صحافة

التشيكية: وداع هيلموت كول الألماني الأوروبي بامتياز

08 يوليو 2017
08 يوليو 2017

وداع المستشار الألماني السابق الراحل هيلموت كول تمَّ في البرلمان الأوروبي في ستراسبورج وكذلك في «سبيير» المعلم الوطني الألماني الذي يعود للعصر الروماني المصنف من التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو.

هذا الوداع الأخير لهيلموت كول تمَّ على مرحلتين: الأولى قبل ظهر السبت الماضي في فرنسا بمقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، والثانية بعد الظهر في ألمانيا على هضبة «سبيير» على ضفاف نهر الراين حيث نقل جثمان هيلموت كول من مسقط رأسه مدينة «لودفيغشافن» بواسطة بارجة عسكرية نقلته من ضفة إلى أخرى.

جريدة «ليدوفي نوفيني» التشيكية تشير إلى أنَّ وداع هيلموت كول كان استثنائيا.

فلم يسبق أن كرَّم البرلمان الأوروبي بهذا الشكل قائداً أوروبياً راحلا.

النعش كان ملفوفاً بالعلم الأوروبي وجلسة وداع هيلموت كول حضرها قادة ومسؤولون أوروبيون كثر وكانت مؤثرة جداً.

لكن الجريدة التشيكية تعتبر أن الذين تواكبوا على الكلام في وداع هيلموت كول تناولوا إنجازاته من زاوية مصالحهم الانتخابية أو الشخصية.

أنجيلا ميركل على سبيل المثال، وهي التي خَلَفَت هيلموت كول على رأس الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، ذكَّرَت بدوره على صعيد توحيد أوروبا خصوصاً الشرقية بالغربية وفتح حدود الأوروبيَّتين.

لكن تسأل الجريدة: ترى ما هي النوايا الحقيقية التي كانت لدى هيلموت كول في تلك الفترة؟ هل كان يرغب بتخفيف المراقبة الحدودية ضمن إطار شنجن أم كان يريد حماية الحدود الخارجية لهذه المنطقة؟ وكيف حصل أن فتحت ألمانيا حدودها بشكل كامل أمام اللاجئين في العام 2015م من دون أي اعتبار لحدود منطقة شنجن؟ تتابع اليومية التشيكية و تذكر أنَّ المستشار الألماني الراحل كان قد أطلق تحذيرا خلال العام الماضي وصرَّح أنَّ أوروبا لا تستطيع استقبال ملايين اللاجئين وتصبح القارة التي تستقطب اللاجئين الاقتصاديين الساعين الى مصالحهم المادية و المستفيدين من تشبث الأوروبيين بحقوق الإنسان و من تقديمات دول أوروبا الاجتماعية التي يجب أن تعود أساساً للمواطنين الأوروبيين الذين يدفعون ضرائبهم والذين نالوا هذه التقديمات عن جدارة وبعد تضحيات جسام دام النضال لأجل الحصول عليها عقودا.

اليومية التشيكية تختم تحليلها بالإشارة إلى أن إرث هيلموت كول بات يُستخدم من أجل تبرير بعض السياسات وهذا أمر غير مستحب.