1046344
1046344
المنوعات

دار للأوبرا في إسطنبول على أنقاض مركز أتاتورك

27 يونيو 2017
27 يونيو 2017

إسطنبول - «أ.ف.ب»: تستعد ساحة تقسيم الشهيرة في وسط إسطنبول لوداع مبنى مهجور متداعي الجوانب فيها لتقام مكانه دار أوبرا كبيرة تليق بهذه المدينة ذات الثمانية عشرة مليون نسمة، لكن هذا المشروع الذي أثار ترحيبا كبيرا لا يبدو أنه يخلو من الانتقادات.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان أعلن في حفل إفطار الثاني عشر من يونيو جمعه بعدد من الفنانين، عزم السلطات تشييد دار الأوبرا. لكن الإعلان لم يخل من الانتقاد لأن المبنى الذي سيُهدم ليس إلا مركز أتاتورك الثقافي الذي يتمسّك العلمانيون في تركيا بإرثه فيما يتّهمون أردوغان بالسير بالمجتمع نحو إسلام منغلق.

افتتح مركز أتاتورك في العام 1969، وصحيح أنه عاش تاريخا مضطربا إلى أن هُجر تماما، لكنه ما زال شاهدا على تراث علماني أرساه مصطفى كمال أتاتورك الذي توفي في العام 1937.

في العام 1970 احترق المركز، ولم يعد افتتاح قاعة العروض فيه سوى في العام 1978، ثم واكب الحياة الثقافية في إسطنبول إلى أن أقفل أبوابه في العام 2008 بداعي تنفيذ أعمال تجديد. - «انتهى مركز أتاتورك» - لكن هذه الأشغال لم تبدأ قط، بل تُرك المبنى ليعبث به الإهمال، في شاهد على الانقلاب في المشهد السياسي التركي.

وقال أردوغان في حفل الإفطار «انتهى مركز أتاتورك الثقافي، سنزيله لنشيد مبنى جميلا في إسطنبول، نريد لإسطنبول أن يكون لها المركز الثقافي والفني الذي يليق بها». كان لإقفال مركز أتاتورك أثر كبير على الحياة الثقافية في إسطنبول، فمعظم فرق الأوبرا والباليه صارت بعد ذلك تقدم عروضها في قاعة شيّدت في العشرينات، لكنها صغيرة جدا لهذا النوع من العروض.

وقالت يسيم غورر أويماك مديرة مهرجان إسطنبول للموسيقى «كنا ننتظر قاعة عروض لائقة، وقد أسعدنا إعلان الرئيس أردوغان». وأضافت «هذا يعني أن عددا أكبر من الفرق الأوركسترالية العالمية والإنتاجات الضخمة ستأتي إلى إسطنبول، وأن فرقا تركية ستتمكن من تقديم عروض على مستوى رفيع».

- تركيا القديمة - وإذا كتب للمشروع أن يتم، فسيعزز من مكانة ساحة تقسيم السياحية والثقافية، والتي تراجعت قليلا منذ تظاهرات العام 2013 وبعد الهجمات التي وقعت في إسطنبول في السنوات الماضية.

ويمثل المبنى القديم الذي سيذهب ضحية لهذا المشروع الفني الكبير، في نظر الكثيرين رمزا لتركيا «القديمة»، قبل أن يسطع نجم حزب العدالة التنمية في العام 2002.

ولم تترد صحيفة «ديلي صباح» الموالية للحكومة عن وصفه بأنه شاهد على «ذكريات كارثية» في الستينات من القرن العشرين.

لكن البعض الآخر يرون فيه رمزا لتركيا «الحديثة» التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك. ويطالبون بأن يُجدد المبنى الحالي لا أن يُزال.

حتى أن سامي يلماظ ترك، المسؤول في نقابة المهندسين الأتراك، لم يتردد عن وصف المشروع بأنه يأتي في إطار «برنامج يرمي إلى تقويض الحداثة في تركيا وتدمير الجمهورية».