العرب والعالم

تقرير :المجلس الجنوبي يتأهب للتصعيد وبن دغر يحذر من «الصراع الغبي»

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

صنعاء - الأناضول: دخلت أزمة المجلس الجنوبي الانتقالي في اليمن، الذي شكله محافظ عدن (جنوب) المقال، عيدروس الزبيدي، مطلع مايو الماضي، منعطفا خطيرا، إثر عودة غالبية أعضائه إلى العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن)، من أجل التحضير لفعاليات تصعيدية ضد الحكومة الشرعية، يوم الجمعة المقبل.

ووصل الزبيدي ونائبه هاني بن بريك، وعدد من أعضاء المجلس، الداعي لانفصال جنوب اليمن عن شماله، إلى مدينة عدن ليل الإثنين، قادمين من دولة الإمارات، وفق ما ذكرته مصادر للأناضول، وذلك بعد أسابيع من استدعائهم إلى الرياض للتشاور، قبل انتقالهم إلى أبوظبي.

وكانت الحكومة الشرعية تأمل من حليفتها السعودية احتواء أزمة المجلس الانتقالي، والإبقاء على قادته خارج اليمن عندما استدعت الرياض غالبية أعضائه بعد أسبوع من تشكيل المجلس، لكن إطاحة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بثلاثة محافظين من أعضاء المجلس أعادت الأوضاع على ما يبدو إلى المربع صفر، حيث رفض المجلس هذه الإقالات، وتوعد بالتصعيد، بما في ذلك استخدام القوة.

الحوثي وصالح وعودة قيادة المجلس الانفصالي أثارت سخط الحكومة الشرعية، فخرج رئيسها أحمد عبيد بن دغر، محذرا، في بيان شديد اللهجة، مما وصفه بـ(جولة جديدة من الصراع الغبي يجري التحضير لها في عدن). واعتبر «بن دغر»، في البيان الذي أذاعه التلفزيون الحكومي مساء أمس الأول، أنه كلما حاول المجلس الانتقالي «إضعاف الشرعية في عدن أو النيل من الرئيس المنتخب (هادي) كلما مهدوا الطريق لعودة (قوات جماعة أنصار الله) و(القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح) إلى الجنوب منتصرين». وخاطب أعضاء المجلس العائدين إلى عدن بقوله: «لا يمكن لأحد ملك» السلاح والمال والرجال والدعم (يقصد المجلس الانتقالي أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن، الكل يغدو في هذا الظرف الحرج، وربما المتفجر، مسؤولا أمام مواطني عدن، ومعنيا بأمن مواطني لحج وأبين والضالع، بل وبأمن اليمن عموما».

وشدد رئيس الوزراء اليمني على أن «المشاعر متأججة، وهناك من لا يدرك خطورة الوضع»، محذرا من أن تحالف أنصار الله وصالح «يدفع باتجاه الصدام بين طرفي الصراع التقليديين» في إشارة إلى حرب أهلية جنوبية دارت عام 1986 بين سكان محافظتي الضالع وأبين إبان دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية جنوبي البلاد.

واشتعلت هذه الحرب بسبب رغبة أنصار الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك، عبد الفتاح إسماعيل (من الضالع)، في الإطاحة بحكومة علي ناصر محمد (من أبين)، ما خلف قرابة 11 ألف قتيل، وفق إحصاء حكومي. وزاد «بن دغر» بأن «العداوة والبغضاء والكراهية بعثت من جديد وبصورة أبشع، والصراع على النفوذ في عدن يمضي نحو الذروة». واعتبر أن «جولة الصراع الغبي التي يتم التحضير لها، إما أن يساعد المجلس الانتقالي على لجمها، وإما أن يكونوا أداتها وحطبها وضحيتها». وألمح إلى صراع (جنوبي- جنوبي) على النفوذ بتساؤله: «لماذا الصراع على النفوذ في عدن مع إمكانية تحقيق الشراكة والتوفيق بين المصالح المتعارضة. فكما للضالع حق في التواجد بعدن وممارسة السلطة، الحق ذاته لأبين، ولأبناء عدن أيضا المنسيين دائما وكذلك القادمين من محافظات أو مديريات أخرى». وحذر من سيناريوهات المشهد في الأيام القادمة في حال قام المجلس الجنوبي بإضعاف الشرعية، مضيفا أنه في حال تحقق ذلك، «فسيكونون قد خدموا أعداء الأمة، وتكون طهران (المتحالفة مع أنصار الله وصالح) قد ربحت الحرب في اليمن دون طلقة». ودعا «بن دغر» المجلس الانتقالي إلى ضبط النفس، يوم الجمعة المقبل، ومنع من وصفهم بـ(الطائشين من استفزاز الآخرين وحفظ الدماء)، وإلى الحفاظ على الرئيس هادي «أو أبشروا بعبد الملك (الحوثي) يطرق الأبواب»، مشيرا إلى وجود أنصار الله وصالح على بعد مائة وخمسين كيلو مترا من عدن.

وتشكل عودة قيادة المجلس الانتقالي إرباكا للحكومة الشرعية، التي ما تزال تصارع منذ أكثر من عامين، وبدعم من التحالف العربي بقيادة الجارة السعودية، لاستعادة باقي محافظات اليمن من قوات أنصار الله وصالح، وبينها صنعاء. ولا تُعرف طبيعة الخطوات التي سيقدم عليها المجلس الانفصالي، خلال الأيام القادمة، في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام مقربة من الحراك الجنوبي أن هيئة المجلس عقدت في عدن، لقاء تشاوريا ناقشت فيه برنامج التصعيد يوم الجمعة المقبل. ومنذ الإطاحة بمحافظ عدن، في 27 أبريل الماضي، نفذ الحراك الجنوبي فعاليتين حشد فيهما أنصاره من المحافظات الجنوبية إلى عدن، لتفويض الزبيدي كرئيس لمجلس انتقالي، وبعدها تشكيل المجلس من 26 شخصية جنوبية. ويتخوف مراقبون من لجوء المجلس الانتقالي إلى تشكيل «مجلس عسكري»، كما توعد عدد من أعضائه، خصوصا وأن نائبه هاني بن بريك، هو المشرف الأول على «قوات الحزام الأمني»، التي تسيطر على محيط المحافظات الجنوبية، والمدعومة من الإمارات، ضمن التحالف العربي.