1047176
1047176
عمان اليوم

عادات متنوعة في أيام العيد .. وطابع خاص لكل ولاية

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

تقاليد ارتبطت بالذاكرة والوجدان -

كتب - محمد الصبحي -

1047170

شهدت مختلف ولايات السلطنة خلال أيام عيد الفطر المبارك العديد من العادات والتقاليد حيث بدأت بالاستعداد للعيد بشراء الملابس والاحتياجات اللازمة وإن كانت في الواقع تبدأ شراء الملابس وتجهيزها قبل فترة من قرب أيام العيد.

وفي الأيام الأخيرة من العشر الأواخر مثل الخامس والعشرين وحتى السابع والعشرين تكون هذه أيام البيع والشراء والتي يسمونها بالهبطة أو الحلقة لتحلق الناس فيها إلى حلقات، وعادة ما تكون في الأسواق القديمة كما تقتضي العادات بذلك منذ قديم الزمان، ويتوافد على الأسواق جمع غفير من الناس من كل حدب، يختلطون فيها وتكون هذه الأسواق أشبه بسوق عكاظ حيث يتوافد الناس للبيع والشراء، وفي هذه الأيام تجلب الأغنام والأبقار إلى هذه الأسواق وغيرها من الأشياء بحيث يستطيع المرء أن يشتري لنفسه ما يشاء.

1047178

وخلال أيام الفطر المبارك تبدأ الحركة في الطرقات وتبادل التهاني والتعبير عن الفرحة باتمام شهر الصيام، ويطلبون من الله القدير أن يتقبل صيامهم وقيامهم وأن يكون صوما مقبولا تطهرت القلوب فيه من الأحقاد والضغائن، فالعيد بالنسبة لهم نعمة كبرى أنعمها الله على جميع المسلمين، وتمتلئ القلوب بعواطف المودة والإخاء والصفاء.

إعلان الهلال

و في السابق عندما كان الناس يقطنون في الحواري الداخلية، ولم تكن وسائل الاتصال مثل التلفزيون والهاتف وانما الراديو فقط، كان المواطنون يذهبون لرؤية الهلال في مكان يدعى بـ«المسطاح»، وهو مكان يجفف فيه التمر أيام القيظ، وأيضا موقع «للتراكيب» التي يطبخ فيها «البسر»، لأن المكان مرتفع بعض الشي ومتجه إلى القبلة، فكان الصغار يذهبون مع كبار رجال القبيلة وهم بالعدة والبنادق، ويحملون معهم قهوة الإفطار مع التمر، وعند غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك أي قبل ارتفاع أذان المغرب ترى الجميع متعلقة أبصارهم إلى جهة القبلة وقلوبهم شغوفة برؤية ذلك الخيط الفضي الذي تعلقت به الأبصار والأفئدة، فلم تكن أجهزة التلسكوب معروفة في ذلك الوقت ولا ما يسمى بالفلكيين الذين يساعدون الناس على رؤية الهلال، ولكن الاعتماد على رؤية الهلال رؤية صحيحة، وما أن يلوح هلال العيد في الأفق حتى تنطلق عشرات طلقات الذخيرة من البنادق معلنة بذلك رؤية هلال العيد، حينها يعلم أهل البلد أن هلال العيد قد أهل، ثم نتناول مع الجميع وجبة الإفطار في نفس المكان ثم يؤدون الصلاة في مسجد المسطاح تسمية بذلك المكان، وبعد الصلاة يقفلون راجعين إلى الحارة وهم يرددون أهازيجهم الشعبية وقد انبسطت الأسارير وفرحت القلوب.

وفي ليلة العيد من يسهر إلى قبيل الصباح وهم في أتم الفرحة، ومنهم من يخلد إلى النوم إلى حين صلاة الفجر، وقد أحضروا ما يلزمهم في هذه الأيام السعيدة من الملابس والفواكه - لم تكن متوفرة بكثرة في ذلك الزمان - وإنما الحلوى المعدة للعيد والتي يقوم بصناعتها بعض التجار في البلد، وغيرها من اللحوم.

وفي صباح يوم العيد يتناول الناس وجبة افطارهم الصباحية وهي الوجبة الأولى للعيد، وهي العرسية والتي طبخت منذ الليل وهي الوجبة المفضلة والشهيرة لدى عامة العمانيين.

وبعض الناس يفضل القبولي باللحم، فيتناول الأهل والجيران وجبة العيد الأولى ثم يذهبون لتأدية صلاة العيد.

وتختلف العادات في عمان - وما أكثرها - فمنهم من يتناول وجبة العيد قبل الصلاة ومنهم بعدها.

مصلى العيد

ثم يجتمع أفراد القبيلة في مكان معروف وسط الحارة، ثم يذهبون لتأدية صلاة العيد في المصلى المعتاد، ويتوافد أهل البلد أفواجا في مكان واحد،ويخرج الجميع للصلاة بكل فرحة وبكل خشوع مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستغفار وقد ارتسمت على وجوههم السعادة وعلى شفاههم البسمة، فما من شيء يستطيع أن يصد المسلم عن تأدية هذا الواجب الديني باستثناء المرضى المقعدين والعجزة الذين لا يستطيعون الذهاب فإنهم معذورون من الذهاب إلى مصلى العيد حيث يبعد المصلى عن الحارة حوالي الكيلو، أو أقل.

أما الأطفال والنساء فيصحبون الرجال ويبقون في مكان العيود يشاركون أصدقاءهم وأقرانهم الفرحة، وترى الباعة من الناس قد أعدوا تجارتهم يعرضونها للبيع، مثل الحلويات والمرطبات والألعاب المختلفة وما أن ينتهي الناس من الصلاة واستماع الخطبة حتى يقفلوا راجعين إلى منازلهم وهم يرددون الأهازيج والرقصات الشعبية الجميلة.

وعند الرجوع عادة ما يغيرون مسلك طريقهم الذي أتوا منه، ثم يجتمعون في وسط الحارة في مكان فسيح تظلله الأشجار العالية ليواصلوا غنائهم حتى وقت الظهر، ثم يذهبون إلى منازلهم للراحة أو زيارة الأقارب والأصدقاء.

وتبادل الزيارات أمر محبب ومعروف، فهو يقوي عرى المودة بين الأهل والأقارب والأصدقاء فضلا عن تقديم موائد الطعام والحلوى والفاكهة بكل سخاء في أيام العيد.

وما من شيء يستطيع أن يمنع الرجل العماني المضياف بأن يقدم لزائريه أفضل وأرق ما عنده من طعام وشراب وتبقى المنازل في هذه الأيام السعيدة مفتوحة تعج بالزائرين من الأصدقاء والأقارب والمعارف وكافة الأهالي وكأنها خلية نحل.

وفي صباح اليوم التالي وهو ثاني يوم من شوال يقوم الناس بذبح الاغنام والخراف والأبقار وسلخها واعداد اللحم بأنواع متعددة، وتكون وجبة الغداء من اللحم المقلي والخبز والمشاكيك، ويقوم الجيران بتناول وجبة الغداء مع بعضهم البعض وهم فرحون مسرورون، وما أسعد الناس عندما تكون الفرحة والسعادة متبادلة بينهم والمودة والمحبة يجعلونها شعارهم.

إعداد الشواء

وفي اليوم الثالث من شوال يكون الشواء، وهي الوجبة الأخيرة من وجبات العيد، والشواء له أهمية كبيرة عند العمانيين وإعداده يتطلب الكثير من اللوازم، فعندما يجهز اللحم المعد للشواء يحشى بالتوابل والأبزرة المتنوعة ثم يلفون قطع اللحم بورق الموز الجاف وذلك بعد ما رش بالماء ثم يربطونه ربطا محكما ويضعونه في التنور بعدما أشعل فيه الحطب وأصبح لهبا وهذه العملية تكون مساء اليوم الثاني من شوال لكي يدفن الشواء في التنور إلى ظهر اليوم الثالث، وقبيل الظهر يستخرجون الشواء من التنور ثم يتناولون وجبة الغداء مع الأرز واللحم وهذه هي الوجبة الثالثة والأخيرة من وجبات العيد.