إضاءة قلم: اللهم مرحومين لا محرومين..

سيف الفضيلي -

عن جابر بن عبدالله الأنصاري، أنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما أبصرني قال لي صلى الله عليه وسلم: يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما؛ فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنيين إما ببلوغ شهر رمضان المقبل وإما بغفران الله ورحمته».

تربية نبوية عظيمة لصحابته الكرام ولأمته الذين يتبعونه إلى يوم الدين.. تربية تعمق في النفوس قيمة الصيام وما له من تأثير سليم في قلوب المؤمنين السليمة.. الذين عرفوا قدر صيام هذا الشهر المبارك وعملوا فيه من الخيرات وأعمال البر ما يتأملون أن يقربهم إلى الله زلفى بعد أن قرنوا ذلك العمل بالإخلاص لله تعالى.. ونحن نودع شهرنا المبارك الذي وفقنا الله تعالى لبلوغه وصيامه وقيامه - كل حسب استطاعته - فإنه لا بد وأن نستحضر ما كان من دروس وعبر تلقيناها خلاله ولا بد وأن نواصل المشوار التربوي لنفوسنا حتى تنعكس إيجابا على أسرنا ومجتمعنا فنسعد وتسعد.. وما تعلمناه من دروس وعبر من هذا الشهر العظيم كفيلة بأن تجعلنا مرتبين لأوقاتنا نستثمرها الاستثمار الصحيح خاصة تلك التي هي متعلقة فيما بيننا وبين ربنا العزيز المتعال، وما هي بيننا وبين عباده فنؤدي ما علينا الأداء الذي يرضي الله تعالى.. نسأل الله تعالى القبول وغفران الذنوب والتجاوز عما كان منا من خطأ وتقصير.. إنه سميع مجيب.. وكل عام والجميع بخير..