فقط 5 دقائق

محمد بن هلال الصوافي -

مدرب معتمد في التنمية البشرية -

من أهم القواعد في علم الإدارة وتطوير النفس هي قاعدة الـ 5 دقائق حيث تنص هذه القاعدة: « أن بإمكانك أن تقوم بالكثير من الأعمال الهامة، والمهمة والأقل أهمية، في وقت لا يزيد عن 5 دقائق “، حيث اننا نملك وقتاً طويلاً في اليوم الواحد، يقدر بحوالي 1440 دقيقة في اليوم، أي اكثر من [400,518] دقيقة في العام الواحد. ولان الحياة تمضي برتم متسارع، فلا بد من استغلال بعض الدقائق للقيام وإنجاز بعض الأعمال وذلك من خلال العمل بقاعدة الـ 5 دقائق فقط.

هذه القاعدة تساعدك على تنفيذ بعض الأعمال في وقت معين وإنجاز الأعمال بدون تسويف او تأجيل، كذلك تساعدك لتغير بعض العادات السيئة والقدرة على التحكم وإدارة الوقت في مختلف مجالات الحياة، حيث عند شعورك بالكسل او التهاون في تأدية أي عمل وإنجاز أي مهمة قل لنفسك «إنها فقط خمس دقائق»

على الصعيد التثقيف الشخصي، وإذا تكاسلت مثلا عن ممارسة القراءة والمطالعة فقل لنفسك «إنها فقط خمس دقائق”، وقم بعدها بقراءة أي كتاب خلال هذه الدقائق في اليوم الواحد، حيث إن القراءة والمطالعة باستمرار تجعلك تطور نفسك باستمرار، فكل مرة تقرأ فيها صفحات من كتاب خلال هذه الدقائق ستخرج ولو بفائدة واحدة ستساعدك او تحتاجها يوما ما، اعلم أن 5 دقائق قليلة جدا، ولكنها ستكون كافية جدا لتغير عادة القراءة لديك على مر الأيام، والارتقاء الذاتي لديك، حيث قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ؟.

وعلى الصعيد الحياة الاجتماعية، عند احساسك بالتقصير في زيارة الأرحام والأقارب مثلا وانشغالك في حياتك اليومية، قل نفسك «إنها فقط خمس دقائق« وأتصل عليهم الآن، واسال عن أحوالهم، او قم بزيارة أحدهم، فهذه الدقائق المعدودة تساهم في تطوير حياتك الاجتماعية وزيادة التَّآلف والوصول الى الرضا الذاتي لديك، فصلة الرحم عمارةُ للنعم ودفاعةُ للنقم.

أخيرا .. قاعدة الـ 5 دقائق ممكن تطبيقها في كل مجالات الحياة، في الحياة الشخصية او المهنية، او لتغير العادات الشخصية لدى الفرد، فهذه القاعدة تساعد على ترويض النفس وإنجاز المهام والأعمال في الوقت المناسب، وهي أداه فعالة لإدارة الوقت واستغلاله في إنجاز المهام والأعمال، حيث يقول هنري ثورو «لا يكفي أن تكون مشغولاً.. فالسؤال هو ما الذي نشغل أنفسنا به؟».