ولاية مصيرة .. لؤلؤة زاخرة بالحياة والتنوع في بحر العرب

تعد مصدر جذب للسياح من داخل السلطنة وخارجها -

تقرير ـ صالح بن محمد الغنبوصي :-

تعد ولاية مصيرة إحدى ولايات محافظة جنوب الشرقية وتتميز الولاية بموقعها الخلاب وتمتاز بشعار السلحفاة التي تتواجد بكثرة على شواطئها، وتعد معلما سياحيا طبيعيا وهي عبارة عن جزيرة من أكبر جزر السلطنة وتقع في الجنوب الشرقي من السلطنة على مسافة 140 ميلا تقريبا أسفل رأس الحد ويبلغ طولها 400 ميل من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وموازية للساحل ويفصلها عن الساحل الشرقي للسلطنة خليج صغير يسمى خليج مصيرة.

وتذكر المصادر التاريخية القديمة أن الإسكندر المقدوني اتخذها آنذاك قاعدة وأطلق عليها اسم «سيرابيس» ولها مسميات كثيرة.

ويمكن الوصول إلى الولاية عن طريقين الأول للقادمين من محافظة مسقط باستخدام طريق بدبد باتجاه ولاية المضيبي وصولا إلى نيابة سناو ثم محوت وشنه بمحافظة الوسطى، أما الطريق الثاني للقادمين من الطريق الساحلي قريات-صور باستخدام الطريق الساحلي الذي يمر بولاية صور ثم يتفرع إلى طريقين أما أن يتجه إلى ولاية الكامل والوافي ثم الوصول إلى نيابة الأشخرة بولاية جعلان بني بوعلي ومرورا بعدد من مناطق ولاية جعلان بني بوحسن وصولا إلى شنه بمحافظة الوسطى، أما الطريق الأخر فهو ساحلي من صور إلى نيابة رأس الحد مرورا بقرى ولاية جعلان بني بوعلي ثم إلى نيابة الأشخرة قبل أن يسلك الطريق نفسه إلى شنه كما يمكن الوصول إليها جوا وقد ساهمت العبارات الحكومية في تسهيل حركة تنقل الأهالي ومركباتهم حيث تستغرق الرحلة من رصيف شنه إلى رصيف مصيرة والعكس قرابة ساعة واحدة.

جسر العبور

وتعتبر ولاية مصيرة جسر العبور إلى كثير من المناطق والبلدان المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي فمن خلالها انطلقت سفن التجارة إلى مختلف مناطق العالم القديم فهي بمثابة حلقة وصل بين ميناء سمهرم بظفار وبقية موانئ العالم فكانت قديماً محطة لتجارة البخور ولا يزال الجميع يقدر مكانتها وأهميتها التاريخية، وتتمتع جزيرة مصيرة بجوها المعتدل على مدار السنة إلا في شهري أبريل ومايو، حيث تتماثل درجات الحرارة فيها للارتفاع مع رطوبة جوها، وتتشكل في الجزيرة 3 أنواع من الشواطئ الجاذبة للسياح فبجانب فتنة شواطئها المترامية الأطراف تمتاز مصيرة بالرمال الناصعة البياض الممتدة على شواطئها، حيث تعد موقعا متميزا لتعشيش السلاحف فيما تضم الجزيرة شاطئاً من المرجان والأصداف وبقايا القشريات وتضم شواطئ صخرية والتي تعد موقعا مثاليا وملاذا لهواة الصيد على الشاطئ.

خدمات متوفرة

ونالت ولاية مصيرة نصيبها الوافر من الخدمات ووسائل الحضارة في عصر النهضة المباركة فنجد الخدمات والمنشآت تقف شاهدة على عظمة هذا الشعب وقائده، كخدمات الكهرباء والمياه والهاتف والطرق والخدمات البلدية المتنوعة أما المؤسسات الحكومية، فتوزعت في جميع أنحاء الولاية حيث نجد في الولاية مكتب والي مصيرة الذي يقوم بدور كبير لتقديم كافة الخدمات للمواطنين كونه حلقة وصل بين المواطن والحكومة والجهات الأخرى ومستشفى مصيرة الجديد و3 مدارس تعليم أساسي بحلقتيه الأولى والثانية، إضافة إلى فروع معظم المؤسسات الحكومية المختلفة لتخفف عناء السفر على المواطنين كما يوجد بالولاية عدد من مصانع الأسماك التي تقوم بتصدير الأسماك داخل وخارج السلطنة.

دور سياحي للجزيرة

تتميز ولاية مصيرة بفضل موقعها الإستراتيجي الهام وسط بحر العرب موقعا سياحيا فريدا أكسبها مكانة مرموقة بفضل مناخها الجميل الذي يكون معتدلا طوال العام، وخاصة في فصل الصيف مما يجعل السياح يتوافدون عليها من مختلف مناطق السلطنة فنجد هناك الأودية والجبال الشامخة والشواطئ المرجانية البيضاء وبعض ينابيع الماء كعين القطارة وعين بلاد، وتأوي إليها السلاحف الجميلة لتتخذ منها ملجأ للتكاثر فهي تعتبر موقعا مهما لمشاهدة السلاحف البحرية المختلفة، كما يوجد في الجزيرة ميناء خلف القرية الرئيسية وهي أكثر منطقة تدب فيها الحياة بسبب السفن بأنواعها وشباك الصيد التي تلقى على رصيف الميناء كما توجد في الجزيرة بعض الجزر المجاورة مثل جزيرة مرصيص وشعنزي وقلبان.

موروثات وحرف متعددة

وتشتهر الولاية بموروثات تراثية وفنون شعبية كما يوجد بالولاية عدد من الحصون الصغيرة موجودة في منطقة ديفات ومنطقة مرصيص كما توجد في الولاية مقبرة أثرية يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

وتشتهر الولاية بعدد من الحرف والصناعات التقليدية كالصيد والتجارة والزراعة وصناعة السفن وصناعة شباك الصيد وصناعة الحلوى والفخار والنسيج والحدادة وصياغة الذهب والفضة وخياطة الملابس وصناعة مواد التجميل التقليدية للمرأة وصناعة الدعون وجمع الرحس وتجفيفة إضافة إلى الموروثات الشعبية والفنون التقليدية حيث تشتهر بوجود فنون الرزحة والعازي والتغرود الذي يستخدم أثناء السفر فوق الجمال والمسوبل والمقايض والونه والمديما وأبو الزلف والميدان والشرح والطارج والمزبفينة والحمبورة