1054615
1054615
العرب والعالم

خلاف مع ترامب حول المناخ وتوافق على التجارة في ختام قمة العشرين

08 يوليو 2017
08 يوليو 2017

اشتباك بين الشرطة ومتظاهرين خلال احتجاج مناوئ -

هامبورج - (أ ف ب - رويترز): واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معركته مع شركائه في مجموعة العشرين حول مسألة المناخ بعد التوصل الى تسوية حول موضوع الجدل الآخر في القمة وهو الحمائية التجارية.

واختتمت أمس أعمال القمة التي بدأت الجمعة في هامبورج بألمانيا في أجواء مشحونة وبينما تتواصل التظاهرات العنيفة في المدينة والتي أوقعت حتى الآن عشرات الجرحى وأضرار جسيمة.

على صعيد التجارة، يثير ترامب منذ أشهر قلق شركائه الرئيسيين حول مواقفه الحمائية وشعاره «أمريكا أولا» وتلويحه بفرض ضرائب على الصين وأوروبا.

حمائية

وقال مصدر أوروبي انه تم التوصل مع واشنطن الى تسوية بين تنديد الحمائية والحق في الدفاع المصالح الخاصة.

وعليه ندد البيان الختامي للقمة تنديدا واضحا «بالحمائية» في عودة الى التقليد السائد لدى قمة مجموعة العشرين التي كانت تكرر هذا الشعار في بياناتها.وأبدت الولايات المتحدة ترددا واضحا وكانت رفضت القيام بذلك خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في مارس قبل ان ترضى في قمة مجموعة السبع في مايو مع فارق واضح مهم هو ان الصين العملاق التجاري الذي يثير قلق الولايات المتحدة ليست عضوا في مجموعة السبع.

لكن واشنطن حصلت لقاء عدولها عن موقفها على اعتراف في البيان الختامي بحق الدول في استخدام «وسائل مشروعة للدفاع عن (مصالحها) التجارية»، بحسب المصدر نفسه.

لكن المصدر الأوروبي أصر على أن الأمر لا يتعلق بتغيير في المشهد الاقتصادي العالمي وفق ما حددته الدول الأقوى في العالم وإنما في التوصل إلى «أرضية توافق ضمن النظام القائم».

وهذه المرة الأولى في تاريخ مجموعة العشرين التي يتم فيها ذكر أدوات الدفاع عن المصلحة التجارية.

لن يكون ترامب المستفيد الوحيد من هذه الصيغة إذ ترغب عدة دول أوروبية ان يكون لديها في المستقبل وسائل دفاعية أكثر فعالية إزاء ممارسات الإغراق التي تقوم بها بعض الدول وفي مقدمتها الصين.

فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية إلى «أوروبا تحمي» مواطنيها.

وحول المناخ، أشار البيان الى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس عبر تأكيد ان كل الدول الأخرى تعتبر هذه الاتفاقية الدولية لمكافحة ارتفاع حرارة الأرض «لا يمكن العودة عنها».

وكشف البيان ما إذا كانت واشنطن قد نجحت في إدراج جملة تكرس رغبتها في العمل بمفردها وتطوير استخدام «أنظف» لمصادر الطاقة الأحفورية خلافا للهدف الحالي للدول بتقليص الاعتماد على الفحم.

فقد حاولت واشنطن إقناع دول شرق أوروبا التي تحاول الحد من اعتمادها على مصادر الطاقة من روسيا، بشراء الغاز المسال الأمريكي.

إلا ان هذه النقطة من البيان الختامي لا تزال موضوع نقاش حاد ولا يزال يتعين على ترامب إقناع شركائه بها بعد فشل المستشارين على الاتفاق حولها.

وقال مصدر أوروبي «ليس أمرا نحبذه».

«مأساة»

المحطة الأبرز في قمة مجموعة العشرين التي استمرت يومين كان اللقاء الأول بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترامب أمس ان اللقاء كان «رائعا».

وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أعلن أمس الأول انه كان «تبادلا مطولا جدا وحازما جدا»، حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

من جهة أخرى، تعهد ترامب ان بلاده ستوقع «قريبا جدا» اتفاقا تجاريا مع بريطانيا، مع انه لا يحق للمملكة المتحدة من حيث المبدأ توقيع معاهدة مماثلة طالما لا تزال ضمن عضوية الاتحاد الأوروبي.

وستظل هذه القمة الأكثر توترا في تاريخ المنظمة سواء في الداخل أو خارج قاعات العمل.

وواصل المتظاهرون تجمعاتهم أمس في شوارع هامبورج بعد مواجهات عنيفة منذ الخميس مع قوات الشرطة.

وأشارت قوات الأمن الى إصابة نحو 200 شرطي بجروح طفيفة.

وفي بعض أحياء المدينة لا تزال في الشوارع سيارات متفحمة وبقايا سواتر.

من جهة أخرى، هنأ ترامب ميركل التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين على عملها «الرائع» رغم التظاهرات.

إلا ان ميركل تعرضت لانتقادات حادة في بلادها حول تنظيمها القمة في قلب المدينة.

وكتبت صحيفة «بيلد» الألمانية الواسعة الانتشار «الدولة فشلت في هامبورج»، مضيفة انها تتحمل مسؤولية هذا «الإخفاق».

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها تشعر بالرضا لأن جميع دول مجموعة العشرين باستثناء الولايات المتحدة اتفقت في بيان على أن اتفاقية باريس للمناخ لا يمكن التراجع عنها.

وقالت ميركل للصحفيين في نهاية القمة «أعتقد أنه من الواضح تماما أننا لم نتمكن من الوصول لتوافق لكننا لم نضع حدا للخلافات..تم الإعلان عنها بكل وضوح». وقالت إنها لا تتفق مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قالت إنها تعتقد أن واشنطن يمكن أن تقرر العودة لاتفاقية المناخ.

ونددت ميركل بشدة بما وصفته «بالوحشية» التي أبداها بعض المحتجين في مدينة هامبورج شمال ألمانيا.