335
335
تقارير

ترامب المكبل في الداخل يسعى لتوثيق العلاقات مع موسكو

04 يوليو 2017
04 يوليو 2017

روبرتا رامبتون -

خلال الحملة الانتخابية أثنى دونالد ترامب وهو مرشح الحزب الجمهوري على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره «زعيما قويا» يود أن يعيد معه ضبط العلاقات الأمريكية الروسية المتوترة.

غير أنه في الوقت الذي يتأهب فيه ترامب لأول لقاء يجمعه وجها لوجه وهو رئيس مع بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين التي تعقد في ألمانيا يومي السابع والثامن من يوليو الجاري فإنه يتعرض لضغوط من الداخل للتشدد مع الكرملين.

فقد أثارت اتهامات بتدخل روسي في الانتخابات الأمريكية العام الماضي انزعاج أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء ممن يطالبون بفرض عقوبات مشددة على روسيا في أعقاب ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014.

كما يشعر أعضاء الكونجرس ومنهم كوري جاردنر السناتور الجمهوري عن ولاية كولورادو بالقلق لتدخل روسيا الذي أطال أمد الحرب الأهلية في سوريا من خلال دعم الرئيس بشار الأسد. وتسببت الأزمة السورية في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة ودفعت بطوفان من المهاجرين إلى أوروبا.

وقال جاردنر الذي كان واحدا من ستة من أعضاء الكونجرس دعاهم البيت الأبيض الشهر الماضي لبحث السياسة الخارجية مع ترامب على العشاء «الرئيس (ترامب) يحتاج لتوضيح أن العدوان المستمر من جانب روسيا في مختلف أنحاء العالم.. غير مقبول وأنه لابد من محاسبتها».

وفي الوقت نفسه يقول خبراء السياسة الخارجية أن تعيين محقق خاص للتحقيق في احتمال وجود صلات بين الحكومة الروسية وأعضاء في فريق حملة ترامب الانتخابية أضعف قدرة الرئيس على المناورة مع روسيا.

وقد توصل مجتمع الاستخبارات الأمريكي إلى أن روسيا كانت راعية لاختراق الكتروني استهدف الحزب الديمقراطي في العام الماضي لصالح ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. ونفت روسيا تلك الاتهامات في حين رفض ترامب مرارا فكرة وجود أي تنسيق بين حملته وروسيا وشبهها بأنها «مطاردة ساحرات».

ومع ذلك يقول خبراء السياسة الخارجية إن مجرد رؤية ترامب يلتقي ببوتين الضابط السابق في المخابرات الروسية أمر محفوف بالمخاطر.

وقالت جولي سميث التي كانت ضمن فريق الأمن القومي في إدارة أوباما «أعتقد أن رد فعل الكونجرس سيكون في غاية السلبية إذا ابتسم (ترامب) أو لف ذراعه حول بوتين أو قال ‘إنه لشرف أن ألتقي بك. سنجد طريقا إلى الأمام‘«.

تطورات السياسة الأمريكية

وكان ترامب قد أشار إلى اهتمامه بالتعاون مع روسيا لهزيمة تنظيم (داعش) في سوريا وتقليص مخزون السلاح النووي.

ولزم البيت الأبيض الصمت فيما سيكون ترامب على استعداد لتقديمه لروسيا مقابل مساعداتها. غير أن تكهنات ثارت أن بوسعه تقليص العقوبات أو حتى إعادة مجمعين دبلوماسيين لروسيا في ماريلاند ولونج آيلاند. وكان الرئيس السابق باراك أوباما صادر المنشأتين وطرد 35 دبلوماسيا روسيا قبيل ترك منصبه عقابا لموسكو على الاختراق الالكتروني أثناء الانتخابات.

ورغم أن بعض المسؤولين في الإدارة ومنهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون يؤيدون التواصل مع موسكو فقد تشدد آخرون فيما يتعلق بروسيا منهم مايك بنس نائب الرئيس وكذلك نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

وأدى عدم وجود استراتيجية موحدة إلى قلق حلفاء الولايات المتحدة. كما أنه قلص التوقعات بأن تقود واشنطن المساعي لتسوية الأزمات في سوريا وأوكرانيا التي سيكون التعاون فيها حيويا.

وقال دبلوماسي ألماني تحدث لرويترز بشرط إخفاء هويته «ترامب مثل حصان ساقاه الأماميتان مربوطتان. فلا يمكنه أن يقفز قفزات كبيرة للأمام فيما يتعلق بروسيا. وإذا حاول فإن الناس سترتاب على الفور أن ذلك جزء من مؤامرة كبرى».

ولا تزال إدارة ترامب تراجع سياستها تجاه روسيا وقال مسؤول أمريكي إن هذه العملية قد لا تكتمل قبل شهرين.

وفي حديث مع الصحفيين الأسبوع الماضي عن لقاء ترامب المرتقب مع بوتين قال إتش.آر. مكماستر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الرئيس يريد «أن تطور الولايات المتحدة والغرب بأسره علاقة أكثر إيجابية مع روسيا. لكنه أوضح أيضا أننا سنبذل ما هو ضروري للتصدي لسلوك روسيا المزعزع للاستقرار».

محاولة ثالثة لضبط العلاقات

ترامب هو أحدث رئيس يحاول ضبط العلاقة الأمريكية الروسية المعقدة. فقد حاول الرئيسان جورج دبليو بوش وأوباما تحسين العلاقات مع موسكو في أوائل عهد كل منهما غير أن العلاقات تدهورت فيما بعد.

ومن دواعي القلق بالنسبة لترامب عدم اهتمامه البادي بتفاصيل السياسات وميله للتعجل في تحقق إنجازات مع الزعماء الأجانب.

وقال مكماستر للصحفيين إن ترامب ليس له «جدول أعمال خاص» للقائه مع بوتين وإن الموضوعات التي سيتناولها الزعيمان تتمثل في «كل ما يريد الرئيس الحديث عنه».

وقال مايكل ماكفول الذي كان سفيرا للولايات المتحدة لدى روسيا في عهد أوباما إنه يخشى أن يتوجه ترامب للاجتماع دون أهداف واضحة.

وأضاف «أرجو أن يفكر أولا فيما هو هدفنا في أوكرانيا وما هو هدفنا في سوريا وثانيا في كيفية تحقيق ذلك في اللقاء مع بوتين».

ويقول آخرون من العارفين ببواطن الأمور في واشنطن إن ترامب لن يتمكن من تحقيق تقدم له مغزاه مع روسيا في أي شيء إلى أن يواجه بوتين بالتدخل المشتبه به في الانتخابات.

وقال ستيف بايفر المسؤول المخضرم في وزارة الخارجية الذي يتركز عمله على العلاقات الأمريكية الروسية إن على ترامب «حقا أن يثير الاختراق الالكتروني الروسي في الانتخابات العام الماضي وعليه أن يقول شيئا مثل ‘فلاديمير لا تفعل ذلك مرة أخرى. فستكون لذلك عواقب‘».