Untitled-1
Untitled-1
روضة الصائم

النسخة الثانية من «حل المشكلات» تتميز بوجود هوامش توضيحية وتعقيبية

23 يونيو 2017
23 يونيو 2017

إدريس باحامد القراري -

يتواصل بنا الحديث في وصف المخطوطة القيمة الموسومة بحل المشكلات، وقد أشرنا إلى ما تحويه من كنوز معرفية لخصت في أبواب فقهية عديدة، وذلك إبان حديثنا عن النسخة الأولى منه، واليوم سنخصص الحديث في وصْف النسخ الثلاث المتبقية ليكتمل عدد النسخ وصفا وتبيانا، راجين من المولى عز وجل أن يعين الباحثين على الغوص في محيط هذه الموسوعة الفقهية الفريدة، وتناولها من كل الجوانب، وسيكون الحديث عن النسخ وفق الترتيب الرقمي الموجود بالمكتبة وبالتحديد في خزانة حرف الحاء.

النسخة الثانية برقم: (704)، وتقع في 492 صفحة على الصحيح، وإذا اعتبرنا الزيادات فإن عدد الصفحات سيصل إلى 495 صفحة، بمقاس، 20 سم طولا، و15 سم عرضا، عدد الأسطر في كل صفحة: 20 سطرا، مكتوب بخط النسخ المشرقي المفهوم، باللون الأسود والأحمر، ورقه أبيض مائل إلى الصفرة، سميك متأثر بالرطوبة وبعض اللواحق الأخرى، الأمر الذي جعله يبدو قديما وهو كذلك باعتبار تاريخ النسخ الذي سيأتي ذكره بعد حين، نسخ هذه النسخة الشيخ محمد بن عامر بن مبارك بن سالم بن مسعود بن راشد الدفاعي الخضرواي، وذلك: عصر الثاني من شهر محرم سنة 1081 هجرية بمسجد الجيل من قرية خضر بني دفاع، إلا أن الملاحظ على الخط أنه يختلف بين الفينة والأخرى من ثخين إلى رقيق، ومن حسن إلى أحسن أحيانا الأمر الذي جعلني أشك في أن الناسخ المقيد اسمه في الحرد استعان ببعض النساخ ولو في بعض الصفحات والله أعلم، والأمر يحتاج في الحقيقة إلى تدقيق، وما يميز هذه النسخة أنها مرقمة بحسب الأوراق لا الصفحات، والأرقام أضيفت حديثا بقلم مختلف تماما عن القلم الأصلي، كما يميزها وجود هوامش توضيحية وتعقيبية كثيرة خاصة في النصف الأول من النسخة، والجدير بالذكر أن هذه الهوامش كتبت بأحبار متنوعة وبخطوط غير متشابهة في كثير من الأحيان الأمر الذي جعلني أعتقد جازما أنها من إضافات الملاك للمخطوطة أو على الأقل القارئين لهذه المخطوطة، ومما يميزها أيضا وجود إضافة قيمة بعد حرد المتن تتمثل في دعاء جميل حفظه، ثم مسألة متعلقة بحكم الذكاة، وبعض أبيات شعرية نقلت كما وجدت بخط القاضي أبي زكريا، وبعده نقرأ تقييدا مفاده: «كتبه الأخ راشد بن سعيد بن راشد الجهضمي».

ولا يقل أهمية من هذه الأمور كلها تلك التقييدات الفريدة منها ما جاء في بيان زمن تجمير هذه النسخة حيث يقول الناسخ: «تم تجمير الكتاب عشية [الثلاثاء] يوم أحد عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين سنة بعد الألف، كتبه العبد الأقل عامر بن مبارك»، وفي الصفحات الأولى تقييد مفيد جدا لمن يشتغل بمعرفة الأوزان والمقادير، حيث ورد تقييد مفاده: «...من مسْكد مائة و44 وقية من زنجبار 48 وقية، من عمان 29 وقية وخمس، فعلى هذا يصير من مسكد 3 منان زنجبار أو 5 منان عمان عن من مسكد وهو 34 كياس وبكياس المسكدي 6 وقيات، والعماني وقية وخمس؛ لأن من عمان كذلك 34 كياسا؛ فيصير كياس مسكد ثمن من زنجبار، ولا يأخذ بها إلا بعد الصحة والبيان، ووضوح البرهان فاتقوا الله عباد الله في التطفيف وعليكم بالعدل. بيان الصاع 3 منان عمان إلا ثلث منٍ بحب الماش المتوسط، والمن 34 كياس عمان، والكياس العماني لا المسكدي 8 مثاقيل، والمثقال 36 حبة قيراط بالمتوسط من قيراط الهند لا السواحل؛ فعلى هذا يصير المن العماني مائة واثنين وتسعين 192 مثقال، فالصاع 5 مائة و12 مثقالا. الثمن: 36 حبة قيراط»، وقبل هذا التقييد القيم نجد تقييدا آخر عبارة عن تمليكات للمخطوط مفادها: «هذا الكتاب في ملك العبد المذنب محمد بن أحمد بن سليمان بيده»، ثم: «هذا الكتاب لمحمد بن حميد المرزوقي، وأنا أخذته منه سبيلا العيرة [لعله يقصد على سبيل الاستعارة وأنا العبد الحقير المقر بذنبه والتقصير الفقير لله حمدان بن حمود المرزوقي بيده».

أما النسخة الثالثة برقم: (1931)، فإنها في الواقع لا تختلف في المواصفات المادية عن النسخة السالف ذكرها، إلا أنها ورقها أقدم منها ومتأثرة أكثر من النسخة السابقة؛ وذلك لأن الرطوبة والملوحة طغوا عليها ولحوق بعض السواحل أثر على الحبر مما جعله صعب القراءة في أكثر من موضع، عدد أوراق هذه النسخة 506 صفحات جاء الترقيم بالأوراق لا الصفحات مع أن الأرقام مضافة حديثا، مقاس الصفحة الواحدة: 19،5 سم طولا، و15،5 سم عرضا، عدد الأسطر 17 سطرا، الخط أجود من النسخة الماضية إلا أنه متأثر، ورق المخطوط متهالك على العموم، حيث نلحظ تآكلا على مستوى الحواف وآثار للحرق فيها أيضا، خاصة الصفحات الأولى و الأخيرة منها، نسخ هذه النسخة الشيخ خلف بن عبد الله بن علي بن سيف بن علي بن أحمد أمعد، وذلك بتاريخ: نهار الأربعاء و17 ليلة خلت من شوال سنة 1130 هجرية، وما يميز هذه القطعة أنها منسوخة في زمن الإمام سلطان بن سيف، وقد ذكر الناسخ معلومات تاريخية قيمة في حرد المتن منها أن والي الإمام في مسكد في ذلك الوقت هو الشيخ مسعود بن محمد الصارمي، وذكر قرية إحدى قرى بني بطاش، ولا تخلو هذه النسخة من إضافات في الأول والأخير عبارة عن مسائل فقهية متنوعة. منها مسائل عن الشيخ محمد بن عبد الباقي وبعض أبيات من أرجوزته، وفي الأخير تقييد وحيد مفاده: «هذا الكتاب وقف لا يباع ولا يوهب إلى يوم القيامة من أراد [أن يقرأ منه إذا كان من المتعلمين ... عليه عن المنع وكتبه: عزيز بن محمد بيده».

أما النسخة الرابعة التي تحمل رقم: (1480)، فهي في الحقيقة نسخة رثة جدا ومتهالكة، عدد صفحاتها على الصحيح 466 صفحة لكن بها خرم واضح وتآكل من كل جوانب الصفحات الأمر الذي جعل مقاس الصفحة الواحدة 20 سم طولا و12 سم عرضا، مع تأثر واضح في المادة العلمية في بعض الصفحات، ومنها صفحة حرد المتن التي لم يبق منها إلا النزر اليسير، ومن ذلك اسم الناسخ وهو: راشد بن أحمد بن مسعود، وبعد الحرد قصيدة عبارة عن رسالة من بعض الإخوان. وللعلم فإن لون الحبر لم يختلف عن النسخ السابقة، أم عن لون الورق فهو بني فاتح، مائل للصفرة أحيانا.