المنوعات

كتاب جديد عن شخصية فاروق شوشة ومسيرته الشعرية

04 يوليو 2017
04 يوليو 2017

القاهرة، العمانية: شكّل الشاعر المصري الراحل فاروق شوشة ظاهرة متميزة بين الشعراء العرب، لعنايته الشديدة باللغة، وتدقيقه في اختيار الكلمات الأصيلة التي تعبّر عن روح لغة القرآن الكريم. وفضلاً عن كونه أحد رموز قصيدة التفعيلة، عُرف شوشة بصوته العذب في برنامج «لغتنا الجميلة» الذي استمر بثّه عبر أثير الإذاعة المصرية على مدى خمسة عقود.

وفي سياق الاهتمام بتجربة شوشة وتتبّع المحطات الفارقة فيها، صدر للشاعر والروائي المصري أحمد فضل شبلول كتاب جديد بعنوان «في صحبة فاروق شوشة»

يلقي فيه الضوء على جوانب مختلفة في شخصية الشاعر الراحل، ويستعرض ملامح التميز في مسيرته الشعرية.

ويتحدث المؤلف عن فاروق شوشة، صاحب الصوت الخفيض الذي يفيض عذوبةً ورقة، والذي ينطوي على قلق وتوتر شديدين «كقدر يغلي على النار بسبب تغير الزمان وفساد العصر» كما يَظهر في عدد من قصائده من مثل: «خدم خدم» و«شبيه زماننا»، وكذلك في رسالته النثرية «إلى محمود درويش». وينقسم الكتاب إلى أربعة محاور، الأول يقدم فيه المؤلف دراسات نقدية لبعض أعمال شوشة الإبداعية، ومن ذلك دراسة بعنوان «تجليات الواقع في صورة شعرية» تتناول قصائد ديوان «الدائرة المحكمة»، من حيث بنيتها العروضية وتشكيلها الموسيقي وموضوعاتها وقضاياها.

كما يعرض شبلول لأهم القضايا الفنية والفكرية في ديوان

«الجميلة تنزل إلى النهر»، موضحاً أن الجميلة هنا هي «الأمة العربية التي خرجت من فم النهر تبحث في ورق التوت عن ساتر». ويلفت المؤلف النظر إلى جانب لم يأخذ حقه في تجربة شوشة الشعرية، وهو دواوينه التي كتبها للأطفال: «حبيبة والقمر»، و«ملك تبدأ خطواتها»، و«الأمير باسم»، و«الطائر الصغير». ويتناول المحور الثاني السيرة الشعرية التي وضعها شوشة بعنوان «عذابات العمر الجميل»، والتي جعلته أول شعراء جيله الذين يؤرخون لمسيرتهم الشعرية في كتاب مستقل.

ويخصص المؤلف المحور الثالث للحوارات التي أجراها مع شوشة، والتي تطرقت فيها إلى عدد من الإشكاليات، من مثل مفهوم «الحداثة» التي قال شوشة عنها: «يجب أن نفرّق بين من يتحدثون عن الحداثة، وبين من يحققونها بالإبداع فعلاً»، وأضاف:

«يبدو لي أن الأصوات التي تملأ الساحة الآن، رفعا لشعار الحداثة هي من الصنف الأول، ولهذا فكثيرا ما أحس أننا سئمنا كلاما عن الحداثة، وبدلاً من حديثكم عنها قدموها لنا إن استطعتم». ويؤكد شوشة في هذا السياق أن الحداثة لا يمكن أن تكون نفيا للتراث، أو انقطاعا عنه؛ «لأن التراث حي ومستمر فينا باللغة، ونفيُ هذه اللغة نفيٌ للإدراك والاتصال والاستمرار، حتى لو تمثلت حداثتنا في إدراكٍ جديد للغة وظيفة ونسقا وهندسةَ تراكيب وبناءً». وفي المحور الأخير يعرض شبلول مقالين كتبهما فاروق شوشة عن شبلول نفسه وتجربته.