النفط يواصل الارتفاع ويستقر قرب أعلى مستوى في أربعة أسابيع 49.55 دولار لبرميل «برنت»

( رويترز) 4 يوليو/ استقرت أسعار النفط بالسوق الأوروبية اليوم ضمن نطاق محدود قرب أعلى مستوى في أربعة أسابيع، وسط تعاملات ضعيفة نظرا لإجازة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة، وعلى حسب بيانات أولية بالأسواق ارتفع إنتاج أوبك لأعلى مستوى خلال هذا العام، مع تسارع الإنتاج في ليبيا ونيجيريا وزيادة الإنتاج في المملكة العربية السعودية.

وتداول خام برنت حول مستوى 49.55 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 49.51 دولار وسجل أعلى مستوى 49.63 دولار، وأدنى مستوى 49.27 دولار. ويتداول الخام الأمريكي حول مستوى 46.95 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 47.03 دولار وسجل أعلى مستوى 47.10 دولار الأعلى منذ 7 يونيو، وأدنى مستوى 46.73 دولار.

أنهى النفط الخام الأمريكي تعاملات امس مرتفعا بنسبة 1.6 بالمائة، في ثامن مكسب يومي على التوالي ضمن أطول سلسلة مكاسب يومية خلال العام الحالي، وصعدت عقود برنت «عقود أغسطس» بنسبة 1.3 بالمائة، وسجلت أعلى مستوى في أربعة أسابيع 49.69 دولار للبرميل، وكانت أسعار النفط قد حققت الأسبوع الماضي ارتفاعا بنسبة 7.4 بالمائة في أول مكسب أسبوعي منذ منتصف مايو الماضي، وبأكبر مكسب أسبوعي منذ أواخر نوفمبر 2016، بفعل انخفاض الإنتاج في الولايات المتحدة.

ووجدت الأسعار دعما إضافيا من انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي للمرة الأولى في 24 أسبوعا، في أول رد فعل مباشر للشركات العاملة في منطقة الحقول النفط الصخري في الولايات المتحدة على تفاقم خسائر أسعار النفط بالأسواق العالمية مؤخرا، حيث تعتبر تكلفة إنتاج النفط الصخري الأعلى عالميا بالمقارنة مع تكلفة الإنتاج في منطقة الخليج العربي وروسيا، ومن المتوقع أن تظل تداولات اليوم ضمن نطاق محدود، مع إقدام الكثير من المتعاملين على تسوية مراكز، قبل اجازة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة.

وعلى حسب بيانات أولية في أسواق الطاقة ارتفع إنتاج أوبك بمقدار 210 ألف برميل في يونيو إلى 32.54 مليون برميل يوميا، في ثاني ارتفاع شهري على التوالي، وتعود هذه الزيادة إلى تسارع الإنتاج في ليبيا ونيجيريا، مع زيادة إنتاج المملكة العربية السعودية بنحو 90 ألف برميل يوميا.

وفي العراق قال وزير النفط جبار اللعيبي: إن بلاده سوف تستمر في الإنفاق الاستثماري على حقول النفط حتى لو تفاقمت خسائر أسعار النفط أكثر من ذلك، وفي إيران ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن إنتاج النفط في البلاد قفز خلال الشهر الذي بدأ 22 مايو إلى 3.9 مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ رفع العقوبات الدولية على طهران.

وفي التعاملات الآسيوية تراجع النفط اليوم بعد أن سجل موجة صعود استمرت على مدى ثمانية أيام وسط دلائل على أن الزيادة المستمرة في إنتاج الخام في الولايات المتحدة تفقد زخمها. ونزل مزيج برنت 13 سنتا أو ما يوازي 0.3 في المائة إلى 49.55 دولار للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسعة سنتات أو ما يعادل 0.2 في المائة إلى 46.98 دولار للبرميل، ويأتي الهبوط بعد تعافي الخامين بنحو 12 في المائة من المستويات المتدنية الأخيرة في 21 يونيو، وقال متعاملون: إن الكثير من المتعاملين أقدموا على تسوية مراكز قبل اجازة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة اليوم الرابع من يوليو بينما واجه مزيج برنت مقاومة فنية مع اقترابه من مستوى 50 دولارا للبرميل.

إغلاق الإثنين

وارتفعت أسعار النفط بما يزيد عن 2 بالمائة امس الأول مواصلة أطول سلسلة من المكاسب اليومية في أكثر من خمس سنوات بعد بيانات أشارت إلى انخفاض الإنتاج الأمريكي لكن محللين قالوا إن أنباء عن زيادة في إنتاج منظمة أوبك قد تقيد المكاسب، وصعدت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 91 سنتا أو 1.9 بالمائة لتبلغ عند التسوية 49.68 دولار للبرميل، وزادت الأسعار 5.2 بالمائة الأسبوع الماضي في أول مكسب أسبوعي في ستة أسابيع.

وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف 1.03 دولار أو 2.2 بالمائة لتبلغ عند التسوية 47.07 دولار للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها في نحو شهر. وهبطت أحجام تداول تلك العقود قبل يوم من اجازة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة.

وقال كارستن فريتش محلل شؤون النفط لدى كومرتس بنك: «الأمر ينحصر على المعنويات في السوق» مشيرا إلى انخفاض قدره 100 ألف برميل يوميا في إنتاج الولايات المتحدة بسبب عواصف استوائية وأعمال صيانة إضافة إلى هبوط عدد منصات الحفر النفطي. وأضاف قائلا: «طغت هذه العوامل (المؤقتة) على تأثير زيادة حادة في إنتاج أوبك في يونيو... والزيادة المستمرة في إنتاج ليبيا ونيجيريا، على الأقل في الوقت الحالي». وأسعار النفط منخفضة بأكثر من 12 بالمائة عن مستواها في بداية العام مع طلب عالمي قوي لكنه غير كاف لامتصاص زيادة في الإنتاج من الولايات المتحدة ونيجيريا والبرازيل وبحر الشمال وأيضا ليبيا التي زاد إنتاجها إلى أكثر من مليون برميل يوميا.

ارتفاع صادرات نفط أوبك في يونيو

وارتفعت صادرات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) من النفط الخام للشهر الثاني على التوالي في يونيو مما يرجع في الأساس إلى زيادة الشحنات من الأعضاء الأفارقة في المنظمة وذلك بحسب تومسون رويترز أويل ريسيرش.

وصدرت أوبك بما في ذلك العضو الجديد غينيا الاستوائية، 25.92 مليون برميل يوميا بزيادة 450 ألف برميل يوميا عن مستوى مايو وبارتفاع 1.90 مليون برميل يوميا مقارنة مع نفس الفترة قبل عام، وزادت صادرات نيجيريا وليبيا والسعودية نحو 1.1 مليون برميل يوميا عن الشهر السابق لتعوض انخفاض الصادرات من الإمارات العربية المتحدة وإيران والجزائر.

وأظهر التقرير الصادر عن تومسون رويترز أويل ريسيرش هذا الشهر، والمستندة حساباته إلى تتبع تدفقات النفط الخام وبيانات الناقلات، أن شحنات النفط الخام من الإمارات انخفضت 340 ألف برميل يوميا من مستواها في مايو إلى 2.57 مليون برميل يوميا مما يرجع على الأرجح إلى أسعار أكثر تنافسية من بقية منتجي الخليج. وصادرات الإمارات في يونيو هي الأقل منذ أكتوبر 2016.

وأوضح التقرير أن قطر لم تواجه صعوبة في إبقاء صادراتها من النفط الخام عند مستويات مماثلة لتلك المسجلة في مايو رغم تصاعد الخلاف السياسي مع جيرانها الخليجيين، وشحنت قطر 630 ألف برميل يوميا من الخام في يونيو بزيادة 20 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق، وظلت صادرات المكثفات دون تغير تقريبا عند 316 ألف برميل يوميا، وصدرت نيجيريا 2.22 مليون برميل يوميا في يونيو وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2015 وبزيادة 410 آلاف برميل يوميا على أساس شهري. وارتفعت صادرات ليبيا إلى أعلى مستوى في أربع سنوات في يونيو لتتجاوز 730 ألف برميل يوميا، وبزيادة تبلغ 140 ألف برميل يوميا عن مستويات مايو.

وزادت صادرات النفط السعودي إلى 7.47 مليون برميل يوميا في يونيو بعد نزول الصادرات على مدى شهرين دون سبعة ملايين برميل يوميا، ودعمت مشتريات من آسيا زيادة الشحنات من المملكة، وارتفعت صادرات الخام العراقي 34 ألف برميل يوميا على أساس شهري إلى 3.53 مليون برميل يوميا، وتراجعت صادرات إيران بعد أن زادت إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر في الشهر السابق. وصدرت إيران 2.18 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 138 ألف برميل يوميا مقارنة مع مايو.

وفي موسكو نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله امس إنه يرى احتمالا لزيادة أسعار النفط العالمية في النصف الثاني من العام، وأضاف نوفاك أنه يعتقد أن الطلب في أسواق النفط سيزيد في الربع الثالث من 2017 حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية التي نقلت عنه أيضا قوله: إنه لا يستبعد عقد اجتماع منفصل مع نظيره السعودي خالد الفالح.