1053714
1053714
المنوعات

لبنان.. وجهة سياحية إقليمية تهددها درجة الحرارة المرتفعة

08 يوليو 2017
08 يوليو 2017

بيروت «الأناضول»: تهدد درجة الحرارة المرتفعة التي تتعرض لها لبنان، خاصة في الأيام القليلة الماضية، بهروب الرحلات السياحية المقررة إلى دول أخرى، أكثر اعتدالاً في درجات حرارتها.

ومنذ السبت الماضي، يعاني اللبنانيون من «كتل هوائية حارة متمركزة بين إيران والعراق والكويت، إضافة إلى كتل هوائية من شمال إفريقيا، تتحرك باتجاه الشرق»، طبقا لما أوردته مصلحة الأرصاد الجوية.

وتؤثر هذه الكتل بشكل أساسي، كما تشير المصلحة الحكومية، على «مناطق البقاع الشمالي والشرقي»، ووصلت درجات الحرارة إلى 40.

ويعتقد مسؤول الحملات في فرع منظمة «غرين بيس» البيئية العالمية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، (جوليان جريصاتي)، أن هذه الموجة كانت «متوقعة».

وفي إفادته للأناضول، يستشهد جريصاتي بأن (المنطقة العربية تشهد منذ 30 عاما، ارتفاعا في درجة الحرارة، بوتيرة أسرع من المعدل العالمي، بلغ 50 درجة مئوية) في بعض أنحائها.

و(غرين بيس) أو «السلام الأخضر»، منظمة بيئية عالمية، غير حكومية، تأسست في1971 بهولندا، ولديها مكاتب في أكثر من أربعين دولة، بما فيها لبنان.

وحذر المسؤول المحلي لـ(غرين بيس) من أن المعنيين بشؤون البيئة إذا لم يتحركوا، فإن معدل الحرارة مرشح للارتفاع بواقع 6 درجات مئوية، بحلول 2050.

ولا تقف المحاذير عن هذا الحد، بل سيزداد معدل فقر المنطقة للمياه خلال 33 سنة، مما سيؤثر سلبا على الزراعة، وفقا لمسؤول المنظمة البيئية. وتتأثر البحار والمحيطات أيضا بالتلوث، إذ «تمتص مادة الكربون»، وتكون النتيجة، كما يشرح جريصاتي، «انبعاث مواد أسيدية، نتيجة تفاعل المياه مع الكربون، فتزيد من حدّة الرطوبة والحرارة».

وشدد على أن أكثر المناطق التي تتأثر بالتغيُّرات المناخية حول العالم، هي دول البحر المتوسط وشمال إفريقيا، «لأن المياه فيها نادرة جدًا، وهذا العامل يسبب ظاهرة التصحّر». وبالنسبة إلى دول الخليج، وتحديدا السعودية، توقع المسؤول أن تشهد، مستقبلا، «أصعب مراحلها المناخية والبيئية».

وعلى التراب اللبناني، يضيف جريصاتي، «سيصبح فصل الصيف أطول وأشد حرارة، مما يؤثر على السياحة، خصوصا رياضة التزلج في فصل الشتاء».

وللوقاية من هذه المخاطر المتربصة ببلد تعتبر السياحة مورده الرئيس، قال الخبير البيئي إن «الحل الوحيد هو الانتقال سريعا إلى الطاقة المتجددة، أي التي تعتمد على الشمس والهواء والماء، عوضاً عن النفط وتوابعه المسببة للتلوث وارتفاع الحرارة».

وبالمقابل، قالت مديرة قطاع الفنادق والمرافق الترفيهية في وزارة السياحة اللبنانية، رندة الباشا، إن «ارتفاع الحرارة في لبنان لن يتسبب في تراجع القطاع السياحي بشكل مهم، كونها تتميز بجبالها التي يقصدها أهل الخليج وشمال إفريقيا».

وطبيعة الجبال، (تضيف الباشا للأناضول)، «باردة ليلا، ومنخفضة الحرارة والرطوبة نهارا، بجانب أن الساحل قريب من الجبال، وهذه ميزة خاصة بلبنان». واستشهدت أيضا بأن «الليل في لبنان له نكهة خاصة، رغم تغيُّر المناخ»، قبل أن تعود لتؤكد أن «هذه الظاهرة تصيب كل الدول وليس حصرا بلدنا».

أما هيثم درزي، أحد هواة الغطس والسباحة في لبنان، قال للأناضول، إن «الحرارة المرتفعة تحول، بلا شك، من مكوثنا تحت الشمس وقتا طويلا، لكن يجب علينا التعود على هذا الوضع، سنة بعد سنة».

وأفاد مراسل الأناضول، أن ما يفاقم هذه الأزمة، معاناة لبنان أصلا من أزمة الكهرباء، التي لا تصل شبكتها الكثير من قرى الشمال والوسط والجنوب، الأمر الذي يفضي إلى مشاكل صحية. وترى المواطنة رجاء وهبي (45 سنة)، أن «حياة اللبناني جحيم، وها هو الطقس الحار يحولها إلى جحيم أكبر».

وينقطع التيار الكهربائي، ما بين 8 - 14 ساعة في اليوم، حسب المنطقة، ومن لا يمكنه الاشتراك في خدمة الموّلدات الكهربائية، التي يوفرها بعض التجار، «يفسد طعامه، ويموت حرا»، كما تقول وهبي.

كان قطاع السياحة قد تكبد خسائر كبيرة منذ 2011 بعد اندلاع الثورة السورية، وانقطاع الطريق البرية بين لبنان وسوريا، قبل أن تتفاقم الخسائر في 2014 و2015 و2016 بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، والأزمات السياسية والفراغ الرئاسي لعامين ونصف العام، وتدهور العلاقات مع دول الخليج.

وأظهر تقرير العام الجاري، عن «المجلس العالمي للسفر والسياحة»، أن لبنان احتل المرتبة 39 من بين 185 دولة لجهة المساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2016، بنسبة 19.4 بالمائة، أي 9.2 مليار دولار، متجاوزة المتوسط العالمي البالغ 10.2 بالمائة.