1042953
1042953
العرب والعالم

مصر تزود قطاع غزة بالوقود لإعادة تشغيل محطة الكهرباء

21 يونيو 2017
21 يونيو 2017

يوسع مدى عملها إلى 8 ساعات -

غزة - رام الله - عمان - نظير فالح:-(أ ف ب) -

سمحت السلطات المصرية أمس بإدخال مليون لتر من الوقود الصناعي عبر معبر رفح الحدودي ستعيد تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، ما يبعد مؤقتا خطر أزمة إنسانية وتصعيد محتمل في القطاع الفقير والمحاصر.

وكانت الأمم المتحدة حذرت منذ إعلان إسرائيل تخفيض إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة من انهيار تام للخدمات الأساسية في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ عشر سنوات ويخضع لحصار إسرائيلي محكم.

ويحصل سكان قطاع غزة في الوقت الحالي على ساعتين إلى ثلاث ساعات من الكهرباء يوميا بسبب توقف محطة غزة الوحيدة في القطاع كليا عن الإنتاج منذ أبريل بسبب نفاد الوقود.

وقال مدير الإعلام بمعبر رفح وائل أبو عمر لوكالة فرانس برس «إن السلطات المصرية سمحت بإدخال 8 شحنات الآن من السولار الصناعي ومن المتوقع أن تدخل 14 شاحنة أخرى ليصل حجم الوقود الذي دخل أمس إلى مليون لتر من الوقود الخاص بمحطة الكهرباء».

وأكد أبو عمر أنه «من المتوقع استمرار ادخال السولار الصناعي من مصر يوميا حتى يوم السبت المقبل».

وتقوم قطر، في العادة بتغطية تكاليف الوقود، وعبرت شاحنات الوقود نحو قطاع غزة وهي ترفع العلمين المصري والفلسطيني.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع على زيارة قام بها وفد رفيع من حركة حماس بينهم قائد الحركة يحيى السنوار إلى مصر، وتم خلالها بحث الأوضاع في القطاع وسبل حل أزمة الكهرباء بالإضافة إلى فتح معبر رفح.

وقالت مصادر محلية: إن صهاريج نقل الوقود المصري بدأت بالدخول إلى غزة عبر معبر رفح البري يوم أمس الذي فتحته السلطات المصرية لإدخال الوقود.

وشوهدت شاحنات مصرية تدخل من البوابة الفلسطينية لمعبر رفح في طريقها لمحطة الكهرباء جنوب غزة لإفراغ حمولتها.

وأعرب توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية بغزة عن أمله باستمرار تدفق الوقود المصري لقطاع غزة وأن يكون له انعكاس على كافة الأمور التي يعاني منها سكان القطاع. وقال أبو نعيم في مؤتمر صحفي داخل معبر رفح، إن هناك وعودا مصرية بفتح معبر رفح وتسهيلات إضافية لسكان القطاع مؤكدا دعم سلوك مصر تجاه غزة.

من جانبه، أكد سليم الكيالي رئيس قطاع المالية في اللجنة الإدارية العليا على استلام 11 شاحنة وقود مصري محملة بنحو مليون لتر وقود «سولار».

وتوقع الكيالي استلام مليون لتر آخر صباح اليوم مؤكدا أن الوقود مخصص لمحطة الكهرباء فقط.

ويأتي إدخال الوقود في ظل بدء إسرائيل في تقليص كمية الكهرباء الواردة لغزة وهو ما يشير إلى عدم إمكانية حدوث تحسن كبير في إمدادات السكان بالكهرباء في الوقت القريب.

وكانت السلطات المصرية أقفلت معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه اسرائيل ويصل غزة بالخارج، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013.

وأكد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس بعد عودة الوفد من مصر، أن «هناك تجاوبا عالي المستوى من الأخوة في مصر لإمكانية تخفيف أزمات قطاع غزة». وقال الحية إنه تم أيضا عقد لقاءات بين وفد حركته والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في القاهرة بشأن الأزمات التي تواجه القطاع.

وكان دحلان يتولى رئاسة جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة التي غادرها عندما سيطرت حركة حماس على القطاع إثر مواجهات دامية مع فتح في 2007، وفي 2011، طرد دحلان من اللجنة المركزية لفتح بتهمة الفساد، وغادر الى مصر ومن بعدها الى الإمارات ، ويطرح اسم دحلان كمنافس محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جهتها أعلنت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة ان محطة توليد الكهرباء «ستعاود تشغيلها خلال ساعات حيث سيتم زيادة ساعات إمداد الكهرباء للمواطنين الى ثماني ساعات يوميا».

وأكد مدير عام شركة توزيع الكهرباء المهندس سمير مطير ان «كمية السولار التي دخلت من مصر من المتوقع أن تشغل المحطة ليومين ونأمل بادخال المزيد خلال الأيام القادمة».

ويحتاج القطاع إلى 450 ميجاواط يوميا وفق سلطة الطاقة.

وأكد مطير «أن المتوفر اليوم من إسرائيل بعد التقليص الجديد هو 88 ميجاواط فقط بدلا من 120 ميجاواط».

وقد واصلت السلطات الاسرائيلية ولليوم الثالث أمس على التولي التقليص التدريجي لكمية الكهرباء الواردة لقطاع غزة من اسرائيل.

وتوفر مصر 22 ميجاواط للقطاع، فيما يمكن لمحطة التوليد عندما تعاود عملها توفير 65 ميجاواط.

وفي مؤتمر صحفي عقد في معبر رفح الذي يربط بين غزة ومصر، اكد اللواء توفيق ابو نعيم قائد الاجهزة الامنية التي تديرها حماس إن «مصر عودتنا دائما بالوقوف إلى جانبنا، ونحن نشكرها على هذا الموقف».

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت الأسبوع الماضي انها ستخفض إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس بمعدل 45 دقيقة يوميا، بينما يحصل سكان القطاع يوميا على ثلاث أو أربع ساعات من التيار الكهربائي في أفضل الأحوال.

وأشارت إسرائيل إلى ان هذا يأتي لرفض السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس دفع تسديد ثمن الكهرباء المقدمة الى غزة.

وبرزت خشية من أن يؤدي تخفيض إمدادات الكهرباء الى القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس ويقيم فيه نحو مليوني نسمة إلى تصعيد التوتر بعد ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ سيطرة حماس على القطاع العام 2007.

وأزمة الكهرباء في قطاع غزة الفقير ليست جديدة، لكنها تعود لعدة أسباب منها النقص في قدرة التوليد حيث يوجد في القطاع محطة وحيدة قامت اسرائيل بقصفها سابقا وتوقفت عن العمل في ابريل بسبب نفاد الوقود. ولم يعوض استيراد الكهرباء من اسرائيل ومصر النقص.

وتضطر حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007 لاستيراد الوقود من إسرائيل بواسطة السلطة الفلسطينية، ويحدث انقطاع في هذه الإمدادات بسبب خلافات حول تسديد الفواتير.