صحافة

الاستقلال: قدسنا لا أورشليم

23 يونيو 2017
23 يونيو 2017

في زاوية أقلام وآراء كتب داوود أحمد شهاب مقالا بعنوان: #قدسنا_لا_أورشليم..، جاء فيه:

في ظل غياب شبه تام من الدول والحكومات العربية والإسلامية، تسابق حكومة الاحتلال الصهيوني الزمن لتنفيذ مخططاتها الهادفة لشطب هوية القدس العربية والإسلامية، حرب مجنونة تتجند لها كل أجهزة الكيان الصهيوني لفرض «أورشليم» مستغلة وجود ترامب في سدة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية والانشغال العربي التام عن المخاطر التي تفتك بالقدس. غول الاستيطان لا يتوقف عن التهام المدينة ولا يكاد يمر يوم دون أن تشرع الحكومة الصهيونية ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية التي تلتف حول القدس وتتغلغل في قلبها.

إلى ذلك سيكون المسجد الأقصى المبارك أمام موجات عاتية من الاقتحامات بعد عيد الفطر حيث يدخل قرار السماح لأعضاء الكنيست الصهيوني ووزراء الحكومة بالدخول والصلاة في المسجد الأقصى حيز التنفيذ، وهو ما ينذر بتفجر الأوضاع في المدينة مجدداً، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة عمليات قمع يقوم بها الجيش الصهيوني بحق المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى بهدف إفراغه منهم لتأمين عمليات الاقتحام التي ستعقب شهر رمضان المبارك.

الحرب الصهيونية لا تقتصر فقط على الأرض والحجر والشجر، فعلى جبهة أخرى تستعر مشاريع التهويد والأسرلة لتطال المناهج التعليمية، وهناك ضغوط كبيرة تمارسها بلدية الاحتلال ووزارة التعليم الصهيونية على دوائر التعليم الفلسطينية في القدس لفرض المنهاج الإسرائيلي مستغلين نقص الدعم والتمويل الذي تتلقاه المدارس الفلسطينية ورداءة جودة التعليم فيها. وأيضاً الحرب مشتعلة على الوعي الفلسطيني بالحق في القدس، لم تبدأ بتصريح جبريل الرجوب حول حائط البراق، ولن تنتهي به، وأخطر خطط هذه الحرب تلك التي تستهدف المواطن المقدسي في كل الدوائر. هذه المقدمة تحاول أن تسلط الضوء على بعض ما ينتظر مدينة القدس، كان لا بد من الإشارة إليها بين يدي فعاليات إحياء يوم القدس التي تتزامن هذا العام مع ذكرى مرور 50 عاماً على سقوط القدس واحتلال المسجد الأقصى المبارك. لا شك أن يوم القدس يشكل عاملاً مهماً في تنبيه الأمة إلى واجبها تجاه مدينة القدس في ظل ما يجري فيها من تهويد واستيطان، يقابله تواطؤ من بعض الأنظمة العربية الرسمية التي غيبت ملف القدس تماماً من أجندتها وأولوياتها ولم تعد مكترثة بما بالحرب الصهيونية لحسم الصراع على مستقبل القدس.

لكن المطلوب اليوم أن يتحول هذا التنبيه المستمر إلى خطط عمل حقيقية وبرامج جادة لحماية القدس من خلال حماية أهلها المقدسيين الذين يتعرضون لمضايقات كبيرة جداً وسياسات تطهير عرقي حقيقية.

المطلوب أن تتحول هذه الحالة العاطفية تجاه مدينة القدس إلى تشكيل تحالف عالمي يعمل على إنقاذ القدس ويوفر الدعم اللازم لأهلنا المقدسيين والمساهمة الفاعلة في بناء وتعزيز صمودهم والحفاظ على بقائهم في مواجهة الشر الصهيوني المتربص بالمدينة المقدسة.

هذه هي الترجمة الحقيقية لشعار #قدسُنا_لا_أورشليم الذي ترفعه الجماهير على امتداد العديد من البلدان في يوم القدس.