1049352
1049352
المنوعات

الدورة الثانية والثلاثون من مهرجانات بيت الدين تنطلق بتحية لكبار الفنانين العرب والعالميين

02 يوليو 2017
02 يوليو 2017

بيروت «أ.ف.ب»: انطلقت الدورة الثانية والثلاثون من مهرجانات بيت الدين، أحد أعرق المهرجانات وأهمها في لبنان، مساء أمس الأول بتحية لكبار الفنانين العرب والعالميين، أداها المغني الفلسطيني الشاب عمر كمال برفقة أوركسترا جاز (بيغ باند) من لندن والأوركسترا الفلهرمونية اللبنانية بقيادة ميشال خير الله.

ويتميز عمر كمال الملقب بـ «فرانك سيناترا فلسطين» بتأديته أغنيات شهيرة، من الثقافتين الشرقية والغربية، يقدمها بنكهة خاصة مطعمة بموسيقى الجاز والسوينغ. ولا عجب في أن تكون الحصة الأكبر من الأغاني التي اختارها الفنان الشاب لافتتاح مهرجانات بيت الدين، مخصصة للفنان الأمريكي الكبير سيناترا الذي قال إنه «غيّر» حياته.

فأمام جمهور مؤلف من قرابة ثلاثة آلاف شخص (2700 إلى 2800 بحسب القيمين على الحدث)، غنى كمال «نيويورك، نيويورك» و«آي ديد إيت ماي واي» و«ليتس فايس ذي ميوزيك أند دانس»، وعزف على البيانو خلال تأدية «وان فور ماي بايبي (أند وان مور فور ذي رود)».

وهو أدى على طريقته الخاصة أغنيات لكبار الموسيقيين العالميين، من أمثال مايكل جاكسون («لوف نيفر فيلت سو غود») وتوم جونز («لوف مي تونايت») وبروس سبرينغستين («فاير»). كما قدم في باحة قصر بيت الدين المشيد خلال عهد الإمارة الشهابية التي حكمت جبل لبنان بين القرن السابع عشر والقرن التاسع عشر مفهومه الخاص لفرقة «بيتلز»، كما قال، مع سلسلة من أغاني الفرقة البريطانية، أبرزها «يسترداي» و«سامثينغ إن ذي واي شي موفز» و«ميشيل» و«أول يو نيد إز لاف». وتوجه عمر كمال المولود في نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة) إلى الجمهور تارة بالإنجليزية وتارة بالعربية المطعمة باللهجة الفلسطينية ليقدم له الأغنيات ويروي له أطرافا من قصة حياته ويعرض تعريفه الخاص لمفهوم الطرب.

ومن أبرز الوصلات الموسيقية التي أداها كمال بأسلوبه الخاص خلال الحفل الذي استغرق قرابة ساعتين نسخته الخاصة من أغنية «يا أنا يا أنا» التي غنّتها فيروز على أنغام السمفونية الأربعين لموزار قبل أن ينقل الأغنية إلى الإنجليزية على ألحان موسيقى السوينغ.

ثم انتقل بصوته الصادح إلى «سهرت منه الليالي» لمحمد عبد الوهاب، و«يا زهرة في خيالي» لفريد الأطرش. وهو لم يكتف بالغناء بالإنجليزية والعربية وإدخال أنغام شرقية على معزوفات أجنبية وإضافة كلمة بيروت إلى بعض الأغاني الإنجليزية، مثيرا حماسة الجمهور، بل غنى أيضا بالفرنسية والإيطالية برفقة المغنيتين ديزي كيوت وميراند هيلدت.

وفي ختام الحفل أدى نشيد «موطني» ثم «لبيروت» نزولا عند رغبة الجمهور الذي وقف له مصفقا.

وقال فريديريك (26 عاما) الذي درس الهندسة مثل عمر كمال الحائز شهادة ماجستير من جامعة كارديف البريطانية، إنه لم يكن قد سمع الكثير عن الفنان الشاب قبل الحفل، غير أنه أعجب كثيرا بموهبته وقدراته الصوتية.

أما أمندا (35 عاما) التي تعيش في الولايات المتحدة وتزور لبنان صيفا، فأكثر ما أعجبها في عرض كمال كان «انتقاله السلس بين الألحان الغربية والشرقية»، لكنها تمنت لو أن الفنان الشاب الذي أبرم عقدا مع شركة الإنتاج الموسيقي «سوني ميوزيك إنترتاينمنت» قدم أغنية خاصة به ولم يكتف بنسخات مستعادة من كبار الفنانين.

واعتبرت لينا عطوي (60 عاما) من جهتها أنه ينبغي بالشاب «الذي كان كثير التردد» وقت التواصل مع الجمهور «ولم يخل عرضه من بعض الهفوات أن يحسن أداءه»، إلا أنها حرصت على الإشادة «بصوته الرائع» واصفة إياه «باكتشاف الجيل».

وهذا هو بالتحديد هدف القيمين على هذه الفعاليات الذين حرصوا على تقديم «شاب مميز هو اكتشاف أولي يغني لعمالقة الموسيقى»، بحسب ما صرحت هلا شاهين مديرة مهرجانات بيت الدين لوكالة فرانس برس.

وبررت شاهين خيار الإدارة لافتتاح الدورة الثانية والثلاثين التي تختتم في 12 أغسطس بالقول إن «مهرجانات بيت الدين تطمح إلى أن تكون منصة للجيل الصاعد ... ومحطة مهمة في مسيرتهم».

وتستمر مهرجانات بيت الدين التي انطلقت سنة 1985، أي في ذروة الحرب اللبنانية (1975-1990)، في تقديم مساهمة كبيرة في المشهد الثقافي والفني في لبنان، معرفة الجمهور على طاقات فنية لبنانية وعربية وعالمية، ومساهمة في إغناء المشهد الثقافي والفني في هذا البلد الذي لم تحل اضطراباته الأمنية المتفرقة ومشاكله السياسية المتواصلة دون ازدهار الحياة الإبداعية فيه.

وأثنى وزير الثقافة اللبنانية غطاس خوري في تصريحات لوكالة فرانس برس على «المستوى العالي للمهرجانات»، مؤكدا دعم الوزارة هذه الفعاليات التي «تنشط الحركة الثقافية والاقتصادية والسياحية وتساهم في التنمية» المحلية.