1052501
1052501
العرب والعالم

الرئيس الأمريكي يواجه مجموعة تحديات في زيارته الثانية لأوروبا

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

فيما يشهد العالم تفاقم مشكلات جيوسياسية خطيرة -

وارسو - (أ ف ب): غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن امس في مستهل رحلة تستمر أربعة أيام إلى أوروبا يلتقي خلالها خصوصا نظيريه الروسي والصيني على خلفية تصعيد في التوتر مع كوريا الشمالية.

وأقلعت الطائرة الرئاسية «اير فورس وان» من قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن حوالي الساعة 8:15 (12:15 ت غ) وعلى متنها الرئيس الأمريكي وزوجته ميلانيا.

ويصل الرئيس الأمريكي أولا إلى بولندا ثم يتوجه إلى ألمانيا لحضور أول قمة له لمجموعة العشرين.

ويبدأ ترامب الذي ما زال يخطو خطواته الأولى على الساحة السياسية الدولية، هذه الرحلة، فيما يشهد العالم تفاقم مشكلات جيوسياسية خطيرة، من الخلافات بين ضفتي الأطلسي إلى تهديدات كوريا الشمالية النووية.

وتحط الطائرة الرئاسية في وارسو، حيث يستقبل ترامب الرئيس اندريه دودا. وسيلقي في بولندا خطابا طويلا ويشارك في قمة «مبادرة البحار الثلاثة» (البلطيق والأدرياتكي والبحر الأسود) التي تضم اثني عشر بلدا من أوروبا الوسطى أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وبعد بولندا، ينتقل ترامب إلى هامبورج في ألمانيا حيث تعقد قمة مجموعة العشرين. وسيجري على هامشها للمرة الأولى محادثات شائكة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سوريا وأوكرانيا وكوريا الشمالية ومكافحة الإرهاب والاتهامات بتدخل روسي في الانتخابات الامريكية 2016.

وسيلتقي ترامب أيضا الرئيس الصيني شي جينبينغ. وقبيل أن تقلع طائرته، اتهم ترامب في تغريدة على تويتر، الصين بنسف جهود الولايات المتحدة إزاء كوريا الشمالية، من خلال تعزيز مبادلاتها التجارية مع النظام الشيوعي الذي أطلق لتوه صاروخه البالستي الأول العابر للقارات.

وسيناقش ترامب مع الرئيس الصيني التدابير الواجب اتخاذها، بعدما حاول عبثا إقناع بكين بتشديد الضغط على بيونج يانج.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض هربرت ريموند ماكماستر عشية الرحلة «لا يبذل أي منا جهودا كافية. لا أعتقد أن الصين تقوم بمساعٍ كافية الآن، لأن المشكلة لم تحل».

من جهته، ألغى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في اللحظة الأخيرة زيارته إلى وارسو، لكنه سيرافق ترامب إلى قمة العشرين. وسيتوجه بعد ذلك إلى أوكرانيا في 9 يوليو، ومنها إلى تركيا للقاءات ثنائية في 9 و19 يوليو.

وقد تكون للقاء ترامب مع بوتين انعكاسات على السياسة الداخلية الأمريكية، في وقت يجري تحقيق يشمل عددا من المعاونين المقربين من الرئيس الأمريكي للاشتباه بإقامتهم علاقات مع موسكو، على خلفية فضيحة التدخل الروسي الجاري التحقيق بشأنه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بهدف ترجيح الكفة لصالح ترامب، على ما تؤكد وكالات الاستخبارات الأمريكية.

وفي هذه المناسبة، حتى صور بسيطة لمصافحة بين ترامب وبوتين تنطوي على مخاطر سياسية للرئيس الأمريكي وستستخدم حتما ضده في السياسة الداخلية الأمريكية.

وكشفت رحلة ترامب الأولى إلى أوروبا عن مشاعر ريبة كبيرة بين ضفتي الأطلسي. أما الرحلة الثانية، فيفترض أن تشكل فرصة لإصلاح الأمور.

وفي بولندا، سيخص الرئيس أندري دودا المحافظ نظيره الأمريكي باستقبال حافل. وقال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بيوتر بوراس «بعد رحلته الكارثية إلى بروكسل وتاورمينا، فإن صوره مبتسما مع قادة أوروبيين وحشود متحمسة لخطابه، يمكن أن تساعد ترامب على إصلاح صورته في بلاده».

ويتحدث المسؤولون الأوروبيون في العلن عن علاقات ثابتة وأساسية، لكنهم يتساءلون في أحاديثهم الخاصة إن كانت ستصمد لأربع أو ثماني سنوات وترامب في البيت الأبيض.

وإن كان من المتوقع أن تكون وارسو أسهل محطات ترامب، إلا أنها لا تخلو من العثرات لرئيس دولة كبرى لا يتقن لغة الدبلوماسية. ويترقب البولنديون موقفه بشأن الالتزام بضمان الأمن الأوروبي.

وترى بولندا على غرار العديد من الدول المجاورة لها في الحلف الأطلسي وقاعدة الدفاع المتبادل عاملا رادعا قويا في وجه روسيا وضمانة لاستقلالها.

وأبدى ترامب التزامه بالقاعدة القائلة إن «أي هجوم على أي دولة هو هجوم على جميع الدول»، غير أنه وجه انتقادات لاذعة إلى الحلفاء الأوروبيين لتدني نفقاتهم العسكرية.

ويلقي كلمة مهمة في ساحة كراسينسكي القريبة من نصب انتفاضة وارسو ضد النازيين. وقال الجنرال ماكماستر إن ترامب «سيعرض رؤية، ليس للعلاقات المقبلة مع أوروبا فحسب، بل لمستقبل حلفنا الأطلسي وما معناه بالنسبة لأمن أمريكا وازدهارها».

ومن المتوقع أن يضمن المحافظون الحاكمون في بولندا حشودا كبيرة لترامب، وفي المقابل، سيؤكد الرئيس الأمريكي دعم بلاده لبولندا، مع الإشارة إلى الانتشار العسكري الأمريكي فيها وأول عملية تسليم غاز طبيعي أمريكي مسال في يونيو.

واعتبر مسؤولون في البيت الأبيض أنها خطوة هامة للحد من قدرة موسكو على استخدام الوقود كوسيلة ضغط.

وتراقب الدول الأوروبية الأخرى عن كثب موقف ترامب حيال قادة حزب «القانون والعدالة» البولندي الذي تتهمه المعارضة بإضعاف دولة القانون وتجاهل القيم الأوروبية. وباشرت بروكسل دعوى قانونية ضد وارسو لرفضها استقبال لاجئين.

وإذا ما أبدى الرئيس الأمريكي تعاطفا مع المواقف البولندية، فقد يتهم بزرع الفتنة في أوروبا، كما حصل لسلفه جورج بوش خلال الحرب في العراق.