1054511
1054511
العرب والعالم

العراق يخوض «معركة الأمتار الأخيرة» لإعلان النصر بالموصل

08 يوليو 2017
08 يوليو 2017

مخاوف من نشوب صراع حول مستقبل المدينة -

بغداد - رويترز -

أعلن التلفزيون العراقي أمس إن قوات الأمن العراقية تتوقع استعادة السيطرة الكاملة على مدينة الموصل خلال ساعات في ظل انهيار دفاعات تنظيم (داعش). وقال مراسل لرويترز إن الضربات الجوية وقذائف المدفعية استهدفت آخر معقل للمتشددين في المدينة مع تصاعد الدخان الأسود فوق المنطقة.

واحتفل جنود عراقيون ورقصوا بالبنادق والأسلحة الآلية ولوحوا بالأعلام العراقية لدى وصولهم لأهدافهم المحددة دون انتظار إعلان الانتصار رسميا. لكن الأجواء لم تكن بهذا القدر من البهجة بين نحو مليون من سكان الموصل شردهم القتال المستمر منذ شهور ويعيش الكثيرون منهم في مخيمات خارج المدينة.

وقال محمد الحاج أحمد وهو تاجر ملابس في مخيم حسن شام شرق الموصل «إذا لم تحدث إعادة إعمار ولم يرجع الناس لبيوتهم ولم يستردوا ممتلكاتهم، فماذا يعني التحرير؟».

وقال التلفزيون نقلا عن مراسليه الذين يعملون وسط قوات الأمن التي تحارب التنظيم المتشدد في المدينة القديمة بالموصل «هي معركة الأمتار الأخيرة.. ونعلن النصر النهائي.ما هي إلا ساعات». ونقل التلفزيون عن متحدث باسم الجيش قوله إن دفاعات التنظيم تنهار.

ويقول قادة عراقيون إن المتشددين يقاتلون من أجل كل متر باستخدام القناصة والقنابل والمفجرين الانتحاريين مما يجبر قوات الأمن على القتال من منزل إلى منزل في متاهة من الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان.

ويقدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الدعم الجوي والبري للهجوم المستمر منذ ثمانية أشهر لاستعادة الموصل التي كانت معقل (داعش) في العراق. وقال المكتب الإعلامي للجيش العراقي في بيان «المعركة مستمرة ووصلت إلى مرحلة المطاردة.

وجهاز مكافحة الإرهاب سلم بعض الدواعش أنفسهم إليه». وتقول منظمات الإغاثة إن الحرب تسببت في تشريد 900 ألف شخص، أي حوالي نصف سكان المدينة قبل بدء القتال، وأدت إلى مقتل الآلاف.

والموصل هي أكبر مدينة سيطر عليها التنظيم في هجومه قبل 3 سنوات ومنها أعلن «دولة الخلافة» في مناطق متجاورة بالعراق وسوريا.

وبعد انتزاع الموصل ستقتصر الأراضي الخاضعة لسيطرة (داعش) بالأساس على مناطق ريفية وصحراوية إلى الغرب والجنوب من المدينة حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان. ومن المتوقع أن يصعد المتشددون هجماتهم على أهداف معينة في أنحاء العراق.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نهاية «دويلة الباطل الداعشية» قبل أسبوع بعد سيطرة قوات الأمن على جامع النوري الكبير الذي يعود للقرون الوسطى وإن كان ذلك تحقق بعد أن فجره المتشددون أثناء تقهقرهم.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يتكلف إصلاح البنية التحتية الأساسية في الموصل أكثر من مليار دولار في حين قال رئيس إقليم كردستان العراق في مقابلة مع رويترز يوم الخميس إن حكومة بغداد لم تضع خطة سياسية وأمنية وإدارية للمدينة عقب المعركة.وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية ونشرتها الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي أن الهجوم ألحق أضرارا بآلاف المباني في المدينة القديمة ودمر قرابة 500 مبنى.

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن كل المباني تقريبا لم تسلم من الدمار في بعض المناطق وإن كثرة المباني في الموصل تعني أن حجم الدمار ربما يكون أكبر.

وبالنسبة للعراق الذي باغته هجوم تنظيم (داعش) على الموصل في 2014 وانهيار جيشه، فإن هذا الانتصار قد يتحول في نهاية الأمر إلى مشكلة لا تقل في جسامتها عن الهزيمة.

وانهار النموذج الاتحادي الذي صيغ تحت الاحتلال البريطاني الأمريكي وقام على أساس اتفاق لاقتسام السلطة بين المكونات العراقية، وشهد العراق مذابح عنف عرقية طائفية أججها تنظيم القاعدة الذي كان على الساحة قبل تنظيم (داعش). ولكن الآن، مع مواجهة التنظيم هزيمة عسكرية، فإن الوحدة التي كانت تجمع العراق بدأت في الانهيار.

أحد التحديات هو مستقبل الموصل نفسها، وهي مدينة عانت من حكم وحشي خلال سيطرة تنظيم (داعش)، ويقول مسؤولون غربيون وعراقيون وأكراد إنهم مندهشون لتجاهل السلطات العراقية إعداد خطة للحكم والأمن في مرحلة ما بعد المعركة.

وقالوا إن المنطقة الكردية وحكومة بغداد وقوى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة شكلت لجنة على مستوى عال لمساعدة زعماء الموصل على إعادة بناء المدينة، لكنها لم تجتمع قط.

وقال هوشيار زيباري وهو شخصية تحظى باحترام على الصعيد الدولي وشغل من قبل منصبي وزيري المالية والخارجية «رئيس الوزراء (حيدر) العبادي ظل يتباطأ. في كل مرة نثير هذه المسألة معه يقول: فلننتظر حتى تنتهي العمليات العسكرية».

وأضاف «مدينة بالكامل تفنى. انظروا إلى مدى إسهام الحكومة، وكأن الأمر لا يعنيها».

وجاءت أول إشارة إلى احتمال نشوب صراع في المستقبل عندما أعلن مسعود البرزاني رئيس منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي عن إجراء استفتاء في 25 سبتمبر على إقامة دولة مستقلة.

وقال أثيل النجيفي الذي كان محافظا لنينوي عندما سيطرت (داعش) على الموصل عاصمة المحافظة في 2014 «رجعنا محل ما كنا.

يريدون إبقاء هذه المناطق المحررة رخوة ليس فيها منظومات أمنية أو سياسية». وأضاف «حتى الآن لا توجد خطة في الموصل وبغداد لم تفتح مجالا للحوار حول مستقبل الموصل». ومضى قائلا «هناك جناحان (في بغداد) يتصارعان وكل جناح لديه رؤى.

هناك جناح المتطرفين من القيادات، وهؤلاء يريدون فرض شروط المنتصر على الموصل وكل المناطق المحررة في العراق وهناك جناح المعتدلين الذين يدركون أن هذا غير ممكن ويؤدي إلى نشوء تطرف في العراق». وهو يعد العبادي من جناح المعتدلين.