كلمة عمان

موقف عماني مبكّر لمكافحة الإرهاب

08 يوليو 2017
08 يوليو 2017

في الوقت الذي أعربت فيه السلطنة، عبر البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية العمانية، عن إدانتها لكل من الاعتداء الإرهابي على دورية أمنية في محافظة القطيف بالمملكة العربية السعودية، والتفجير الإرهابي الذي استهدف حاجزا أمنيا في شمال سيناء بجمهورية مصر العربية، مؤكدة ومجددة تضامن السلطنة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ضد آفة العنف والإرهاب، فإن انتشار واتساع وازدياد مخاطر آفة الإرهاب التي تمتد إلى أجزاء متسعة من المنطقة والعالم من حولها، والتي تهدد بالفعل الاستقرار وفرص التطور والنمو والازدهار، ليس فقط في هذه المنطقة الحيوية، بل في مناطق عديدة من العالم، يعيد إلى الأذهان الموقف العماني المبكر والبعيد النظر، الذي عبرت عنه السلطنة في أوائل تسعينات القرن الماضي.

فقبل نحو 20 عاما من ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وغيره من التنظيمات التي تتبنى التوجهات والأفكار التكفيرية، أكدت السلطنة رفضها وإدانتها للإرهاب، بكل صوره، ومهما كانت مسبباته، بل ودعت إلى العمل من أجل القضاء على مختلف الأسباب التي تؤدي، أو تسهم في ظهور ونمو هذه الآفة المدمرة، التي تكتوي بنيرانها العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، بغض النظر عن الملابسات والأسباب الخاصة بكل حالة من الحالات، وهى بالتأكيد أسباب وملابسات متعددة الأبعاد والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها، وهو ما يقتضي دراسة تلك الأسباب بشكل موضوعي وعميق والتعامل المتعدد الوسائل والأدوات معها أيضا.

ومع الوضع في الاعتبار أن كرة الإرهاب المشتعلة والمدمرة، يمكن أن تصيب العديد من الدول والشعوب، في مناطق العالم المختلفة، لأسباب عديدة، حيث يصعب تصور وجود دول محصنة تماما ضد هذه الآفة الخطيرة، فإن التعاون الدولي في مواجهة هذه الآفة الخطيرة، أصبح أمرا بالغ الأهمية، بل وأصبح أمرا ملحا، وذلك بحكم تداخل وتقاطع المصالح بين الدول المختلفة في عالم اليوم من ناحية، وعدم قدرة دولة أو دول محدودة على مقاومة وهزيمة هذه الآفة، التي تسعى للتمسح بالدين الإسلامي، وهو منها براء من ناحية ثانية.

ومن هنا فإن خلاص العالم من هذه الآفة، وعلى نحو فعال ومؤثر وملموس، يقتضي في الواقع تحقيق أكبر درجة من التعاون الحقيقي والعميق والجاد كذلك بين الدول، ومشاركة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بذلك أيضا.

وإذا كان العالم قد اصطدم، حتى الآن على الأقل، بالخلافات حول معنى ومفهوم الإرهاب، فإنه بات من الأهمية بمكان بذل المزيد من الجهود من أجل تحديد عناصر وملامح وممارسات لا خلاف عليها باعتبارها إرهابا، وما يحدث في أكثر من دولة عربية الآن لا يخرج أبدا عن ذلك، غير أن تعارض المصالح الدولية هو ما يعيق حتى الآن إمكانية الالتقاء الدولي الفعال لمكافحة هذه الآفة، التي أضرت وتضر بحاضر ومستقبل العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.