1049433
1049433
عمان اليوم

محمية السليل الطبيعية تضم 100 نوع من النباتات والأشجار و 8 من الزواحف

02 يوليو 2017
02 يوليو 2017

موطن طبيعي للغزال العربي وغابات أشجار السمر -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

تضم محمية السليل الطبيعية أنواعا من الثدييات كالغزال العربي، والوعل العربي، والثعلب الأحمر، والأرنب البري، وغيرها من الثدييات الصغيرة، وتضم 8 أنواع من الزواحف، مثل وحر سينا، والضب المصري، إضافة إلى 166 نوعا من الحشرات، وينتشر في المحمية أكثر من 100 نوع من النباتات والأشجار منها السلم، والسدر، و الكنب، والشوع، والسرح، وتنتشر غابات أشجار السمر في الجزء الشرقي والجنوبي من المحمية.

وقد تم توثيق 101 نوع من الزواحف البرية في السلطنة، تمثل الأفاعي 21 نوعا منها، في حين الباقي عبارة عن مجموعة من السحالي مثل عضاية الورل والضب والوزغ، والسقنقور (سمكة الرمال) والحرباء، وتم تسجيل ما يقارب من 14 نوعا من هذه السحالي كأنواع مستوطنة في السلطنة، ويختلف كل نوع عن الآخر في الحجم والشكل واللون والأماكن التي يعيش فيها، ومنها ما ينشط في الفترة النهارية، في حين يتحرك البعض الآخر في الفترة الليلية.

وتمثل المحمية موطنا طبيعيا للغزال العربي وغابات أشجار السمر، وقد تم تسجيل أكثر من 30 نوعا من الطيور البرية، بعضها من الطيور المهاجرة، والأخرى المستوطنة، منها البلبل، والهدهد، والحمام البري، والحمام المطوق، والثرثار العربي، والعصفور الدوري، والصرد الرمادي الكبير، وطيور القطا، والصفرد، إضافة إلى مجموعة من الطيور الجارحة، كالنسر المصري، والنسر الأصلع، وعقاب السهوب.

تزهر شجرة السمر وتثمر في الفترة بين ابريل حتى يونيو، وهي شجرة من فصيلة القرنيات، متعددة السيقان، أو بجذع مفرد، وفي بعض الأحيان عبارة عن جنبة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار، وتنقسم أوراقها إلى وريقات صغيرة يتراوح عددها بين (5 إلى 11) زوجا من الوريقات، لها أشواك في قاعدة الأوراق رمادية إلى فاتحة اللون، ويصل طول الشوكة إلى 8 سم، ولها أزهار صفراء اللون برؤوس كروية الشكل، وثمرة ملتوية على هيئة قرن طولها (4-5) سم، وعرضها (1-1.5) سم تنقسم عند النضج.

كما تنتشر في الجهة الشمالية من المحمية قبور أثرية قديمة تعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد، وهي منتشرة في المنطقة السهلية، وبعضها ينتشر في قمم التلال والسلسلة الجبلية، وهي عبارة عن قبور ذات شكل دائري تغطيها قباب، وقد تم بناؤها بالحجارة، وتنتشر بشكل كبير ما يدل على وجود مستوطنات قديمة سكنت في المنطقة أو المناطق المجاورة، كما أن المحمية كانت ممرا للقوافل القادمة من أقصى الشرق متجهة إلى داخل عمان.

وتقع المحمية في حزام المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تقل كمية الأمطار التي تتساقط على مدار العام، ولا يتعدى معدل الهطول السنوي 150 ملم، فمعظم الأمطار تتساقط في فصل الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة في الفترة بين منتصف شهري أكتوبر ومارس، بينما ترتفع درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 35 درجة، وفي فصل الصيف تتأثر المنطقة بهبوب الرياح الجنوبية الغربية الموسمية، مما تعمل على خفض درجات الحرارة في بعض أيام فصل الصيف في الفترة ما بعد غروب الشمس.

وتوجد في حديقة السليل الطبيعية بعض التجمعات السكانية، منها قرية يستن التي تقع على سفوح الجبال في الجهة الشمالية من المحمية، وكذلك طوي ناجوري التي تقع في السهل الأوسط من الحديقة، كما أن المجتمع المحلي في حديقة السليل الطبيعية وما حولها مجتمع بدوي يعتمد نشاطه على الرعي، وللأرض أهمية كبيرة بالنسبة له في كسب مصدر الرزق والعيش، غير أنه قل نشاط الرعي مع تطور المجتمعات والتنمية المستمرة في الدولة بالوقت الحاضر.

وجاء الهدف من إنشاء حديقة السليل الطبيعية من أجل حماية الحياة الفطرية في الوحدة البيئية للسهل الشرقي الداخلي، بما فيها غابات أشجار السمر، وبيئة الغزال العربي، حيث تعد المحمية من أكبر مواطن الغزال العربي في السلطنة، تبلغ مساحتها 220 كم مربع، وتقع في محافظة جنوب الشرقية، وتبعد عن محافظة مسقط حوالي 260 كم.

وتتكون طبيعة حديقة السليل الطبيعية من سهل طميي وحصوي واسع وممتد من الشرق إلى الغرب، تشكل نتيجة وجود المنطقة في المروحة الفيضية لوادي بني خالد القادم من الجهة الشمالية الغربية، وتوفر تلك البيئة حيزا طبيعيا مهما لغابات أشجار السمر، وبالتالي توفرت بيئة طبيعية وموئلا لأنواع مختلفة من الكائنات وخاصة الغزال العربي المنتشر على امتداد المحمية، وتحد المحمية من جهة الشمال سلسلة جبلية وصولا لجبال بني جابر.