العرب والعالم

تقرير :ماكرون يمسك بكل السلطات .. والمعارضة تعلن مقاطعة البرلمان

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

باريس - (أ ف ب): بعد الانتخابات الأخيرة تركزت السلطات في فرنسا بيد الرئيس ايمانويل ماكرون مع تراجع دور رئيس الوزراء واتساع نفوذ حزب ماكرون في البرلمان فيما يرى محللون أنها بداية عهد «الماكرونية».

وفي مؤشر على هيمنة الرئيس سيخاطب ماكرون بعد غد البرلمان لعرض التوجهات الكبرى لولايته وذلك عشية البيان السياسي العام لرئيس وزرائه ادوار فيليب الذي أفسح له في المجال.

وانتقدت المعارضة هذا الترتيب واعلن نواب حركة «فرنسا المتمردة» (يسار متشدد) والنواب الشيوعيون مقاطعتهم جلسة البرلمان بعد غد.

وقال نواب الحزب الشيوعي «لن نذهب الى (قصر) فرساي لتزكية الملك الرئاسي» و« تأييد عرقلة عمل البرلمان».

وقرر ماكرون ان تصبح هذه الطريقة الاستثنائية التي لم يلجأ إليها الرئيسان نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند إلا مرة واحدة، تقليدا سنويا متخليا عن المقابلة التلفزيونية المعهودة ليوم العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو.

وعلق مقربون من الرئيس بان ماكرون الذي تولى الحكم قبل شهر ونصف الشهر بان رؤى الرئيس أعقد من ان تستوعبها حصة أسئلة وأجوبة مع صحفيين.

وفي الجمعية الوطنية استحوذ حزب ماكرون «الجمهورية الى الأمام» وحلفاؤه الأربعاء الماضي على كافة مقاعد مكتب المجلس في حين كان التقليد يقضي بتخصيص احد المقاعد للمعارضة.

وعلق باسكال بيرينو الباحث في مركز البحوث السياسية «سيفيبوف» «ان مثل هذا التركيز للسلطة بيد الرئاسة التي تمارس وصايتها على رئيس الوزراء والحكومة والحزب الأغلبي والجمعية الوطنية، يجسد خصائص الماكرونية التي بدأت ترتسم».

وأضاف انه «في كتابه -ثورة- وضح إيمانويل ماكرون انه يريد إعادة إرساء الرئاسة بكامل جلالتها لكنه تحدث أيضا عن عمل متوازن مع الحكومة، لكنه سريعا ما أرسى خضوعا بدلا من التوازن».

وندد المرشح الرئاسي الاشتراكي السابق بينوا آمون امس عبر صحيفة ليبيراسيون بـ «حكم تسلطي مفرط في المركزية ومركز بيد رجل واحد» هو ماكرون الذي وصفه بانه «ليبرالي متسلط».

ويعمل 12 مستشارا بين القصر الرئاسي ومقر رئاسة الحكومة «ما يتيح تفادي ان يفرط رئيس الوزراء في الاستقلالية».

ولاحظ بيرينو ان «الرئاسة تابعت باهتمام شديد توزيع القوى في البرلمان».

وأضاف «ان الرئيس الذي يدرك أغلبيته ضعيفة رغم تضخمها بالنظر الى طغيان عدم الاحتراف على الكتلة ونسبة الامتناع، أرسى نظام عمل غير مسبوق على شاكلة شركة: فهناك رئيس مع -مجلس إدارته- وكوادره الشابة من التكنوقراط وهياكل وسيطة مسحوقة تقريبا.

وهذا تصور على الطريقة الأمريكية متلائم مع احد جذور الماكرونية».

من جانبه لاحظ المؤرخ كريستيان ديلبورت ان ماكرون «يعود الى جذور الجمهورية الخامسة ويستخدم كافة قواعدها مع رئاسة عمودية ورئيس وزراء أشبه بصمام.

وهذا يثير استغرابنا لأننا شهدنا فترة كانت الأدوار فيها ملتبسة، لكن هكذا هي الأمور .. هذا من وحي الرؤساء الأمريكيين ووحي أوباما حتى في ما يخص الصورة الرسمية».

كما انتقد وزير الدولة السابق للتعليم العالي والبحث تييري ماندون في تغريدة «الافتتان» بالنموذج الأمريكي في تلميح الى الصورة الرسمية للرئيس التي يقف فيها أمام مكتبه تماما كما هي صورة باراك أوباما.

ويرى المحلل غي سورمان في مقال في صحيفة «لوموند» بعنوان «مستبد عادل؟» ان «الماكرونية هي رمز لشغف فرنسي بالمستبد العادل من بونابرت الى ديغول، بحثا عن المنقذ».

وتابع «ان ايمانويل ماكرون الذي يعد الفرنسيين ملكيين في أعماقهم هو وريث هذا التاريخ مع حصيلته المتضاربة».

لكن هل ان هذا التمركز للسلطات من شأنه ان يقلل من شعبية ماكرون؟ تشير الاستطلاعات الى مواقف متضاربة.

إذ بين استطلاع «فيافويس» امس الأول زيادة من أربع نقاط في شعبية ماكرون منذ نهاية مايو إلى 53% من الآراء المؤيدة.

لكن استطلاعي ايبسوس وكانتر سوفريس الاربعاء والخميس الماضيين أظهرا أن شعبية الرئيس تراجعت بما بين نقطة و3 نقاط إلى 45% أو 54% من الآراء المؤيدة.