1047596
1047596
العرب والعالم

الرئيس الفنزويلي يتعهد بالرد على محاولة الانقلاب

29 يونيو 2017
29 يونيو 2017

كراكاس - (أ ف ب): تعهد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الأول بالرد على محاولة انقلاب تشكك في حصولها المعارضة وكذلك خبراء.

وأعلنت السلطات الفنزويلية أيضا أن المدعية العامة لويزا اورتيجا التي تنتمي الى التيار التشافيزي، لكنها زادت من انتقاداتها لمادورو، ستمثل أمام المحكمة العليا الأسبوع المقبل. ووضع رئيس الدولة القوات المسلحة في حالة استنفار، في هذا البلد الذي تعصف به أعمال العنف والتظاهرات التي أسفرت عن قتيلين جديدين أمس الأول، لترتفع الحصيلة الى 79 قتيلا منذ الأول من أبريل.

وأكد الرئيس مادورو الذي دائما ما ينتقد وجود مؤامرة للإطاحة به، ان مروحية القت الثلاثاء الماضي 4 قنابل يدوية على مبنى المحكمة العليا، وأطلقت 15 رصاصة على وزارة الداخلية. وتبين اشرطة الفيديو والصور التي بثت على شبكات التواصل الاجتماعي مروحية للشرطة العلمية تحلق فوق كراكاس. وتسمع من بعيد أصوات انفجارات، من دون ان يتبين بوضوح هل ألقت فعلا القنابل اليدوية على المحكمة العليا ام لا.

وتتسم شخصية منفذ هذا الهجوم غير المسبوق الذي لم يسفر عن ضحايا، بالغرابة. فهو اوسكار بيريز، المفتش الجوي للشرطة العلمية (36 عاما)، لكنه ايضا ممثل في فيلم «موت معلق» في 2015.

وفي شريط فيديو منشور على الانترنت، دعا اوسكار بيريز الذي كان مغطى الوجه ويرافقه 4 رجال ملثمون، وكان البعض منهم مسلحا، رئيس الدولة الى «الاستقالة على الفور» حتى يمكن إجراء انتخابات عامة. ولا تزال عمليات البحث عنه نشطة. وأعلن نائب الرئيس طارق العيسمي العثور على المروحية في مدينة اوسما القريبة من كراكاس، مشيرا الى أن الشرطة لم تعتقل أحدا.

وكان مادورو الذي يواجه تظاهرات يومية تقريبا، وسط أزمة اقتصادية حادة، حذر الثلاثاء من «إننا سنتجه الى الحرب إذا ما غرقت فنزويلا في الفوضى والعنف»، وأضاف «ما لم نتمكن من فعله بأصوات (الناخبين)، سنفعله بالسلاح».

ويستطيع الرئيس أن يعول حتى الآن على دعم القيادة العسكرية العليا التي تعد عاملا حاسما كما يقول المحللون إذا ما أراد البقاء في السلطة. وقد شهدت فنزويلا ثلاث محاولات انقلاب عسكري منذ 1992.

وبدا تحالف المعارضة حذرا في اطار «طاولة الوحدة الديموقراطية» الذي يشكل الأكثرية في البرلمان .

وفي تصريح صحفي، اعلن خوليو بورجيس، رئيس البرلمان «يقول أشخاص ان هذا فخ، وبقول آخرون ان (هذا الهجوم) حقيقي»، وأضاف «أيا يكن، فهو بالغ الخطورة. وكل ذلك يعني الشيء نفسه: الوضع لا يطاق في فنزويلا»، وأبدى المحلل دييجو مويا-اوكامبوس، من مكتب اي.اتش.اس البريطاني، شكوكه ايضا.

وفيما أقال الرئيس مادورو الأسبوع الماضي 4 من كبار مسؤولي الجيش، قال هذا المحلل لوكالة فرانس برس «من الممكن ان تكون الحكومة قد لفقت قصة المروحية لصرف الانظار عما يحصل... أو التسبب برد فعل للاستمرار في تطهير قوى الأمن».

وأمر وزير الخارجية صامويل موكاندا الذي انتقد «صمت» المجموعة الدولية عن هذا الهجوم المفترض، سفارات فنزويلا «إبلاغ جميع وزارات الخارجية في العالم بهذا الهجوم الإرهابي».

وقال في مؤتمر صحفي «يحمون منفذي هذا الهجوم من خلال تواطؤهم وجهلهم الماكر». وتساءل عن دور الولايات المتحدة والمكسيك والاتحاد الاوروبي، شاكرا لبوليفيا وكوبا والاكوادور وتركيا تعبيرها عن تضامنها.

وقد حددت محكمة القضاء العليا (المحكمة العليا) المتهمة بخدمة حكومة مادورو، الرابع من يوليو موعدا للجلسة التي ستبت في مسألة مثول المدعية العامة أمام القضاء أم لا. وأرفقت قرارها بمنعها من مغادرة الأراضي الفنزويلية وتجميد حساباتها وأموالها، كما جاء في بيان للمحكمة.

وأمرت محكمة القضاء العليا ايضا بمثول النائب بيدور كارينو -المؤيد للرئيس مادورو- الذي قدم دعوى قضائية على المدعية، وطارق ويليام صعب، المؤيد للرئيس أيضا.

واكد كارينو الذي طلب من محكمة القضاء العليا تقييم «الصحة العقلية» للويزا اورتيجا، ان المدعية «كذبت» عندما قالت انها لم توافق على تعيين 33 قاضيا، اختيروا بطريقة غير شرعية، كما قالت، من البرلمان السابق الذي كان التيار التشافيزي يشكل الأكثرية فيه، في ديسمبر 2015.

واتهمت لويزا اورتيغا أمس الاول نيكولاس مادورو، خلف هوجو تشافيز (1999-2013) بأنه فرض «إرهاب الدولة» بسبب أعمال العنف التي تمارسها قوات الامن ضد التظاهرات التي تعصف بالبلاد منذ حوالى ثلاثة اشهر.

وقالت «هنا يقال إن البلاد كلها إرهابية»، وأضافت «أعتقد أن لدينا إرهاب دولة، حيث خسرنا الحق في التظاهر، وتقمع التظاهرات بعنف، ويحاكم مدنيون أمام القضاء العسكري».