1042732
1042732
روضة الصائم

الجامع الأموي بدمشق .. بني عام 705م ويتألف من 24 قنطرة و3 مآذن

22 يونيو 2017
22 يونيو 2017

طوله 157 مترا وعرضه 97 مترا وتبلغ مساحته 15.229 مترا مربعا -

يقع الجامع الأموي الكبير بدمشق في وسط مدينة دمشق القديمة، في المنطقة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو ويحده من الجنوب حي البزورية ومن الغرب سوق الحميدية ومن الشرق مقهى النوفرة ومن الزاوية الشمالية الغربية المدرسة العزيزية و ريح السلطان صلاح الدين الأيوبي.

أمر ببناء الجامع الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 705م وهو سادس خلفاء بني أمية أمر ببناء الجامع الأموي الكبير بدمشق وقسم الجامع الأموي إلى بيت الصلاة و فناء مفتوح واستبقى الوليد الجزء السفلي من جدار القبلة وأعاد الجدران الخارجية والأبواب، وجعل حرم المسجد مسقوفاً مع القبة والقناطر وصفوف الأعمدة و أنشأ أروقة تحيط بصحن الجامع وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة كانت أصل المآذن المربعة والتي انتقل نمط بنائها من الجامع الأموي بدمشق إلى شمالي أفريقيا والأندلس وتمثل مآذن القيروان والكتبية وإشبيلية خير مثال على الـتأثر بهذا النمط المعماري. واستفاد البناؤون من كميات حجارة الكنيسة والمعبد المتراكمة، ومن الأعمدة الرخامية والتيجان في عملية بناء الجامع واكتمل البناء في عام 715م وفي نفس العام أضاف الخليفة سليمان بن عبد الملك المقصورة أمام المحراب.

ومخطط الجامع الأموي بـدمشق مستطيل الشكل ويبلغ طول الجامع 157 مترا وعرضه 97 مترا وتقدر مساحته بـ15.229 مترا مربعا، و يحتل صحن الجامع مساحة 6000 مترا مربعا من جهة شمال الحرم تحيط به أروقة مرفوعة على أعمدة يعلوها تيجان كورنثية مزدوجة وللجامع الأموي ثلاثة مآذن المئذنة الشمالية أو مئذنة العروس وهي أقدم مآذن الجامع الأموي الثلاث فأساساتها وقاعدتها أموية أصيلة ويعتبر البرج الرئيسي أقدم جزء من المئذنة وهو مربع الشكل، له أربعة معارض، ويتألف من شكلين مختلفين من البناء، حيث تتكون القاعدة من كتل كبيرة، في حين تم بناء الجزء العلوي من الحجر. وتقع في منتصف الجدار الشمالي للجامع فوق باب العمارة وتسمى أيضا بمئذنة الكلاسة والمئذنة البيضاء ويعود تاريخ بنائها إلى عهد الوليد بن عبد الملك ويقال أن الوليد كساها بالذهب من أعلاها إلى أسفلها، ولم يبق من أصلها الأموي إلاّ بعض مداميك في قاعدة جذعها جُدد وسطها ورأسها في عهود لاحقة علما أن الجزء السفلي من المئذنة يعود إلى الحقبة العباسية في القرن التاسع، أصابتها أضرار كبيرة إثر حريق مدرسة الكلاسة فأعيد تجديدها في عهد صلاح الدين الأيوبي، تشرف هذه المئذنة على الرواق الشمالي لـصحن الجامع ويتصل بها مئذنة صغيرة ثانية من خلال ممر مسقوف ينتهي بشرفة خشبية مضلعة يعلوها قبة صنوبرية بتفاحات وهلال دائري تعود إلى العصر المملوكي.

والمئذنة الشرقية أو مئذنة عيسى وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للجامع الأموي وهي أطول المآذن الثلاث ويبلغ ارتفاعها 77م تعرضت للحريق عام 1247 فأعيد إعمارها في عهد الملك الصالح الأيوبي، وفي عهد المماليك انهارت مع حريق سوق الدهشة المجاور عام 1392م فأعيد ترميمها وبعد زلزال عام 1759م المدمر أعادت السلطات العثمانية ترميمها وتنقسم المئذنة إلى كتلتين متنافرتين لا رابط بينهما، والمئذنة الغربية أو مئذنة قايتباي تقع في الزاوية الجنوبية الغربية للجامع وقد شيدت ربما في عهد الوليد بن عبد الملك على البرج الجنوبي الغربي للمعبد العتيق، وعلى الأغلب فقد كانت برجاً مربع الشكل وفق طراز المئذنة السورية وبعد دخول تيمورلنك دمشق عام 1401 م وإحراقها أصاب الحريق الجامع الأموي وأدى إلى انهيار المئذنة وتمت عملية ترميم لها لاحقا وبقيت على حالها حتى عهد السلطان قايتباي الذي أمر بإعادة بنائها وفق الطراز المملوكي السائد آنذاك، وهي مئذنة مثمنة الشكل وأول مئذنة شيدت في دمشق وفقا للطراز المعماري المصري، أصابتها أضرار بعد زلزال عام 1759 م وأعيد ترميمها على نفس الطراز التي كانت عليه.

ويتألف حرم الجامع من قناطر متشابهة عددها 24 قنطرة تمتد موازية للجدار القبلي يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب ويغطي الجناح المتوسط سقف سنمي تنهض في وسطه قبة النسر وفي حرم الجامع الأموي يوجد أربعة محاريب على خط جدار الحرم أهمها وأقدمها محراب الصحابة الكبير أو محراب المالكية الواقع في النصف الشرقي وسط الجدار القبلي ومحراب الخطيب ومحراب الحنفية ومحراب الحنابلة وفي أعلى جدار القبلة تنفتح على امتداده 14 نافذة ذات زجاج ملون مع ستة نوافذ في الوسط ويوجد جانب المحراب الكبير منبر حجري وقبة النسر أكبر قبة في الجامع الأموي وترتفع عن أرض صحن الجامع 45 مترا ويبلغ قطرها 16 مترا بنيت في عهد الوليد بن عبد الملك وجددت ورممت القبة عام 1075 م في عهد نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقي وعام 1179على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي قام بتجديد ركنين منها. وفي عام 1201 تشققت القبة إثر الزلزال المدمر الذي ضرب دمشق وانهارت القبة إثر حريق عام 1479م الذي أتى على الحرم وأعيد بناؤها بعد الحريق الكبير عام 1893م واستبدلت القبة الخشبية الأموية الأصيلة بالقبة الحالية المبنية من الحجر وترتكز القبة على طبقة تحتية مثمنة مع اثنين من النوافذ المقوسة على جانبيها ودعمت بأعمدة الممرات الداخلية المركزية.

وللجامع الأموي أربعة أبواب ثلاثة منها تنفتح على صحن الجامع وهي الشرقي، والغربي، والشمالي وينفتح الباب الرابع وهو الباب القبلي على حرم الجامع وباب اللبادين، وباب القيمرية، وباب النوفرة من بوابة ضخمة في الوسط وبابان صغيران على جانبيها ودرج قديم مؤدي لهذه البوابة الضخمة مازال قائماً ويوجد بقايا أعمدة ضخمة وقوس هي من بقايا السور العتيق وكانت البوابة قديما مشغولة من خشب الصنوبر القاسي المكسو بالنحاس المنقوش والمطعم بمسامير بارزة حتى حدوث حريق عام 1250م والذي أتى على حي النوفرة وشوه بوابة جيرون ثم أُتلف الباب مع الجامع بعد حملة تيمورلنك على دمشق وسد البابان الصغيران حتى العهد المملوكي وتم تجديدهم بطرز مملوكية وهم اليوم مصفحان بالنحاس والمسامير ونجد على الباب اليميني شعار الملك المؤيد ونص كتابي مضمونه (عز لمولانا السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ)، والشعار والكتابة هي من النحاس المطرق والباب مؤلف من ست مربعات في زوايا كل مربع زهرة لها ثمانية بتلات، يتموضع الشعار في المربعين الوسطيين و الباب الصغير الثاني مشابه للباب اليساري، وفي وسطه شعار لشيخ الخاصكي، والخاصكي هو الحرس الخاص لسلطان المماليك. أما الباب الكبير فهو حديث نسبياً خال من أية زخارف أو نقوش، وهو من الخشب يعلوه عقد محدب من الحجر الأبيض خال من أية نقوش، تعلوه قمرية مزينة بالزجاج المعشق.

وهناك باب العمارة أو باب الكلاسة الواقع على الحائط الشمالي للجامع تحت مئذنة العروس من ناحية العمارة.