كلمة عمان

الاستثمار في البنية الأساسية

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

تستعد الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات «إثــراء» لتنظيم أمسية يوم الثلاثاء المقبل، تناقش فيها موضوع الاستثمار الأمثل للبنية الأساسية للسلطنة ومدى أهميتها الاقتصادية، حيث تأتي الندوة بعنوان «البُنى الأساسية: الوصول إلى الوجهة».

ولا ريب أن هذا الموضوع حيوي واستراتيجي باعتبار أن البنية الأساسية هي الجوهر والمركز الأساسي للازدهار الاقتصادي، ودونها تتوقف خطط الإنتاج والتحديث التنموي، فهي عماد القطاع اللوجستي والنقل وكافة حركة الاقتصاد والتنمية.

وتعدّ السلطنة من الدول ذات المسار الحديث في هذا القطاع، لكنها استطاعت وعبر فترة وجيزة أن تنهض بشكل ملحوظ في البنية الأساسية، بل أصبحت في مصاف الدول المتقدمة في هذا الإطار بشهادة العديد من الهيئات الدولية المختصة.

لكن السلطنة مستمرة وعبر الخطط الاستراتيجية للتنمية في تطوير وتعزيز البنية الأساسية، لأهداف متعددة، منها على سبيل المثال، دفع التصنيع وزيادة وتنمية الصادرات عبر ربط الشركات المحلية بالسوق العالمية بما يتماشى مع التطور السريع في عالم اليوم.

إن المضي في حفز البنية الأساسية ضروري ومهم، ويتطلب المزيد من التحديث المستمر، باعتبارها عنصرا محوريا في استقطاب الاستثمار الأجنبي وجذبه إلى السلطنة.

فالمستثمر الذي يجد مقومات حقيقية وفاعلة في هذا الجانب سوف يسارع إلى الاستفادة منها وتحقيق ما يبحث عنه من فائدة، وعلى العكس لن يغامر المستثمر بالعمل في مكان يفتقد للبنى الأساسية الجيدة.

إن الإنفاق على البنية الأساسية في السلطنة قد أخذ أموالا وميزانياتٍ معتبرة في العقود الماضية منذ بواكير الدولة العصرية، وهذا المسار مستمر برغم الظروف الراهنة المترتبة عن تراجع أسعار النفط عالميا وانعكاس ذلك على كل الدول المصدرة لهذه السلعة الاستراتيجية.

غير أن السلطنة تؤمن تماما بالعمل لأجل المستقبل، وأن الاستثمار في البنية الأساسية كما الاستثمار في المورد البشري، كلاهما ضروري لتغذية الاقتصاد الحديث، ورفده بالأسس والمعينات المركزية له، ويشكل هذا النوع من الاستثمار بديلا في إطار سياسة التنويع الاقتصادي.

ومعلوم أن نطاق البنية الأساسية متسع ويشمل العديد من الأمور، منها السكك الحديديّة والطرق وشبكات الكهرباء والمياه، وشبكات الاتصالات، والمطارات والموانئ، وغيرها مما يمكن أن يستجد في هذا الإطار، حيث إنه مع التطور السريع في عالم اليوم، فإن مفهوم البنية الأساسية وتطبيقاتها تتغير سريعا بما يجاري الثورة المتسعة في كافة قطاعات الحياة الإنسانية.

فحديثا بدأ الحديث مثلا عن المناطق الحرة في العقود الأخيرة، ومن ثم، كان في الراهن الأقرب الحديث عن البنى الأساسية المتعلقة بمجالات تكنولوجيا المعلومات، وهو مجال حيوي ويتطور على نحو سريع جدا.

بالتالي فلابد من هذه المسايرة المستمرة، والحرص على المواكبة، والعمل على تدريب الكوادر التي تعي تماما الفرص الممكنة في هذا المجال الحيوي والمستقبلي، بحيث يتشكل وعي معرفي حقيقي في هذا الباب المستقبلي والهام، وبحيث يمكن فهم جملة التحديات المتوقعة ليكون ممكنا، ومن وقت مبكر، تفادي المشكلات وإيجاد الحلول والبدائل التي تجعل الاقتصاد الوطني يندفع بخطى إيجابية ويحافظ على صعوده وازدهاره.