الرياضية

محاضرة للشؤون الرياضية ضمن فعاليات شبابي بالداخلية

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

نزوى - أحمد الكندي -

نظّمت دائرة الشؤون الرياضية لمحافظة الداخلية محاضرة ضمن أنشطة برنامج شبابي بالدائرة وأقيمت بجامع الحق بولاية نزوى وتناولت موضوع الأحداث التاريخية في رمضان وقدّمها عبدالرحمن بن أحمد السليماني مشرف تربوي لمادة الدراسات الاجتماعية بتعليمية الداخلية وخطيب جامع الحق بنزوى وحضرها عبدالله بن محمد البطراني رئيس قسم تنفيذ البرامج بدائرة الشؤون الرياضية رئيس فريق شبابي بالمحافظة وسالم بن خميس الشريقي عضو فريق شبابي بالمحافظة وقد تناولت المحاضرة حدثين مُهمين وقعا خلال شـــهر رمضان وكان لهما دور كبير في إعادة رسم الحياة السياسية والتاريخ والجغرافيا بدأها بالحديث عن حدث عماني قلب موازين القوى، وأعاد رسم التاريخ العماني، وصحّح مسار الإرادة العمانية وهي معركة المجازة بعد أن تمكن العمانيون من إعلان الإمامة في عام 132هـ وما تبعها من قيام السلطة العباسية بالعمل عـــلى سرعة الإجهاض والقضـــــاء على دولة الإمام الجلندى بن مســـــعود في معركة جلفار ثم توحّد العمانيون للقضاء على الوجود العباسي الذي استمر حوالي أربعين سنة من خلال الموالين لهم من بني الجلندى حيث التقى الطرفان بمنطقة الغابة في مكان يعرف بالمجازة في رمضان سنة 177هـ /‏‏ 793م وحلت الهزيمة بآل الجلندى؛ وترتبت على هذه المعركة نتائج مهمة في تاريخ عمان: فقد زال سلطان العباسيين من عمان وهو الذي يعبر عنه بزوال ملك الجبابرة من آل الجلندى.

كذلك يمثل الانتصار في هذه المعركة البداية الحقيقية لقيام الإمامة الإباضية الثانية، إذ بدأ أنصار الإمامة يبعثون عمّالهم لأخذ الصدقة من غالبية مناطق عمان، وفيه إشارة الى بسط سيطرتهم وسلطتهم على هذه المناطق؛ ثم انطلق في الحديث عن معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي، أعادت صياغة التاريخ، وأوقفت تدمير الحضارة الإسلامية والإنسانية، وأثبتت أن الإسلام قوة لا تقهر ولا تهزم حين يرجع المسلمون إلى ربهم ودينهم، وهذا موعود الله لهم وهي معركة عين جالوت بعد ظهور ( جنكيز خان ) في القرن الثالث عشر الميلادي الذي تمكن من توحيد القبائل المغولية أو المنغولية في منطقة منغوليا بالصين، - ويعرفون كذلك بالتتار- وقام بالتوسع على حساب القوى والممالك المجاورة، حيث استطاع تكوين امبراطورية من أكبر وأقوى الامبراطوريات في العالم، وقد اجتاح المغول العالم الإسلامي في القرن الثالث عشر الميلادي بدايات القرن السابع الهجري، وتابعوا طريقهم غربا صوب الخلافة العباسية، والتي سقطت في أيديهم سنة 656 هـ /‏‏ 1258م ثم تابع المغول طريقهم باتجاه بلاد الشام فسقطت مدنها الواحدة تلو الأخرى، وكان من نتائج سقوط بلاد الشام في أيدي المغول وحلفائهم أن عمّ الرعب والخوف سائر أرجائها، فهرب الناس باتجاه الأراضي المصرية، وصاروا يبحثون عن قيادة حكيمة قوية تنهي الخلاف وتوحد الكلمة، وتعيد تنظيم الشتات، وتبعث روح الجهاد الإسلامي في النفوس لدرء ذلك العدوان الذي استشرى خطره وبات يهدد ما بقي من العالم الإسلامي بالدمار والهلاك فبعدما سحق المغول التتار كل الإمارات الإسلامية من الصين في أقصى الشرق مروراً بوسط آسيا وإيران والعراق والشام، لم يتبقَّ لهم في حصادهم البشري إلا مصر، التي لو سقطت حينها لأمكن للتتار أن يرتعوا في القارة الأوروبية، فضلاً عن إفريقيا وبلاد المغرب الإسلامي، لا يردهم في ذلك رادٌّ وتهديدهم لدولة المماليك في مصر بكل صلف وغرور لتبدأ بعد ذلك سلسلة أحداث قادها سلطان المماليك بمصر ( قطز ) بخروجه قائداً للقوات الإسلامية صوب الشام لملاقاة التتار، ولم تنتظر مصيرها في بلدها كالبلاد الأخرى، وبلغ ذلك كتبغا نائب هولاكو على الشام، فجمع مَن بالشام مِن التتار، وسار إلى قتال المسلمين، والتقوا في الغور يوم الجمعة فانهزم التتار في عين جالوت هزيمة قبيحة وأخذتهم سيوف المسلمين، وقُتل مقدمهم كتبغا، وتعلق من سلم منهم برؤوس الجبال وتبعهم المسلمون فأفنوهم، وهرب من نجا منهم إلى الشرق وبهذا النصر الساحق، التأم شمل المسلمين في مصر والشام والحجاز تحت قيادة الدولة المملوكية، وانتهت أسطورة المغول : أنهم قوة لا تقهر.