صحافة

الحياة الجديدة :سفر مرير ومكلف للمقدسيين.. من يوقف المعاناة؟

07 يوليو 2017
07 يوليو 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب باسم برهوم، مقالاً بعنوان: سفر مرير ومكلف للمقدسيين.. من يوقف المعاناة؟، جاء فيه:

يتساءل الفلسطيني المقدسي، لماذا عليه أن يدفع مبلغ 230 شيكل، أي ما يعادل 65 دولارا لسلطة الاحتلال الإسرائيلي بدل تصريح لا يستطيع السفر للأردن دونه؟ ولمن لا يعرف، فإن على المقدسي أيضاً أن يدفع ضريبة مغادرة عبر معبر الكرامة (جسر اللنبي) بمبلغ 183 شيكل، بزيادة مقدارها 30 شيكل عن المواطن الفلسطيني من الضفة، أي أن على الفرد أن يدفع 115 دولارا لسلطة الاحتلال في كل مرة. ولو افترضنا أن حوالي 500 مقدسي يسافرون يومياً للأردن، فمعنى ذلك أن دخلا بقيمة تزيد عن 55 ألف دولار يومياً تذهب للخزينة الإسرائيلية وفي السنة أكثر من نصف مليار دولار، هي فقط من التصريح والضريبة. وعلينا أن نتخيل على سبيل المثال أسرة مقدسية من أربعة أفراد تريد السفر للأردن، لأي سبب، فإن عليها أن تدفع 1652 شيكل أي ما يعادل 450 دولارا بدل تصاريح وضريبة، وإذا ما أضفنا المواصلات وضريبة دخول للأردن عشرة دنانير فإن هذه العائلة عليها أن تدفع مبلغ 700 دولار على أقل تقدير للوصول إلى عَمّان لزيارة أهل هناك. قضية القدس، وهي قضية القضايا فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ومسيحياً، لا تقتصر على التاريخ والجغرافيا والمقدسات، وإنما أيضاً، وهذا هو الأهم، هي قضية أكثر من 300 ألف فلسطيني، بوجودهم بالقدس وصمودهم فيها، يمنعون سقوطها بالكامل بيد الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه التهويدي العنصري التصفوي. وهم وبتشبثهم بهذا الوجود والصمود، سيقررون مستقبل القدس، لأن وجودهم هو الحقيقة الأكثر رسوخاً في التاريخ والجغرافيا. وللتذكير في واقع هؤلاء الفلسطينيين المقدسيين، فإنهم وبسبب وجودهم في المكان الخطأ، من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن دولة الاحتلال تعتبرهم مقيمين وليسوا مواطنين في مدينتهم، وأعطتهم بطاقة مُقيم، وللتوضيح، فإن هذا المقيم لا يتمتع بالحقوق ذاتها التي يحصل عليها الإسرائيلي حديث الإقامة في القدس وحسب، بل ان المقدسي مهدد بالإبعاد دائماً، وانه إذا ما أراد السفر عبر مطار اللد (بن غريون) فهو يُمنح وثيقة سفر خاصة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات بمبلغ 140 شيكل. ولأن قضية القدس، هي إحدى قضايا الحل النهائي والدائم في اتفاقيات أوسلو، فإن سلطة الاحتلال تمنع المقدسي الحصول على جواز سفر فلسطيني أسوةً بالفلسطينيين من الضفة والقطاع، ومنذ أن فكت المملكة الأردنية الهاشمية ارتباطها بالضفة عام 1988، أصبح المقدسي، كل فلسطينيي الضفة بإمكانهم الحصول على جواز سفر أردني مؤقت يُمنح للحالات الإنسانية، وهو الجواز الذي ارتفعت رسومه من 20 دينارا إلى 200 دينار. لذلك فإن المقدسيين العالقين بوضع استثنائي غريب، يتساءلون، وجميع الفلسطينيين معهم، لماذا على هذا المقدسي أن يدفع أكثر؟ وبالتحديد هنا لسلطة الاحتلال الإسرائيلية سواء عبر التصاريح التي تكلفه 230 شيكل ولا يعرف السبب، أو في الضريبة 189 شيكل في حين إذا غادر من أي معبر حدودي آخر لا يدفع إلا 102 شيكل. إن سفر الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص هو معاناة حقيقية، سواء من حيث التكلفة المالية، أو الجهد والوقت والأهم هو هدر الكرامة. فكيف نوقف هذه المعاناة؟ كيف نمنح هذا الإنسان المقدسي الذي يصنع بصموده تاريخاً ومزيداً من الأمل؟.