1048008
1048008
المنوعات

المخرج بوفوس: المغرب يشهد نقصا كبيرا في إنتاج الأفلام الوثائقية

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

الرباط -«الأناضول»: قال المخرج المغربي، حسن بوفوس: إن بلاده تشهد نقصًا كبيرًا في إنتاج الأفلام الوثائقية، رغم ما تتمتع به من ثراء وتنوع طبيعي وثقافي، ينتظر من يُعرّف به.

وفي مقابلة مع الأناضول، أضاف بوفوس، المُتخصص في الأفلام الوثائقية: إنه تنقل وغامر في مناطق مختلفة من بلده، وكانت الخلاصة أن «المغرب فريد، وليس له ثان في العالم».

لكنه يأسف، لأن المنتجين يميلون إلى الدراما، «ولا يغامرون بالاقتراب من الأفلام الوثائقية، لأنها مٌكلفة، ولا تصلح نهائيا للمنتج، إلا إذا كان صبورا ومحبا لعمله، ويمكنه أن يضيف من ماله الخاص».

ولتأكيد أن الفيلم الوثائقي «مغامرة حقيقية»، يحكي الرجل «مكثت خمسة أيام، لمراقبة الأيل في غابة مدينة تازة (شمال شرق)، وأنا متخفٍ، وفي حالة نفسية صعبة، وأظهر صورته لمدة 20 دقيقة، ثم فسد الشريط بسبب الرطوبة».

ومنذ 15 عاما، يُخرج بوفوس برنامج «أمودو» الوثائقي، أكثر البرامج شعبية في المغرب. وتعود شعبية «أمودو»، التي تعني بالأمازيغية السفر والتجوال، إلى طبيعته الاستكشافية، فضلا عن كونه الأول من نوعه في المغرب.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، عاود البرنامج البث، بعد توقف امتد لعامين، بسبب خلافات فنية مع سلطات التلفزة. وتلقى البرنامج طلبات للاستكشاف والتصوير من دول أخرى، وفقا لبوفوس، الذي قال أيضا إن مواطنا من دولة خليجية سبق وأن اتصل به، ليخبره أنه بفضل «أمودو» قرر الاستقرار في المغرب.

و«أمودو» الذي أخذ اسمه بالأساس من فيلم وثائقي، أنتجته شركة «فوزي فيزيون»، وعرضه حينها التلفزيون المغربي، حصل على الجائزة الأولى في مهرجان القاهرة للإعلام العربي في 2002.

ويُعد عمل بوفوس، أول برنامج يجلب جائزة لقطاع التلفزيون المغربي.

التاريخ والإعلام وحول دراسته في شعبة التاريخ، بجامعة ابن زهر، بمنطقة أجادير (جنوب غرب)، أضاف المخرج المغربي «كنت أظن أنه لا علاقة للتاريخ بالمجال الذي أحبه، وهو المجال الإعلامي، لكن عند بدء برنامج أمودو، وجدت أن التاريخ عنصر مهم وفعال في الشريط الوثائقي».

ويعتقد الرجل أنه عندما تريد إنجاز فيلم وثائقي، فإن أول شيء هو معرفة تاريخ المنطقة محل التوثيق، ولذلك استفاد من دراسته «منهجية البحث التاريخي والكتابة التاريخية، وكيف تحلل نصا تاريخيا؟ (...) هو نفس المنهج لتحليل الصورة».

وحول برنامجه الوثائقي، أفاد بوفوس أنه «أنجز، أول الأمر، حلقة واحدة باللغة الفرنسية، عرضتها القناة الثانية المغربية، وأعجبها، لكنها قالت إنها تجلب أشرطة وثائقية بثمن بخس، ويصعب عليهم التعامل مع منتوج وطني كلفته باهظة».

وبعدها، يتابع المخرج الوثائقي، «احتضنت القناة الأولى الفكرة، وتم تكليفنا بإنجاز سلسلة من خمس حلقات، ومن بعدها تطور الأمر إلى 12 حلقة، ثم والحمد لله، استمر لمدة 15 سنة، رغم بعض المشاكل والتوقف».

المحبة تروض الصعاب يقر بوفوس بـ«صعوبة» إنتاج« برنامجه، لكن ما يهون عليه «المحبة والردود التي نتلقاها من الجمهور، وتعطشه لأعمال وثائقية رصينة».

وأشار إلى أن «أمودو» حظي بـ«محبة الناس الذين يشجعونك، ويفتحون لك الأبواب، حيث نذهب أحيانا إلى منطقة لاشيء فيها تقريبا».ومن عناوين هذه المحبة، يروي الرجل كيف أنه وفريقه ذهبوا من قبل إلى «أوسرد»، وهي منطقة صحراوية جنوبي المغرب، معروفة بدرجة حرارتها المرتفعة، حيث « انقطعنا عن الماء وغيره، وعندما عثرنا على طريق الرجوع وارتبطنا بشبكة الهاتف، وصلتنا رسالة تفيد بأننا حزنا على جائزة». وبملامح مغتبطة، يضيف بوفوس، «ما يشجعنا هو محبة الناس، وغنى المغرب، الذي ليس له ثان في العالم،لا من حيث التنوع الثقافي أو البيئي».

نضال في مغارات التاريخ

بالنسبة إلى مخرج «أمودو»، فإن الشريط الوثائقي «عمل نضالي بالأساس (...) مثلا، أعمق مغارة في المغرب تحتاج يومين لدخولها، ومن يدخلها يمكن أن يضيع أو يموت، لكن فريقنا دخل وناضل لتوثيقها».

وفيما يتباهى بوفوس بأن برنامجه بات وسيلة استقطاب سياحي، اقترح على المسؤولين أن «تبث حلقاته على الواجهات السياحية والطائرات، لما فيها من فائدة سياحية كبيرة».

فالسياح الأجانب، كما يرى المخرج المغربي، «لا يريدون مشاهدة البنايات والمدن الحديثة، لأن عندهم منها الكثير، لكن ما يبحثون عنه هو الطبيعة». ودعا بوفوس سلطات التلفزة لإعفاء «أمودو» من الشروط التي عطلت مسيرته، خلال العامين الماضيين، وعلى رأسها شرط الترشيحات المُسبقة للعروض، التي تأخذ وقتا طويلا «يعرقل» البرنامج.