المنوعات

هايتي تعيد تدوير الصابون المخلف من زبائن الفنادق الفارهة

01 يوليو 2017
01 يوليو 2017

بور او برنس - (أ ف ب): خلفت إعادة تدوير قطع الصابون المتروكة من زبائن الفنادق الفارهة أثرا اجتماعيا اقتصاديا مهما في هايتي تجلى خصوصا بتقليص حجم النفايات والسماح للنساء الأقل حظوة في المجتمع بإيجاد وظائف لائقة فضلا عن تقليص مخاطر التعرض للأمراض.

وبعد 4 أشهر أمضتها في جنوب شرق آسيا حيث اكتشفت هذا النشاط، أسست لور بوتينيلي في يناير 2016 مع شريكين لها شركة «اناكاونا» وهي الأولى والوحيدة حتى الآن التي تعيد تدوير الصابون في هايتي.

وقد جذبت هذه الفكرة 25 مؤسسة فندقية في بور او برنس وفي جاكميل التي تمثل وجهة سياحية محببة يقصدها خصوصا الأجانب المقيمون في العاصمة لتمضية عطل نهاية الأسبوع.

وتقول المسؤولة في فندق «مونتانا» المعروف في العاصمة ماي كاردوزو ستيفانسون «نحن دائما متحمسون للمشاركة بكل ما هو إنتاج وطني وكان هناك أيضا الجانب التثقيفي في شأن النظافة مع أزمة الكوليرا التي تستعر هنا».

وتوضح «في هايتي لا وجود للهدر: ثمة مستويات عالية من الفقر لدرجة أن كل شيء تتم استعادته وإعادة استخدامه بطريقة أو بأخرى.

في العادة، كان طاقم العمل يجمع الصابون للاستخدام الشخصي، اليوم، هم يجمعون القطع المستعملة ويعطونها للور، في المقابل، يتلقون ألواح صابون نظيفة بعد إعادة استصلاحها».

هذه القطع من الصابون التي تُجمع في غرف الفنادق تخضع لعملية تعقيم كاملة من ثم تُبشر وتذاب ليعاد استصلاحها، وهي مهام تجريها الموظفات الثلاث في الشركة.

وتؤكد رئيسة الشركة لور بوتينيلي البالغة من العمر 28 عاما «لم أعد إلى هايتي لإطلاق منظمة غير حكومية كسواها»، مضيفة «تأسيس شركة مساهمة قانونية يعني توظيف نساء بموجب عقود عمل».

وتقول «بعضهن لا يجدن القراءة أو الكتابة لكننا شرحنا لهن أن هذا يعني عقد عمل وثمة قواعد يتعين اتباعها لكن هناك أيضا حقوق لحمايتهن».

وفي بلد تنتشر فيه المبادرات غير الرسمية، تحرص بوتينيلي على التأكيد بأن شركتها مسجلة لدى السلطات التجارية والضريبية.

وحدها المنتجات العضوية الهايتية مستخدمة لتعطير ألواح الصابون الجديدة التي توضب بأغلفة قابلة للتحلل العضوي: وتسعى الشركة الصغيرة لأن تكون مسؤولة واجتماعية من خلال إعطاء الأولوية لتوظيف الأمهات العازبات.

وتقول ماغويانا فريمون خلال تغليفها بعناية لوح صابون برائحة القهوة «حصلنا على هذا العمل بنعمة من الرب: متجري الصغير لم يكن يكفي لتسديد أقساط المدرسة لأطفالي والطعام والسكن».

وتضيف هذه الأم لخمسة أطفال تساعد «اناكاونا البلاد وتساعدني كثيرا: أطفالي موجودون في المدرسة، هم يأكلون في كل الأيام. قبلا، كنت أستأجر مسكنا، الآن بدأت ببناء منزل».

ويوزع جزء من الإنتاج خصوصا على مدارس في جاكميل غير أن الشركة سجلت بعض الطلبات الصادرة خصوصا من شركة «ايف روشيه» الفرنسية للتجميل.

وتدمج الشركة الصغيرة تاليا جهودها للتطوير التجاري وحركتها الاجتماعية لتقليص الأمراض في هايتي.

وبسبب تعذر الحصول بشكل آمن على مياه الشفة، تمثل أمراض الإسهال أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في البلاد بحسب منظمة الصحة العالمية. وأدى وباء الكوليرا الذي يضرب هايتي منذ سنة 2010 إلى وفاة نحو 10 آلاف شخص.

و72 % من السكان يفتقرون للمراحيض في منازلهم.

وتعمل «اناكاونا» خصوصا مع أساتذة المدارس الشريكة على تعليم القواعد الصحية للتلامذة.

وفي مدينة سيتي سولاي، وهي الأكثر تعدادا بالسكان في البلاد وأكبر مدينة صفيح في منطقة الكاريبي، توظف الشركة أيضا عاملين في المجتمع المحلي.

ويجوب «سفراء النظافة» هؤلاء هذا الشارع الذي يقطنونه ويطرقون الألواح الصدئة المستخدمة كمداخل للمنازل بهدف تقييم معارف السكان على صعيد النظافة وتذكيرهم بالقواعد الرئيسية.

وتقول جودلين جوزف البالغة من العمر 25 عاما «الآن كلما التقى بي الناس في الجوار يستعيدون النصائح التي أسديناها لهم»، مضيفة «أحيانا، ليست لديهم الإمكانات لشراء مواد لتكرير المياه، لكن أيضا، البعض ينسون ببساطة اتخاذ الاحتياطات لذا نحن مفيدون حقا».