعات المسلحة للتخلص من هذه الحرب. من جهتها، شنت هيئة تحرير الشام، (ائتلاف فصائل أبرزها فتح الشام) (النصرة سابقاً) حملة اعتقالات في شمال غرب سوريا أمس، وأوقفت خلالها نحو مائة عنصر من تنظيم داعش، وفق ما اعلن متحدث باسمها لوكالة فرانس برس. وأفاد مراسل فرانس برس في مدينة ادلب عن انتشار كثيف لعناصر ملثمين تابعين لهيئة تحرير الشام، بعدما نصبوا حواجز في الشوارع والساحات الرئيسية. وعملت العناصر المسلحة على تفتيش السيارات والتدقيق في هويات المارة. وتزامنت هذه الإجراءات الأمنية المشددة مع حملة توقيف مماثلة جرت في بلدة سرمين الواقعة في ريف ادلب الشرقي. ونتج عن العملية السيطرة على مراكز للمتطرفين وضبط مبالغ مالية وعشرات العبوات والأحزمة الناسفة. وتسيطر فصائل مقاتلة أبرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) منذ صيف العام 2015 على كامل محافظة ادلب. ولا تواجد منظم لتنظيم داعش في المحافظة حيث يقتصر وجوده على خلايا نائمة أو مبايعين له أو مقاتلين فارين من محافظات أخرى، آخرها من ريف حلب الشرقي. وقال مجاهد: إن من جرى توقيفهم هم «عناصر من التنظيم دخلوا إلى ادلب وريفها من خلال طرق التهريب، أو أعضاء خلايا سابقة كانت تتبع لواء جند الأقصى. واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره اعتقال هيئة تحرير الشام عشرات العناصر من «جنسيات سورية وغير سورية، معظمهم من عناصر تنظيم جند الأقصى المنحل، الذين بايع قسم منهم تنظيم داعش».

وقال المرصد: ان عمليات التوقيف هذه تأتي بعد سلسلة تفجيرات استهدفت في الأسابيع القليلة الماضية مدينة ادلب ومناطق عدة في ريفها.وقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة قياديين في المحكمة الشرعية في تفجير استهدف قبل اقل من أسبوع معهداً دينياً تابعاً للهيئة، وفق المرصد.