1051071
1051071
الاقتصادية

«الزراعة» تبحث تحديد العوامل التي تؤدي إلى تكرار ظهور مرض الحمى القلاعية

04 يوليو 2017
04 يوليو 2017

نفذت مشروع رصد ورسم الخارطة الوبائية للمرض -

1051070

بسبب ظهور بؤر مرضية بين الحين والآخر بين الحيوانات مسببة خسائر اقتصادية في المزارع المصابة بالفيروس قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بإجراء مجموعة من الدراسات والمشروعات البحثية التي تعنى بتحديد العوامل التي تؤدي إلى تكرار ظهور المرض وذلك بوضع برامج علمية لمكافحته والسيطرة عليه وتقليل الخسائر الناتجة عنه، ومن هذا المنطق قامت الوزارة ممثلة بمركز بحوث الصحة الحيوانية بتنفيذ مشروع رصد ورسم الخارطة الوبائية للمرض في السلطنة بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية والسمكية، حيث ساهمت الدراسات التي أجريت في إطار المشروع بشكل كبير في السيطرة على المرض ومراقبته.

تمتاز السلطنة بتربية أعداد وافرة من المواشي والأغنام والأبقار والجمال والخيول إضافة إلى الحيوانات البرية التي توجد في المحميات الطبيعية، حيث وصل عدد الحيونات في السلطنة إلى أكثر من ثلاثة ملايين ومائتي ألف رأس وفقاً للتعداد الزراعي الذي أجري في عام 2013، غير أنه يتم بين الوقت والآخر تسجيل بعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية المختلفة بين هذه الحيوانات مما يؤدي إلى نفوقها. ومن أهم هذه الأمراض البروسيلا والتوكسوبلازما والحمى القلاعية. ويعتبر مرض الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والجاموس والاغنام والماعز والخنازير إضافة إلى بعض الحيوانات البرية، وينتشر هذا المرض في العديد من مناطق العالم، حيث تم تسجيل الإصابة به في دول قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول في أوروبا.

وحول هذا الموضوع أشار الدكتور محمد حسن حسين بدي، خبير الأمراض الفيروسية بمركز بحوث الصحة الحيوانية بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية إلى أن هذا المرض ( الحمى القلاعية ) من أسرع الأمراض انتشارا بين الحيوانات؛ ويعود ذلك إلى سهولة انتقال العامل المسبب للمرض “ الفيروس” من خلال الحيوانات المصابة أو الحاملة له أو من خلال الاشتراك في الأكل والشرب بين الحيوانات وتعد هذه من أهم العوامل المساعدة للإصابة، كما يساهم العاملون في المجال الصحي البيطري بنقل المرض عند ملامستهم للحيوانات المرضية إلى حيوانات أخرى إذا حدث أن تعاملوا معها في نفس الوقت وأيضا يتسبب استيراد حيوانات من مناطق مختلفة من العالم إلى جانب انتقال الحيوانات عبر الحدود في انتشار هذا المرض.

وفيما يتعلق بأعراض المرض أوضح أنها تبدأ بارتفاع درجة الحرارة ثم يعقبها تكون حويصلات مائية في اللسان وداخل الفم وفي حلمات الضرع وبين الأظلاف لتتفجر لاحقا مكونة طبقة مكشوفة تلتهب ثم تصاب بالحمى وتصبح منهكة لا تقدر على السير وتمتنع عن الأكل وربما تنفق وكذلك سيلان اللعاب والمخاط بغزارة من الفم، ويستكمل أن هناك سبع سلالات مناعية مختلفة في الفيروس؛ لذلك يجب تحديد السلالة المسببة للمرض عند حدوث بؤر مرضية واستخدام اللقاح لنفس السلالة المسببة للمرض.

وأكد الدكتور خبير الأمراض الفيروسية أنه بسبب ظهور بؤر مرضية بين الحين والآخر بين الحيوانات مسببة خسائر اقتصادية في المزارع المصابة بالفيروس فقد كانت هناك حاجة لمجموعة من الدراسات والمشروعات البحثية التي تعنى بتحديد العوامل التي تؤدي إلى تكرار ظهور المرض وذلك بوضع برامج علمية لمكافحته والسيطرة عليه وتقليل الخسائر الناتجة عنه.

وحول جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في مكافحة هذا المرض والتصدي له فقد ذكر أن الوزارة قامت بتوفير كافة المستلزمات التشخيصية الحديثة للكشف عن المرض مختبريا وتتبع ظهور المرض في أي مكان وذلك من خلال التواصل والتنسيق فيما بين المختصين بمركز بحوث الصحة الحيوانية ونظرائهم بالمديرية العامة للثروة الحيوانية والعيادات البيطرية بالمديريات والإدارات الزراعية في محافظات السلطنة المختلفة وجمع العينات من الحيوانات المصابة والعمل على فحصها إكلينيكيا ومختبريا ورصد نتائجها.

كما أكد بأن مركز بحوث الصحة الحيوانية قام بتطبيق برامج وقائية في تشخيص وتحديد نوع السلالة المصلية والتي يتم على أساسها اختيار اللقاح المناسب، وأيضا تم إدخال العديد من الفحوصات والتقنيات الحديثة للكشف عن الإصابة وتحديد النوع المصلي للفيروس في أمصال الحيوانات وتشخيص الفيروس في الآفات المرضية في الفم واللسان بالإضافة الى إدخال تقنية تفاعل السلسلة المتبلمرة.

وذكر أن المركز قام بتنفيذ مشروع رصد ورسم الخارطة الوبائية للمرض في السلطنة بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية والسمكية، حيث ساهمت الدراسات التي أجريت في إطار المشروع بشكل كبير في السيطرة على المرض ومراقبته واعتماد الاسس العلمية وبناء قاعدة بيانات تساعد صناع القرار في تصميم وتنفيذ استراتيجيات المكافحة والسيطرة على المرض وذلك من خلال معرفة واقع المرض في السلطنة وأماكن تواجده ومعرفة الأنواع والسلالات المصلية في محافظات وولايات السلطنة، وقد تم إدخال عدة تقنيات حديثة في هذا المشروع لعل من أهمها برنامج “نظم المعلومات الجغرافية” اعتمادا على المسح المصلي، إضافة إلى إنشاء البنك المصلي والذي يساهم في البحوث والدراسات المستقبلية للأمراض الحيوانية، ولقد ضم البنك المصلي ما يزيد عن(24) ألف عينة مصل تم جمعها من حيوانات ومناطق مختلفة بالسلطنة.

وأضاف أيضا أنه من خلال تنفيذ مشروع “رصد ورسم الخارطة الوبائية “ لمرض الحمى القلاعية في السلطنة فقد تم جمع عدد (7345) عينة مصل من حيوانات مختلفة من جميع محافظات السلطنة، وتم تحديد النمط المصلي لنوع الفيروس.