1052712
1052712
الاقتصادية

متحف بيت الغشام... تجربــة ثقافية وسياحية فريدة

06 يوليو 2017
06 يوليو 2017

يستقطب الأدباء والباحثين -

إعداد- ربيعة بنت سعيد الحارثية:-

دخل متحف بيت الغشام إلى قائمة المتاحف العمانية بعد سنوات من الترميم والصيانة وجهود البحث عن التحف والمقتنيات الأثرية القيمة، ويعد أحد المعالم الأثرية وتحفة معمارية بولاية وادي المعاول في قرية الشلّي ببلدة أفي وهو منزل السيد محمد بن أحمد بن ناصر الغشّام البوسعيدي، وسُمّي البيت بالغشام نسبة إلى صاحبه السيد محمد الذي كان يُعرف بهذا اللقب، وهو أحد وزراء السلطان تيمور بن فيصل وواليه على مطرح، وقد كان يسكن هو وعائلته في هذا المنزل، ثم صار البيت للسيد أحمد بن هلال بن علي البوسعيدي والد المرداس بن أحمد وقد كان سكنه الدائم، وقد سكن فيه أيضاً صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور وصاحب السمو السيد طلال بن طارق بن تيمور وأسرتهم، وذلك عندما كانوا يأتون لقضاء الإجازة مع جدهم السيد أحمد بن هلال، ثم صار البيت ملكا للسيد المرداس بن أحمد البوسعيدي ثم اشتراه السيد علي بن حمود بن علي البوسعيدي بهدف ترميمه وتحويله إلى متحف.حيث إن البيت مصمم على الطراز والفن المعماري العماني ويحوي العديد من الغرف، بالإضافة إلى الصباح والسبلة وبعض الغرف المحصنة وواحدة للاختباء، وأبراج المراقبة والحوش الكبير والبئر وأماكن تخزين التمور.يتكون البيت من دورين، وفي القصبة هناك سبع غرف علوية وبعض الأبواب للمداخل والأدراج التي تؤدي إليها، أما الدور الأرضي للقصبة فيتكون من مخازن التمور وبعض غرف الخدمات، وهناك بعض الغرف الأخرى في الجهة الشرقية مرتبطة بالقصبة، وأيضا يحتوي على مجلس للرجال، بالإضافة إلى المدخل الرئيسي وما يميز هذا البيت وجود مدخل آخر للنساء، بالإضافة إلى وجود مصلى بداخله خاص بالنساء.وأثناء الترميم تم استخدام نفس المواد التقليدية القديمة المستخدمة سابقا وهي الطين والصاروج العماني، والجص العماني والحجارة الجبلية المسطحة، وقد أعيد تسقيفه بنفس الآلية السابقة، حيث استخدمت أخشاب الكندل والدعون والبامبو، وقد روعي في أعمال الترميم أسلوب المحافظة على بعض النقوش الجصية الموجودة سابقا، بالإضافة إلى ترميم الأبواب القديمة وبالأخص الباب الرئيس، كما تم إدخال نظام التكييف والكهرباء مع مراعاة الخصوصية في أثرية البيت.ويعد بيت الغشام مزارا سياحيا وثقافيا، ويستقطب الأدباء والباحثين في مختلف المجالات لإبراز المقومات الحضارية للسلطنة كون المتحف أحد مكونات مؤسسة بيت الغشام بأقسامها المختلفة كدار النشر ومجلة التكوين، حيث تؤدي هذه المؤسسة دورا بارزا في نشر الثقافة والحفاظ على التراث وهو نذر يسير مما يجب أداؤه للوطن. وقد استطاع بيت الغشام أن يصمد فترة طويلة من الزمن، ولم تؤثر عليه عوامل التعرية بشكل كامل، وهذا الذي مكن من إعادة صيانته وترميمه أخذا من تشكيلة البيت الباقية للغرف والسور وبقية المرافق.