tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :بنك البذور العماني!!

04 يوليو 2017
04 يوليو 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

كانت الزراعة ولا تزال حسب الدراسات والإحصاءات والوقائع من أهم مصادر الدخل للبلاد، وساعدت التقنيات التي تزداد رخصا على استصلاح الأراضي للزراعة، والتخلص من الملوحة، وتنمية الزراعة المائية والهوائية وغيرها من التقنيات.

شاع الحديث وكثر حول بعض الشركات العابرة للقارات التي تعمل في مجال إنتاج البذور وبيعها، ومجال المبيدات الزراعية، وأنها تنحو إلى إنتاج بذور عقيمة وأخرى معدلة وراثيا، وتبيعها في أنحاء العالم لاحتكار الصنعة، مع محاولات التدخل عبر بوابة السياسة إلى دول العالم لفرض التعامل معها حصريا، وتدمير ومنع البذور المحلية لمنافستها.

وقد لوحظ بيع البذور العقيمة للذرة والشعير وغيرها في محلات بيع الأعلاف للحيوان وبسعر أرخص قليلا من البذور الأخرى غير العقيمة، ولا ندري سبب بيعها، وخاصة أنه غير معروف تأثيرها المستقبلي على الحيوانات لدى تغذيتها بها.

أما البذور المعدلة وراثيا والتي شهدت ضجة عميقة في دول الاتحاد الأوروبي، بسبب تأكيد الكثير من الأخصائيين على أنها تشكل خطرا كبيرا على صحة البشر، ومن ضمنها الضجة على شركة مونتاسيو... كونها هي من تقود حملة البذور المعدلة وراثيا لتتناسب مع المبيدات الزراعية التي تصنعها وتروج لها، وأنها تقود قاطرة البذور العقيمة لتحتكر سوق البذور العالمي وتتهم بأنها تقود حملات الإبادة ضد بنوك البذور المحلية، للقضاء على الأصناف المحلية والتاريخية المتناسبة مع بيئتها المحلية، حتى يزداد الاعتماد على بذور الشركة، وقد شهدت العراق مع الغزو الأمريكي حملة إبادة بنوك البذور المحلية، والتي حوت أصناف من بذور زراعات سادت العراق لعشرات الآلاف من السنين.

ترى هل لدينا بنك البذور والشتلات المحلية لأصناف النخيل العماني العريقة وغيرها من المحاصيل العمانية التي تأقلمت مع البيئة العمانية عبر آلاف السنين، وأثبتت جدواها الاقتصادية مع المناخ والتربة ومكوناتها والماء ومكوناته.

وما موقفنا من البذور العقيمة والبذور المعدلة التي قد تباع في أسواقنا، أليست تشكل خطورة على المستهلك والحيوانات والزراعات، وخاصة أن البذور المعدلة وراثيا يمنع من استخدام بذورها إلا حسب اشتراطات، ويجب شراء بذور جديدة.