salem
salem
أعمدة

نوافـذ :النظافة من الايمان

03 يوليو 2017
03 يوليو 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

بعض الظواهر المجتمعية لا نجد لها تفسيرا مبررا ولا يمكن أن يقبلها العقل في إطار وعي للأفراد بعد سنوات من التنوير.

هي بعض تلك الظواهر السلبية للأسف لكنها قاسية ومعيبة، وتسبب للجميع إحراجاً متزايداً وتمثل نقطه سوداء في أخلاقيات مجتمع عرف عنه الرفعة والرقي والتنوير في أمور الحياة والعلاقة مع الآخرين والبيئة المحيطة به.

في الأعياد تبرز ظاهرة رمي المخلفات دون سبب مقنع على الطرق والأزقة وبجوار الأحياء السكنية والتجمعات العمرانية، ليس ذلك في حواضر المدن، بل في ولايات المحافظات ولا سبب يبرر ذلك، فالذين يمارسون طقوس العيد في تلك المدن الحواضر مثلهم من يمارسها في تلك الولايات، لكن الفارق بينهم أنك لا تجد مخلفات الذبائح والأضاحي على جانب الطريق الرئيسي كالتي تظهر أكواماً وأكياساً على طريق الباطنة أو الطرق الداخلية في المحافظات الأخرى، ولا تجد تجمعا للحيوانات الضالة على تلك المخلفات في المدن بل تراها في ولايات المحافظات، ولا تجد ما يرمى تحت الأشجار والساحات العامة في أمهات المدن، بل تراها في المحافظات الأخرى، لماذا؟ هذا السؤال الذي لم نجد له إجابة مقنعة!

ما الذي يجعل إنساناً يجر خلف مركبته كومة من المخلفات في أيام العيد ليضعها بجانب الطريق الذي يستخدمه الناس ومنهم السياح؟ وما الذي يجعل نفس ذلك الإنسان يترك مخلفات رحلته في مكان سياحي في الأودية أو على جانبي الأفلاج أو المزروعات الخضراء من علب فارغة وأكياس بلاستيك وأوراق تنظيف وغيرها ؟، ما الذي يجبر عائلة على حرق ما تبقى من رحلتها تحت شجرة معمرة تجاوزت مئات السنين؟ ما الذي يجعل نفس ذلك الإنسان القيام بقطع أشجار خضراء أو غير خضراء للاستفادة من حطبها؟ وفوق ذلك لا ينظف ذلك المكان؟ عدد الأسئلة تقفز أمامنا ولا إجابة لها، هل لأن في تلك البقعة يغيب القانون أو حارس القانون أو عمال البلدية أو المشرفون على نظافة المكان ؟ ألا يمكن ان نكون مشرفين نيابة عنهم !، ونحرص على نظافته ؟ نستطيع أن نمارس الأفعال في بيوتنا، لكن لماذا لا نطبق ذلك على الأماكن التي خارج بيوتنا،على وطننا الكبير؟ هل لدينا شخصيتان في كل منا، نظيفة حريصة مهتمة في بيتها؟ تمارس أسوأ الممارسات خارج ذلك البيت؟ هل ينطبق علينا ما قيل في عدد من الدراسات البحثية الميدانية والاستقصائية أن الإنسان العربي لم يستطع ان يجمع بين فكرة نظافة البيت ونظافة الوطن؟ واعتبر البيت ملكا خاصا، والوطن ملكا مشاعا، أو ليس من الأولوية الاهتمام بنظافته، أم ان هناك من يقوم بهذا العمل غيره من موظفي البلدية، وان البيت لا موظفين يقومون على خدمته !.إذا الفرق في الفكر.

من هنا علينا أن نفهم لماذا تلك المخلفات التي تشوه أيام الأعياد والمناسبات والإجازات، متى ما استطعنا أن نغير في ذلك الفكر لدى البعـــــض، ولا يقصد العامة، نستطيع أن تجد وطناً نظيفاً « نقصد بدون مخلفات».