1043178
1043178
عمان اليوم

«الدفاع المدني»: إنشاء فريق بحث وإنقاذ للتعامل مع سقوط المنحدرات من الجبال والآبار الجوفية

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

[gallery size="medium" ids="488943,488942,488941"]

53 مركزا للدفاع و34 للإسعاف في مختلف المحافظات -

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية -

أكدت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف أن عدد مراكز الدفاع المدني بالمحافظات بلغ 53 مركزا وعدد مراكز الإسعاف بالمحافظات 34 مركزا، ويتم توزيع الأفراد وفق احتياج كل مركز والخدمات التي يقدمها.

وأقرت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف عددا من الاشتراطات الوقائية والاحترازية نظرا لازدياد وإنشاء المصانع والمنشآت التي تنتج وتستخدم المواد الكيميائية المشعة في صناعاتها، ولخطورة تلك المواد ربطت الموافقة للمصانع باستخدامها بتنفيذ متطلبات السلامة والإجراءات الأمنية والوقائية، كما أصدرت الهيئة عددا من الكتيبات والمطويات الإرشادية وغيرها من المواد التوعوية؛ للتحذير من مخاطر المواد الكيميائية والمشعة والتعامل الآمن معها، وحتى تتمكن من الاستعداد والجاهزية والاستجابة الفاعلة للتعامل مع حوادث المواد الخطرة، وتم تشكيل فريق متخصص وتدريبه بالتنسيق مع الدفاع المدني السنغافوري وتزويده بالمركبات والمعدات للتعامل مع هذا النوع من الحوادث.

وأشارت الهيئة إلى أن مركز العمليات بالهيئة يتلقى البلاغ سواء من مركز عمليات الشرطة أو من قبل المواطنين مباشرة، ويتم توجيه الفرق حسب نوع الحادث ومن أقرب مركز للموقع، وفي حالة تطور الحادث وتطلب إضافة إمكانيات بشرية وآلية يتم توجيه طلب إسناد من المراكز القريبة الأخرى، أو فريق البحث والإنقاذ «البري والمائي»، أو فريق التعامل مع المواد الخطرة، وبطبيعة الحال فإن مركبات الإسعاف تكون متواجدة ومرافقة لتلك الفرق، كما أن الهيئة لا تتوانى في تقديم المساعدة وتوفير خدماتها متى ما طلب منها ذلك من قبل الجهات الحكومية أو غيرها.

وأضافت الهيئة: أن أبرز الخدمات والبرامج التي تقدمها الهيئة في عمليات الإنقاذ والإسعاف هي:

- خدمة الإنقاذ البري: حيث تعد هذه الخدمة من الخدمات المهمة التي تقدمها الهيئة، فقد تم تدشين العديد من المركبات والروافع والسلالم الهيدروليكية والمعدات والتجهيزات الحديثة المناسبة، التي ساهمت في عمليات الإنقاذ البري في الحوادث المرورية والإنقاذ من المباني العالية، وإخراج المحاصرين فيها والعالقين بالمصاعد الكهربائية وغيرها من عمليات الإنقاذ.

- الإنقاذ المائي: أحد أهم مرتكزات منظومة البحث والإنقاذ بالهيئة التي شهدت تطورا ملحوظا تمثل في تعزيز قدرات وإمكانيات الفرق العاملة في هذا المجال وتجهيزها بأحدث المعدات والآليات، ويتم تـأهيل الفرق من خلال دورات داخلية وخارجية بهدف رفــع الكفاءة والأداء، وأصبحت هذه الخدمة منتشرة في أغلب إدارات الدفاع المدني والإسعاف، حيث كان لها الدور الإيجابي في إنقاذ العديد من المواطنين والمقيمين سواء كان ذلك أثناء الأنواء المناخية التي شهدتها السلطنة بيــن وقت وآخر، أو عند سقوط الأشخاص في الآبار أو الغرق في الشواطئ.

- الإسـعاف: حيث شرعت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف في توفير خدمة الإسعاف للمصابين في حوادث الطرق وفق خطط مدروسة بأسلوب علمي صحيح وفق أسس ومعايير طبية علمية، حيث تمّ تدشين العديد من المركبات الحديثة ذات التقنية الطبية بهدف إيصال الخدمة إلى كافة شرائح وربوع المجتمع وبناء منظومة متكاملة في مجال خدمات الإسعاف، وقد سخرت الهيئة كافة الإمكانات المتاحة من أجل تطوير هذه الخدمة وإيصالها إلى كل من يحتاجها.

وأفادت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف أن آخر مشاركات الهيئة على الصعيد المحلي هي تنفيذ تمارين مشتركة «كبرى وصغرى» مع عدد من المؤسسات والمنشآت العامة وفق خطة سنوية وجدول زمني؛ لقياس مستوى الأداء والجاهزية للمصانع من جهة وبالنسبة لمنتسبي الهيئة من جهة أخرى.

أما على الصعيد الدولي فقد شارك الفريق الوطني للبحث والإنقاذ في إنقاذ وإغاثة جمهورية النيبال بعد تعرضها لزلزال مدمر، وقد جاء ذلك تلبية لنداء الاستغاثة من الهيئة الاستشارية للبحث والإنقاذ للتوجه إلى هناك؛ حيث باشر الفريق عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين وانتشال الجثث.

ويوجد لدى الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف معدات وأدوات مختلفة لاستخدامها في عمليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وفقا لنوع الحادث، فلدينا المعدات الثقيلة كآليات الإطفاء والإنقاذ والروافع ذات السلالم الآلية والمخصصة للإنقاذ من المباني العالية، إضافة إلى أدوات القطع الهيدروليكية التي تستخدم في حوادث المركبات القوية لإخراج المحاصرين بداخلها، كما توجد معدات خاصة بالإنقاذ المائي كالقوارب المطاطية وغيرها من الأدوات الأخرى، وبالتأكيد فإن ذلك يتطلب عددا كبيرا من الآليات والمركبات باختلاف أنواعها.

وأوضحت الهيئة أن التعامل مع الحوادث يتم حسب الحجم والموقع والنوع، فمثلا حرائق المواد البترولية أو السائلة تتم مكافحتها باستخدام الرغوة، كما لا يمكن استخدام المياه في إطفاء حرائق الكهرباء، وإنما يتم استخدام البودرة، ويمكن المكافحة بالماء في حالة التأكد من قطع تيار الكهرباء من المصدر الرئيسي، كما يستخدم الماء في مكافحة حرائق المواد الصلبة كالأخشاب، علما أن الماء المستخدم هو الماء العادي «مياه الشرب» لتوفره وسهولة الحصول عليه.

وأفادت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف أنها تسعى إلى إرسال متدربين إلى الخارج بهدف تأهيلهم في الجوانب الفنية الدقيقة، وفي ذات الوقت تمّ تنفيذ دورات تدريبية مختصة لمنتسبيها في مختلف المحافظات وألحقت العديد منهم بدورات في كليات معنية بالدفاع المدني والإسعاف؛ بهدف نشر منظومة التدريب على مستوى المحافظات، كما أولت الفرق التخصصية اهتماما خاصا من خلال التأهيل الداخلي والخارجي، والتعاقد مع مؤسسات دولية في هذا المجال كالدفاع المدني السنغافوري.

وأضافت الهيئة: تم إنشاء فريق البحث والإنقاذ للتعامل مع مجموعة من الحوادث كسقوط المنحدرات من الجبال والآبار الجوفية، حيث يتفرع الفريق للإنقاذ الجبلي المتخصص في انتشال المحاصرين في المناطق الجبلية والأودية السحيقة، موضحة أن مثل هذه العمليات تتطلب الكثير من الوقت في الإعداد والنزول والبحث عن المصاب خصوصا في المواقع والمناطق الوعرة وصعبة الوصول، علما أن الوسيلة الوحيدة المتاحة هي الحبال، ورغم ذلك يتحدى رجال الإنقاذ تلك الصعوبات والظروف بفضل عزيمتهم وحرصهم على إنقاذ الآخرين وبفضل تأهيلهم وتدريبهم واكتسابهم المهارات الفنية والعملية، وتقع تلك الحوادث نتيجة عدم معرفة الأشخاص بالممرات والمسالك بين الأودية والجبال؛ مما يؤدي إلى تأخر وصعوبة الوصول إليهم من قبل فرق الهيئة المستجيبة واضطرارهم لقطع مسافات طويلة قد تستغرق ساعات؛ لذا تتم الاستعانة بالمروحيات بالتعاون مع الجهات المختصة للتمكن من إنقاذهم على وجه السرعة.

ودأبت الهيئة على تثقيف المجتمع وقائيا وتبصيره بالمخاطر المحدقة به بشكل عام من خلال إصدار حزمة من الكتيبات الإرشادية والمطويات وغيرها من الوسائل التي أعدها قسم العلاقات العامة بالهيئة، كما قامت الإدارة العامة للحماية المدنية بإعداد مجموعة من الاشتراطات الوقائية فيما يتعلق بالإجراءات المنظمة لعمل المنشآت والمصانع وغيرها، ولأهمية التوعية المتعلقة بالكوارث والأزمات، فإن المنظمة الدولية للحماية المدنية قد أقرت أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني 2017 تحت شعار: «يدًا بيدٍ للحد من مخاطر الكوارث»، كما يتركز اهتمام الهيئة في الوقت الراهن على تنظيم وإقامة الندوات بين حين وآخر بالتعاون مع الجهات الأخرى في مجال الدفاع المدني والإسعاف؛ لترسيخ المفهوم الوقائي لدى كافة المؤسسات للعمل سويا للحد من المخاطر، علما أن الهيئة قامت بإعداد خطط عملياتية ومخططات تفصيلية لكافة المنشآت للاستنارة بها أثناء الحالات الطارئة وإجراءات الإخلاء، وتعمل الهيئة حاليا على تأهيل منتسبيها فنيا وعمليا، وفي ذات الوقت تطوير إمكانياتها فيما يتعلق بالآليات والمعدات الحديثة، إضافة إلى نشر خدماتها في كافة ربوع السلطنة.

الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف تجد تجاوبا من المواطنين عند حدوث أية حرائق أو أزمات، وتقدر الهيئة المشاركات والمساهمات سواء من قبل المؤسسات أو الأفراد وعادة ما تنتهز الهيئة الفرصة لتكريمهم وتحفيزهم.