1052389
1052389
العرب والعالم

إطلاق صواريخ باليستية خلال تدريبات أمريكية- كورية جنوبية تحاكي هجوما على بيونج يانج

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

لافروف: لا يمكن حل الأزمة بالقوة.. وترامب ينتقد الصين -

عواصم - (وكالات): أطلقت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية امس صواريخ باليستية خلال مناورات تحاكي هجوما على كوريا الشمالية، في «رسالة تحذير قوية» الى النظام الشيوعي الذي اطلق صاروخا عابرا في أول تجربة من نوعها. وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون امس ان التجربة الناجحة يوم العيد الوطني الأمريكي «هدية الأمريكيين». ويشكل امتلاك كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات يمكن تزويده برأس نووية منعطفا مهما للنظام الشيوعي الذي أجرى حتى أمس خمس تجارب نووية ويمتلك ترسانة صغيرة من القنابل الذرية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد في يناير بان ذلك «لن يحصل». إلا ان العديد من الخبراء قالوا ان صاروخ هواسونغ-14 يمكنه بلوغ آلاسكا. وسيفرض هذا النجاح الذي حققته بيونج يانج ويشكل تحديا جيوسياسيا لواشنطن، إعادة تقييم للتهديد الذي يمثله أحد أكثر الأنظمة انعزالية في العالم. وتؤكد بيونج يانج التي قامت بخمس تجارب نووية حتى الآن ولديها مخزون صغيرها من القنابل الذرية، ان الصاروخ الجديد يمكن تزويده بـ «رأس نووي كبير». بعد أقل من 24 ساعة على التجربة التي أثارت تنديدا من قبل الأسرة الدولية، قامت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية بإطلاق عدة صواريخ قصيرة المدى سقطت في بحر اليابان.وتحدثت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن توجيه «رسالة تحذير قوية»، من خلال المناورات بينما أوضحت رئاسة أركان القوات الكورية الجنوبية ان التدريبات «أثبتت القدرة على توجيه ضربة محددة بدقة إلى القيادة العامة للعدو في حال الطوارئ». من جهته، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي المؤيد لاستئناف الحوار مع الشمال ان «الاستفزاز الخطير من قبل الشمال يتطلب منا ردا أكثر من مجرد بيان». وصرح قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية الجنرال الأمريكي فينسنت بروكس أن «ضبط النفس خيار وهو يفصل بين الهدنة وإطلاق النار». وحذر بروكس قائلا: «إطلاق صواريخ بالذخيرة الحية دليل على قدرتنا على تعديل خيارنا بحسب أوامر القادة المحليين للتحالف». وتربط بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتفاقية تعاون عسكرية كما ينتشر نحو 28 ألف عسكري أمريكي في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. من المتوقع ان تثير هذه المناورات غضب الشمال الذي يشدد على انه مضطر لتطوير برامج عسكرية وباليستية لمواجهة التهديد الذي يمثله الانتشار العسكري الأمريكي الكثيف في الجنوب. وكان مجلس الأمن الدولي اصدر عدة قرارات مرفقة بعقوبات بحق بيونج يانج لحثها على العدول عن برامجها الصاروخية والنووية. ومن المقرر ان يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا للتباحث في الملف الكوري الشمالي، وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش علق مساء امس الأول بان التجربة الصاروخية الكورية الشمالية «تصعيد خطير» و «انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي». من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس: إن موسكو والصين تعارضان أي محاولة لحل أزمة كوريا الشمالية بالقوة أو من خلال خنقها اقتصاديا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي: «إن مهمة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بأكملها لا يمكن ولا يجب أن يستخدم كذريعة لمحاولات تغيير النظام في كوريا الشمالية. هذا هو موقفنا المشترك». وأثارت تجربة الشمال رد فعل قوي من ترامب الذي طالب بكين الحليف الدولي الأبرز لبيونج يانج بـ «وضع حد نهائي لهذه العبثية».

واتهم ترامب الصين امس بنسف جهود الولايات المتحدة على صعيد مواجهة كوريا الشمالية، من خلال تعزيز مبادلاتها التجارية مع النظام الشيوعي.

وكتب الرئيس الأمريكي على تويتر قبل بدء رحلته الرسمية الثانية الى الخارج، ان «التجارة بين الصين وكوريا الشمالية ازدادت 40% على الأقل في الربع الأول. ثم يقال ان الصين تعمل معنا. لكن كان علينا ان نحاول». من جهته، دعا الرئيس الصيني شي جينبينج الذي يقوم بزيارة الى موسكو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بيونج يانج الى وقف تجاربها النووية والباليستية وواشنطن الى العدول عن المناورات العسكرية على نطاق واسع مع حليفتها الكورية الجنوبية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية ان الزعيم كيم جونج اونج الذي أشرف شخصيا على عملية إطلاق الصاروخ قال: «إن الأمريكيين لن يكونوا مسرورين كثيرا بهذه الهدية التي أرسلت في ذكرى الرابع من يوليو»، وتابعت: ان كيم أعرب لدى معاينته صاروخ هواسونغ-14 عن «الرضا»، وقال: ان الصاروخ «كطفل جميل ومكتمل». وامس، خصصت صحيفة «رودونج سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم خمس من صفحاتها الست لعملية إطلاق الصاروخ ونشرت ما لا يقل عن خمسين صورة للحدث.ولا تزال هناك تساؤلات حول مواصفات الصاروخ وقدرة بيونج يانج على تصغير رأس نووي لتثبيته على صاروخ ومدى امتلاكها لتقنية دخول الصواريخ في المجال الجوي.وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية ان عملية الإطلاق استوفت «كل المعايير التكنولوجية بما فيها مقاومة الحرارة والثبات الهيكلي للصاروخ» وهي عوامل ضرورية لضمان عودته عبر الغلاف الجوي دون أضرار، وأضافت ان رأس الصاروخ مصنوع من ألياف الكربون. وأوضحت الوكالة «في ظروف صعبة من بينها درجات حرارة تقارب الآلاف والضغط والارتجاجات ظلت الحرارة داخل رأس الصاروخ مستقرة وتراوحت بين 25 و45 درجة مئوية»، وأشارت الى ان الصاروخ كان له مسار «ممتاز» وبلغ هدفه بدقة». ولم يعبر الصاروخ سوى مسافة تقل عن ألف كلم لكن العلو الذي بلغه (أكثر من 2800 كلم بحسب بيونج يانج) دليل على انه قادر على التحليق لمسافات أطول. من جهته، أشار وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو الى إمكان ان يتراوح مدى الصاروخ بين 7 و8 آلاف كلم، ما سيتيح بلوغ القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ ومقرها هاواي بسهولة.