1047681
1047681
العرب والعالم

«قوات سوريا الديمقراطية» تقطع آخر منفذ لـ«داعش» بالرقة

29 يونيو 2017
29 يونيو 2017

لافروف: موسكو سترد ضد أي خطوات أمريكية في سوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

قطعت (قوات سوريا الديموقراطية) المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، أمس المنفذ الأخير المتبقي لتنظيم (داعش) من مدينة الرقة إلى بقية مناطق سيطرته في سوريا، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «سيطرت (قوات سوريا الديمقراطية) أمس الخميس على المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات لتقطع بذلك آخر طريق كان يمكن لتنظيم داعش الانسحاب منه من مدينة الرقة باتجاه مناطق سيطرته في البادية السورية ومحافظة دير الزور» في شرق البلاد.

وبحسب المرصد، تقدمت هذه القوات من نقاط تواجدها جنوب الرقة إلى قريتي الكسب وكسرة عفنان، اللتين كانتا تحت سيطرة التنظيم.

وبذلك، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية وفق المرصد من «إكمال الطوق حول مدينة الرقة، ومحاصرتها بشكل كامل.. عبر السيطرة على كامل القرى المقابلة لها جنوب نهر الفرات».

وتمكنت هذه القوات حتى الآن من السيطرة على أربعة احياء بالكامل هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق).

وخسر التنظيم المتطرف خلال ثلاث سنوات، 60% من المناطق التي كانت تحت سيطرته في سوريا والعراق المجاور، بالإضافة إلى 80% من عائداته، وفق ما أظهرت دراسة نشرتها مؤسسة «اي اتش اس ماركت» البريطانية أمس.

وأوردت المؤسسة أن مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق التي اعلن في يونيو 2014 إقامة «الخلافة الإسلامية» عليها، قد تراجعت مساحتها من تسعين ألف كيلومتر مربع في يناير 2015 إلى 36,200 كيلومتر مربع في يونيو الحالي.

بدوره قال ناصر حاج منصور مستشار القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، في تصريح إن القوات الكردية قررت التصدي للجيش التركي في حالة ما إذا حاول «تجاوز الخطوط المعروفة بريف حلب»، وحذر من «احتمال كبير لنشوب مواجهة شرسة ومفتوحة»، ستأتي بضرر كبير على الجهود تحرير الرقة من قبضة «داعش». واتهم الجيش التركي بالمبادرة إلى تبادل إطلاق النار عير الحدود، وجاء ذلك في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام تركية عن إكمال استعدادات الجيش التركي لشن عملية برية جديدة داخل الأراضي السورية، ستركز على تطهير منطقة عفرين من وجود حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.

فيما أفاد مصدر عسكري أن الجيش الحكومي السوري سيطر بالكامل على عقدة عين ترما ومجموعة أبنية محيطة بها في ريف دمشق الشرقي بعد اشتباكات عنيفة تنظيم «جبهة النصرة» في محور عين ترما وسط تمهيد مكثف بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة ينفذه الجيش فيما استمر سلاح الطيران الحربي بضرب الخطوط الخلفية للمجموعات المسلحة بعمق عين ترما، ولم تتوقف أصوات الانفجارات طيلة صباح أمس في شرق العاصمة.

وفي ريف حلب سيطر الجيش الحكومي السوري على قرية «جديدة «شرق بلدة خناصر وقريتي «رسم عسكر» و«شريمة» شمال شرق البلدة في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم.

وأغار الطيران الحربي على مواقع لمسلحي «تنظيم داعش» بمحيط مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وعلى مواقع مسلحي «تنظيم داعش» في عقيربات وقليب الثور بريف حماه الشرقي.

من جهة أخرى، وصل مبعوث الولايات المتحدة الخاص في التحالف الدولي، بريت ماكغورك إلى شمال سوريا حيث التقى بممثلين من «مجلس الرقة المدني».

وقال عضو المجلس عمر علوش ان «مكغورك زار شمال سوريا والتقى بالمجلس لتأكيد الدعم له وان المبعوث الأمريكي التقى بالمجلس في عين عيسى في شمال سوريا مرتين من قبل في اجتماعات لم يعلن عنها». ولفت علوش إلى المبعوث الأمريكي تعهد مع مسؤولين آخرين بالتحالف، ومن بينهم نائب القائد العسكري للتحالف الميجر جنرال روبرت جونز، «بتقديم الدعم في البداية في إزالة الألغام ورفع الأنقاض وصيانة المدارس ثم محطات الكهرباء والمياه في الرقة, لكن لم يتم بحث حجم الأموال المتاحة».

على صعيد متصل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن موسكو سترد «بشكل مناسب» في حال اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات استباقية ضد القوات السورية، على خلفية المعلومات الواردة من قبلها بخصوص احتمالية شن السلطات السورية هجوما كيماويا جديدا في سوريا. وقال لافروف إن موسكو «سترد بشكل مناسب ومكافئ على الاستفزازات الأمريكية الممكنة ضد الجيش السوري». وجاء ذلك عقب ساعات على إعلان البنتاجون أن القوات الأمريكية لن تطلق النار على أحد إلا للدفاع عن النفس في سياق العمليات العسكرية بسوريا. ودعا لافروف أمريكا «لعدم البحث عن ذرائع لضرب القوات السورية». واعتبر تصريحات الولايات المتحدة حول أنه لا يمكن الكشف عن سرية معلومات حول الهجمات الكيميائية في سوريا بأنها «غير هامة».

واعتبرت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية، أن المعلومات الأمريكية حول احتمال شن الجيش السوري هجوم كيماوي جديد في سوريا «عار عن الصحة»، واصفة الاتهامات والتهديدات بانها «ساخرة». وأشارت إلى أن «الوضع يشبه استفزازا واسع النطاق، عسكريا وإعلاميا على حد سواء، موجهاً ليس فقط ضد السلطات السورية، بل وضد روسيا أيضاً». وحول الاستفزازات الغربية حول سوريا قالت زاخاروفا «في الواقع، هناك بيانات جديدة. ونعتقد أنه يجري التحضير لهذه الاستفزازات»، مبينة أن «الحديث يدور حول منطقتين سوريتين هما سراقب وأريحا». واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن تحذيرات البيت الأبيض للرئيس السوري، بشار الأسد، التي زعم فيها أن السلطات السورية تعد لهجوم كيماوي جدية.

وقال غوتيريش للصحفيين قبيل لقائه بوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون في مقر المنظمة الأممية في نيويورك: «أعتبرها تحذيرات جدية للغاية، واعتقد أنه من المفيد الإصغاء إليها». وكان البيت الأبيض قد قال على لسان الناطق باسمه بأن الرئيس السوري بشار الأسد يعد لهجوم كيماوي جديد، وهدد بأن يكون الرد الأمريكي قاسيا في حال حدوثه.

من جانبها نفت دمشق الاتهامات الموجهة إليها، وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن الحملة المضللة التي شنتها الولايات المتحدة والتي ادعت فيها وجود نوايا لدى سورية لشن هجوم كيماوي عارية من الصحة ولا تستند إلى أي معطيات أو مبررات وان سوريا تدين التهديدات الأمريكية وترفضها جملة وتفصيلا. وأضاف المصدر «تؤكد سوريا أن هدف هذه الادعاءات هو تبرير عدوان جديد على سوريا بذرائع واهية.