1047016
1047016
العرب والعالم

مقتل 30 مدنيا في قصف جوي شرق سوريا على بلدة يسيطر عليها «داعش»

28 يونيو 2017
28 يونيو 2017

ماتيس: تحذير ترامب حقق مبتغاه -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

قتل 30 مدنيا على الأقل أمس في قصف جوي استهدف بلدة يسيطر عليها تنظيم (داعش) في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولم يتمكن المرصد السوري من تحديد هوية الطائرات الحربية التي نفذت الغارات على بلدة الدبلان ومحيطها.

وأفاد المرصد السوري عن «مقتل 30 مدنيا على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة بعدما نفذت طائرات حربية ضربات على بلدة الدبلان ومحيطها»، والتي تقع نحو 20 كيلومترا شرق الميادين.

ويأتي ذلك بعد يومين على مقتل 57 شخصا، بينهم 42 مدنيا، في قصف جوي للتحالف الدولي استهدف سجنا لتنظيم (داعش) في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي.

وأكد التحالف الدولي استهداف الميادين وقتها مشيرا إلى قصف منشآت لتنظيم (داعش). وبالإضافة الى التحالف الدولي، تستهدف الطائرات الروسية أيضا مواقع (داعش) في محافظة دير الزور.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس ان نحو مائة ألف مدني باتوا «محاصرين» في الرقة في شمال سوريا، حيث تسعى قوات سوريا الديموقراطية إلى استعادة هذه المدينة من تنظيم (داعش). وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان عن « قلقه البالغ إزاء مصير المدنيين المحاصرين بفعل الهجوم الذي يُنفَّذ ضد تنظيم داعش في الرقة حيث هناك ما يصل إلى 100 ألف مدني محاصر فعلياً». وأضاف «وفي الوقت الذي تتكثَّف فيه الهجمات الجوية والأرضية، فإن التقارير لا تزال تتواصل عن وقوع إصابات بين المدنيين ويزداد إغلاق الطرقات المؤدية إلى الهروب». وجاء في البيان أيضا «بحسب بيانات جمعها مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 173 مدنياً بضربات جوية وأرضية منذ الأول من يونيو ومن المحتمل جداً أن هذا الرقم تقريبي وأن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أعلى بكثير». وتابع البيان «وفي حين نجح البعض في المغادرة بعد دفعهم مبالغ كبيرة من المال إلى مهربين، بينهم من يتبع تنظيم داعش، لا تزال تبرز تقارير عن عناصر لداعش يمنعون المدنيين من الفرار، كما يتعرض أولئك الذين يحاولون الهرب لخطر مقتلهم بألغام أرضية أو محاصرتهم بين النيران». وشدد المفوض زيد على ضرورة «ألا يتم التضحية بأرواح المدنيين من أجل تحقيق انتصارات عسكرية سريعة». دولي.

في الأثناء، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمس في بروكسل ان تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكومة السورية عدم شن هجوم بالأسلحة الكيماوية حقق مبتغاه على ما يبدو.

وأضاف ماتيس في إشارة الى الحكومة السورية: «يبدو انهم أخذوا التحذير على محمل الجد». وقد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر مساء الاثنين في بيان أن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء». وتابع ماتيس أمام الصحفيين لدى توجهه إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي «أعتقد ان الرئيس تحدث عن (هذه الاستعدادات) ليؤكد مدى نظرتنا إليها بشكل جدي». وردا على سؤال حول كيف علم أن تحذير ترامب تم الأخذ به، أوضح ماتيس «انهم لم يفعلوا ذلك»، مشيرا إلى عدم وقوع أي هجوم كيماوي منذ الاثنين.

لكنه حذر في الوقت نفسه من أن «برنامج الأسد الكيماوي يتجاوز مطارا واحدا.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تكشف عن «الأدلة» التي تثبت قيام الحكومة السوري بالتحضير لاستعمال أسلحة كيماوية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت ردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أدلة بشأن خطة الأسد الخاصة بشن هجوم كيماوي إننا «لن نكشف عنها (الأدلة) لأن ذلك من اختصاص الاستخبارات، وكلكم تعلمون أن هناك مسائل تظهر أحيانا لا نستطيع التطرق إلى تفاصيلها، إلا أنها تلفت انتباه حكومة الولايات المتحدة على المستوى الأعلى». وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن مخاوفها العميقة، على خلفية المزاعم الأمريكية بشأن قيام الجيش السوري بالتحضير لشن هجوم كيماوي، وحذرت من احتمال وقوع استفزازات جديدة في هذا السياق.

وكتبت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، على حسابها في موقع «فيسبوك»: «واشنطن لا تخطط أن تكشف للرأي العام العالمي أي معلومات تؤكد استنتاجات الجانب الأمريكي حول قيام السلطات السورية بالتحضير لهجوم كيماوي».

ولفتت الدبلوماسية الروسية إلى تصريحات نظيرتها الأمريكية هيزير ناويرت، التي قالت الثلاثاء، إن واشنطن تعرف من التجربة السابقة أن «نظام الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه وأن ذلك يثير مخاوف كبيرة لدى واشنطن».

وردت زاخاروفا على نظيرتها الأمريكية قائلة: «من التجربة السابقة نعرف جميعنا أن نظام بوش قد لجأ إلى تزوير الحقائق حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لكي يخدع شعبه، تمهيدا للقيام بالعدوان العسكري على هذا البلد.

ويثير هذا الأمر لدينا مخاوف كبيرة».

بدوره، قال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن المزاعم الأمريكية الأخيرة حول إجراء الجيش السوري استعدادات لشن هجوم كيماوي، عديمة الأساس وتثير مخاوف كبيرة وتؤدي لظهور عراقيل أمام المفاوضات حول التسوية بسوريا.

وأوضح غاتيلوف أن الجانب الروسي لا يستبعد وقوع استفزازات باستخدام الأسلحة الكيماوية على خلفية التهديدات الأمريكية الأخيرة لدمشق.

وأكد أن المحاولات لتأجيج التوتر حول سوريا مرفوضة.

واستطرد قائلا: «التصريحات حول قيام القوات المسلحة السورية بالاستعداد لاستخدام السلاح الكيماوي هراء مطلق.

ولا تعتمد هذه المزاعم على أي أساس، ولا يقدم أحد أي حقائق». وحذر الدبلوماسي الروسي من أن خطر وقوع استفزازات جديدة قائم دائما، وأوضح: «نعرف ذلك من التجربة السابقة.

ويسعى ذوو النوايا السيئة الكثيرون لإحباط عملية التفاوض.

ولذلك يمكن أن تحصل أي استفزازات». وبين نائب وزير الخارجية الروسي «نحن نعتقد أنه من غير المقبول أن هذا ينتهك سيادة سوريا، وهذا ليس له أي ضرورة عسكرية، ولا يوجد أي خطر على المتخصصين الأمريكيين من القوات المسلحة السورية.

لذلك، هذه الإجراءات تحمل طابعا استفزازيا».

وفي تصعيد لحرب التصريحات، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن لندن ستدعم التحرك العسكري، الذي قد تنفذه واشنطن في المستقبل، في حال استخدمت دمشق الأسلحة الكيماوية في سوريا.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن فالون قوله ان التحرك يجب أن يكون له أساس قانوني ومناسب مع طبيعة الظروف في سوريا»، مؤكدا أن دعم بلاده للتحرك الذي يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون ثابتا.

وتأتي تصريحات المسؤول البريطاني بعد إعلان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفق في اتصال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العمل على رد مشترك في حالة وقوع هجوم كيماوي في سوريا.

وفي سياق آخر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده لعمل عسكري جديد في شمال سوريا وإلحاق الرقة ومنبج بمنطقة مسؤوليتها ضمانا لأمن الحدود التركية.

وفي حديث أدلى به الرئيس التركي لصحيفة «إزفيستيا» الروسية، قال: «نحن على استعداد تام للعمل العسكري لدى شعورنا بأدنى خطر قد يتهدد بلادنا». وأضاف: «تشهد سوريا في الوقت الراهن عمليات سلبية، وإذا تمخض عن هذه العمليات أي خطر يتهدد أمن حدودنا، سوف نرد كما فعلنا خلال عملية «درع الفرات». وأعرب أردوغان في هذه المناسبة عن أسفه حيال «تواطؤ شركاء استراتيجيين لأنقرة مع الإرهابيين من تنظيمي «حزب العمال الكردستاني»، وجناحه العسكري المتمثل في فصائل الحماية الشعبية الكردية» الناشطة شمال سوريا.

وردت القوات التركية بإطلاق النار الليلة قبل الماضية على وحدات حماية الشعب الكردية واستهدفت مواقعها شمال سوريا بعد قيام هذه الوحدات بشن غارات على قوات تدعمها تركيا جنوب مدينة أعزاز.

وقال الجيش التركي في بيان، إن «وحدات حماية الشعب الكردية استهدفت بنيران الأسلحة الآلية عناصر للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في منطقة مرعناز جنوبي بلدة أعزاز بشمال سوريا». وقالت محطة «خبر تورك» إن دوي نيران المدفعية كان مسموعا في بلدة كلس الحدودية التركية.

في غضون ذلك، قال المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا إننا نسعى الى مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا.

وأشار إلى أن «هناك جهودا جدية لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في سوريا وسنتابعها في اجتماع أستانا المقبل»، لافتاً إلى أننا «سنختبر ما إذا كانت هناك رغبة حقيقية في المحادثات السياسية لتخطي مجرد الاستعدادات للتفاوض».

ومن المتوقع إطلاق جولة جديدة من المشاورات بشأن مقررة يوم الـ4 والـ5 يوليو المقبل، لتليها في 10 الشهر ذاته جولة من مفاوضات السلام بجنيف السويسرية.