كلمة عمان

السياحة الجديدة.. تطوير الواجهة البحرية نموذجا

23 يونيو 2017
23 يونيو 2017

جاء الاتفاق الذي أبرم بين شركة عُمران وشركة داماك العقارية لتطوير مشروع ميناء السلطان قابوس وتحويله إلى واجهة بحرية سياحية متكاملة ومتعددة الاستخدامات، في شراكة تقدر بحوالي مليار دولار أمريكي، ليمثل مشروعا استراتيجيا يصب في إطار ما تهدف إليه الحكومة من التنويع الاقتصادي، وفي الوقت نفسه فإن هذا المشروع يخدم تنمية قطاع السياحة النوعية التي تضع اعتبارا للمراكز الحضرية البحرية وكيفية الاستفادة منها بشكل علمي ومؤسس ومدروس.

ويقوم هذا المشروع على العديد من الأفكار الحديثة المبتكرة، الأمر الذي سوف يجعله من المشاريع الرائدة على مستوى المنطقة، حيث سيعمل على تغيير العديد من المفاهيم - بعد اكتماله - في إطار السياحة الجديدة، بما يتضمنه من مكونات مرموقة كالفنادق والوحدات السكنية إلى جانب المطاعم ومحلات التجزئة والمرافق الترفيهية وغيرها من المرافق الخدمية للمجتمع المحلي، كما أنه يخدم بشكل خاص المجتمع المحلي ويقوم على توفير الوظائف للشباب والشركات الوطنية، سواء في مراحل التنفيذ أو بعد اكتماله.

إن موقع ميناء السلطان قابوس يعتبر من المواقع الاستراتيجية والتاريخية، وهذا المركز الحيوي من المدينة القديمة يعتبر عامرا منذ أكثر من قرنين من الزمان كوجهة تجارية وسياحية وشاهدا على التاريخ، ولا بد أن رد الاعتبار لهذا المكان بإدماجه في صورة العصر، يكسبه بهاء وقيمة مضافة على كافة المستويات، ما يوائم بين اللحظة التاريخية والزمن الراهن، في صورة تعكس عراقة السلطنة وفي الوقت نفسه سيرها الراسخ باتجاه المستقبل.

وفي المشاريع السياحية من مثل هذا النوع، بشكل عام، فإن التعايش بين التاريخ والثقافة والتراث والمعطيات الاجتماعية، تتداخل جميعها في توافق رائع ومثمر، يتفاعل معه السائح والزائر ليكون أمامنا معطى جديد ومتجدد دون فقدان الأصالة والجذور العميقة.

فالجوهر أو القيمة الكبيرة وراء مثل هذا المشروع في توظيف هذه العناصر المذكورة من التراث في تفاعله وتعايشه مع الحداثة والعصر.

وقد انطلق المشروع من رؤية سامية تتعلق بنظرة شاملة تعيد النظر في هذا المكان وإعادة تشكيله ليكتسب معنى بناء، وهذا يعود إلى إعادة بناء المضمون نفسه والمعطيات البصرية والجمالية، وكانت أول الخطوات تتعلق بالبدء في عملية تحويل الميناء إلى مركز سياحي جاذب، بعد نقل كافة الأنشطة التجارية إلى ميناء صحار، بما يمهد الطريق أمام هذا الميناء ليكون بوابة سياحية متكاملة.

إن الإطار العام لهذا المشروع يخدم جملة من العناصر، تتجاوز الفوائد المباشرة إلى ما وراءها من تعزيز الفرص لشرائح الشباب والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاستفادة القصوى، فطبيعية مثل هذه المشاريع التي تصب في الإطار المستقبلي، هي أقرب لذهنية الجيل الجديد الذي بإمكانه أن يتفاعل معها إيجابيا ويضيف لها بما يجعلها ذات حيوية وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وبما يفيد الجميع.

ونتمنى أن نرى تحقق هذا المشروع على أرض الواقع ليوجد هذا الحلم المنتظر في إطار العديد من الآمال المنشودة التي تصب في تطوير قطاع السياحة الجديدة بشكل عام، وبما يخدم التنويع الاقتصادي وزيادة الدخل وإيجاد فرص أفضل للغد.