1051496
1051496
العرب والعالم

كوريا الشمالية تعلن إطلاق صاروخ «عابر للقارات» وترامب يدعو الصين لضبط بيونج يانج

04 يوليو 2017
04 يوليو 2017

بكين وموسكو تدعوان جميع الأطراف للتخلي عن الأعمال الاستفزازية -

خبراء أمريكيون: الصاروخ قادر على استهداف ألاسكا -

عواصم - (أ ف ب): أكدت كوريا الشمالية أمس أنها أطلقت بنجاح صاروخا بالستيا عابرا للقارات في تجربة تعني أنها اجتازت خطوة جديدة تقربها من التهديد بضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي.

وقال خبراء أمريكيون إن الصاروخ الذي أطلق صباح امس، في اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بعيدها الوطني، قادر على استهداف ألاسكا.

واستدعى إطلاق الصاروخ ردا شديد اللهجة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب بكين، الحليف الرئيسي لبيونج يانج «بوضع حد نهائي لهذه العبثية».

من جهتها، ودعت روسيا والصين امس كوريا الشمالية إلى وضع حد لتجاربها النووية وإطلاق الصواريخ البالستية كما طالبتا واشنطن بوقف مناوراتها العسكرية لإنهاء التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وقالت وزارتا الخارجية الصينية والروسية في بيان مشترك اثر اجتماع الرئيسين فلاديمير بوتين وشي جينبينج في موسكو أن البلدين « يدعوان جميع الأطراف المعنيين إلى ضبط النفس والتخلي عن الأعمال الاستفزازية والحرب الكلامية». وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الرئيسين «اتفقا على بذل كل ما هو ممكن بشكل مشترك للتوصل إلى حل في شبه الجزيرة الكورية عبر الحوار والتفاوض». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان بكين «تجمع معلومات» حول التجربة وتحث كوريا الشمالية على «وقف الأعمال التي تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي»، وأضاف «نأمل في أن تبدي كل الأطراف ضبط النفس وان تمتنع عن اتخاذ إجراءات من شأنها التسبب بتصعيد».

وتمتلك كوريا الشمالية التي أجرت خمس تجارب نووية، ترسانة صغيرة من القنابل الذرية، وتسعى لحيازة صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية.

وتبرر بيونج يانج برامجها النووية بالتهديد الذي تشكله لها الولايات المتحدة التي تنشر 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية. وامتلاك بيونج يانج لصواريخ بالستية عابرة للقارات سيغير تقييم المخاطر التي تشكلها بيونج يانج.

وأشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون على التجربة «التاريخية» لصاروخ «هواسونغ-14»، بحسب ما أعلنت في نشرة خاصة مذيعة في التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي. وأكدت المذيعة أن كوريا الشمالية «قوة نووية كبيرة» تمتلك «صواريخ عابرة للقارات شديدة القوة قادرة على ضرب أي مكان في العالم».

ويبدي محللون شكوكا حول قدرات كوريا الشمالية على بناء رؤوس نووية يمكن تحميلها على صواريخ. ويستبعدون أن تكون بيونج يانج تمتلك حاليا التكنولوجيا الضرورية لبناء صواريخ عابرة للقارات. إلا انهم متفقون حيال التقدم الكبير الذي حققته البرامج البالستية والنووية لكوريا الشمالية، إحدى الدول الأكثر عزلة في العالم، منذ وصول كيم جونغ اون إلى السطة.

والاختبار الصاروخي الذي رصدته القوات الكورية الجنوبية واليابانية والأمريكية استدعى ردا شديد اللهجة من ترامب.وكتب الرئيس الأمريكي في رد فعل أولي على تويتر متسائلا «أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخا جديدا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-اون) أي شيء أفضل يفعله في حياته؟».

وأضاف الرئيس الأمريكي «من الصعب أن نصدق أن كوريا الجنوبية واليابان ستتحملان هذا الأمر لفترة طويلة. ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا نهائيا لهذه العبثية».

تخضع كوريا الشمالية لعدد كبير من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والبالستية المحظورة.

وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان: إن «الصاروخ البالستي غير المحدد» أطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، قبل أن يسقط في بحر الشمال، وهي التسمية الكورية لبحر اليابان.

وأكد الجيش الأمريكي أن الصاروخ متوسط المدى وسجل مدة تحليق وصلت إلى 37 دقيقة، وهي مدة طويلة وغير اعتيادية.من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن الصاروخ ارتفع إلى علو يزيد عن 2500 كلم، وسقط في بحر اليابان، في المنطقة الاقتصادية الحصرية للأرخبيل.

وقال الباحث في معهد ميدلبوري جيفري لويس في تغريدة على تويتر «انه صاروخ عابر للقارات. الصاروخ العابر للقارات قادر على الوصول الى انكوراج، وليس سان فرانسيسكو، ولكن مع ذلك (يبقى تهديدا)».

واعتبر العالم ديفيد رايت العضو في منظمة اتحاد العلماء المهتمين (يونيون اوف كونسورند ساينتستس) انه بالنظر إلى المعلومات المتوفرة فان الصاروخ اتخذ مسارا «شديد الانحناء» وهو «قادر على عبور مدى أقصاه 6700 كلم في مسار اعتيادي».

ويتابع رايت «هذا المدى لا يسمح بالوصول إلى الولايات الثماني والأربعين (الواقعة جنوب كندا) او الجزر الكبرى في هاواي، ولكنه كاف للوصول إلى ألاسكا».

من جهته، صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للإعلام أن «إطلاق الصاروخ يظهر بوضوح أن التهديد قد زاد».

وقال آبي إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان ستعقد اجتماعا هذا الاسبوع على هامش قمة مجموعة العشرين، مضيفا «احث الرئيس (الصيني) شي جينبنغ والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين على اتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة».

من جهته اعتبر الرئيس الكوري الجنوبي، الداعم للعقوبات ولجهود إحياء المفاوضات مع كوريا الشمالية، والذي التقى ترامب، إطلاق الصاروخ «استفزازا غير مسؤول». ارتفع منسوب التوتر بداية العام إلى مستويات غير اعتيادية مع إدلاء ترامب بأولى تصريحاته كرئيس للولايات المتحدة معلنا استعداده لحل المسألة الكورية الجنوبية بمفرده وبالقوة اذا لزم الأمر.