1048287
1048287
العرب والعالم

القوات العراقية تضيق الخناق على معقل تنظيم «داعش» في الموصل

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

الأمم المتحدة تدعو لوقف «التهجير» من المدينة -

بغداد - عمان - جبار الربيعي - (رويترز):-

هاجمت القوات الحكومية العراقية المعقل المتبقي لتنظيم داعش في المدينة القديمة بالموصل أمس بعد يوم من الإعلان الرسمي لنهاية دولة الخلافة التي أعلنها المتشددون والسيطرة على المسجد التاريخي الذي اعتبر رمزا لنفوذ التنظيم.

وفر عشرات المدنيين في اتجاه القوات العراقية ومعظمهم من النساء والأطفال وأصابت نيران المتشددين بعضهم بينما عانوا من العطش والتعب.

وقال قادة جهاز مكافحة الإرهاب بالمدينة إن المعارك القادمة ستكون صعبة لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت. وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية.

وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة الإرهاب إن السيطرة على معقل المتشددين المطل على نهر دجلة ويدافع عنه نحو 200 مقاتل سيستغرق ما بين 4 و5 أيام من القتال.

وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان وقال «السيطرة عليها معناها يوصلنا إلى نهر دجلة وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة».

ونفى مقاتلو داعش الهزيمة وزعموا في صحيفة يصدرها التنظيم أسبوعيا أن الجيش العراقي انهار ومني بخسائر بشرية كبيرة.

وسيمثل سقوط الموصل نهاية النصف الواقع في العراق مما تسمى دولة الخلافة وإن كان التنظيم لا يزال مسيطرا على أراض إلى الغرب والجنوب من المدينة ويعيش تحت حكمه مئات الآلاف.

وقال بعض من استطاعوا الهرب إن الموقع الذي يسيطر عليه المتشددون عرْضه عدة مئات من الأمتار وإن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون هناك في ظروف سيئة فلا يتوفر لهم إلا القليل من الطعام والماء والدواء ولا يمكنهم الحصول على الخدمات الصحية.

وتدفق من فروا أمس عبر الأزقة قرب جامع النوري الكبير الذي فجره مقاتلو داعش قبل أسبوع. ورأى مراسل لرويترز سُحب الدخان تتصاعد فوق المناطق المطلة على النهر وسط دوي المدفعية والرصاص. وقال السعدي إن قوات غربية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تساعد في تنسيق استخدام نيران المدفعية مع المراقبة الجوية.

وفي محافظة الأنبار التي يسيطر التنظيم المتطرف على بعض مناطقها، قال مصدر أمني، إن «تنظيم «داعش» الإرهابي نفذ أمس هجوماً على قوات الحشد الشعبي وحرس الحدود شمال منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا غربي الأنبار 460 كم (غرب الرمادي)».

وذكر، أن «قوات الحشد الشعبي وحرس الحدود تمكنت من صد هجوم داعش القادم من القائم، 350كم (غرب الرمادي) بعد تكبيد عناصر التنظيم خسائر في الأرواح والمعدات».

كما قالت قيادة عمليات دجلة، إن «مصادرنا الاستخبارية نجحت في اختراق تنظيم «داعش» الإرهابي وجمع معلومات مهمة عن عناصره وقياداته في ديالى وصلاح الدين وخاصة مطيبجية».

من جهتها، دعت الأمم المتحدة الحكومة العراقية أمس إلى التدخل لوقف تهجير من يشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش من مدينة الموصل ومناطق أخرى.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إن مئات الأسر تلقت خطابات تهديد تحدد مهلة للمغادرة وهو ما وصفه بأنه يصل إلى حد «أعمال الانتقام»، وأضاف في تصريحات للصحفيين في جنيف «ندعو الحكومة العراقية للتحرك لوقف مثل هذا التهجير الوشيك أو أي نوع من العقاب الجماعي وتعزيز النظام القضائي الرسمي لتقديم الجناة للعدالة»، وأضاف أنه لا يمكن أن تنتقل المسؤولية الجنائية لفرد من إحدى الأسر إلى شخص آخر بريء.

وتُركت خطابات من هذا النوع في منازل أو وُزعت في أحياء ببلدات منها الشرقاط بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد وهيت إلى الشرق من العاصمة والقيارة جنوب الموصل وفي الموصل نفسها.

وقال كولفيل «تحذر هذه الخطابات الناس ليغادروا بحلول تاريخ معين وإلا سيواجهون التهجير. كثير من هذه التهديدات نتيجة اتفاقات عشائرية تطلب رحيل أسر أعضاء داعش عن المنطقة»، وأضاف أن التهجير يعني فقد المسكن وإمكانية الحصول على الطعام والخدمات الصحية والتعليمية.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جميع الأطراف بما في ذلك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأن عليها السعي لحماية المدنيين.