1042072
1042072
العرب والعالم

الجيش العراقي يحاصر مقاتلي «داعش» في المدينة القديمة بالموصل

20 يونيو 2017
20 يونيو 2017

الرياض وبغداد تعلنان تحقيق «نقلة نوعية» في علاقاتهما -

عواصم - عمان - جبار الربيعي - (وكالات):-

قال الجيش العراقي إنه يحاصر المدينة القديمة معقل تنظيم داعش في الموصل امس بعد أن سيطر على منطقة تقع إلى الشمال منها.

وجاء في بيان للجيش أن الفرقة المدرعة التاسعة سيطرت على حي الشفاء على الضفة الغربية لنهر دجلة.

ويعني سقوط حي الشفاء أن القوات الحكومية المدعومة من الولايات المتحدة أصبحت تحاصر المدينة القديمة الواقعة في الشطر الغربي من الموصل.

وخاضت القوات العراقية امس معارك ضارية مع تنظيم داعش فيما بدأت بإنقاذ المدنيين في إطار هجومها الذي بدأته على آخر مواقع المتطرفين في المدينة القديمة بغرب الموصل.

وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي لوكالة فرانس برس إن المعركة تسير وفق المتوقع، لكن التقدم بطيء.

وأوضح الأسدي أن «الأمور جيدة، والمعركة تسير كما خططنا لها»، مضيفا «أمامنا معوقات كثيرة، طبيعة الأرض وطبيعة البناء والطرق والسكان المدنيين الموجودين. كل هذه معوقات تجعلنا نبطئ في عملنا».

ولفت القائد الميداني إلى أن المدنيين بدأوا بالفرار من المدينة القديمة، مشيرا إلى وصول نحو 400 شخص إلى مواقع القوات العراقية امس الاول.

من جهة أخرى، أوضحت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية في بيان أن وحداتها تواصل تقدمها من المحور الجنوبي للمدينة القديمة بإسناد ناري كثيف، مؤكدة أيضا محاصرة المستشفى الجمهوري في حي الشفاء من المحور الشمالي.

وبدأت القوات العراقية الأحد عملية اقتحام المدينة القديمة في غرب الموصل، وهي آخر حصن تبقى للمتشددين في ثاني أكبر مدن العراق، بعد عملية عسكرية دخلت شهرها الثامن.

وأوضح قادة عسكريون أن المتشددين يظهرون مقاومة شرسة، وهناك مخاوف على مصير أكثر من مائة ألف مدني من أن يكونوا عرضة للحصار وسط المعارك. وتواجه القوات العراقية خلال تقدمها نيران القناصة وقذائف الهاون وعبوات زرعها المتشددون.

وامس الاول، أصيب ثلاثة صحفيين فرنسيين بجروح وقتل صحفي كردي عراقي يدعى بختيار حداد يعمل معهم منسقا ومترجما، لدى انفجار لغم أثناء مرافقتهم للقوات العراقية في الموصل.

وأعلنت إدارة قنوات التلفزة الفرنسية الحكومية فجر امس، أن الصحفي الفرنسي ستيفان فيلنوف توفي متأثرا بإصابته.

وستشكل خسارة الموصل النهاية الفعلية للجزء العراقي من «الخلافة» العابرة للحدود التي أعلنها تنظيم داعش صيف العام 2014، بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا المجاورة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، ألقت القوات العراقية نحو 500 ألف منشور في سماء المدينة، تدعو فيها المدنيين إلى «الابتعاد عن الظهور في الأماكن المفتوحة واستغلال أي فرصة تسنح» للفرار.

وعلى الضفة المقابلة من نهر دجلة، تمركزت آليات هامفي قرب المسجد الكبير في شرق الموصل المواجه للمدينة القديمة، وخيّرت المتشددين عبر مكبرات الصوت بين «الاستسلام أو الموت».

وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق من أن أكثر من مائة ألف مدني عراقي محتجزون كدروع بشرية لدى المتشددين في الموصل القديمة. وتوقع عسكريون أن يكون القتال صعبا جدا، وقد يستمر لأسابيع.

وأعربت منظمات إنسانية عدة عن قلقها حيال المدنيين الذين يواجهون خطر الحصار بين المعارك العنيفة.

وليس واضحا عدد المدنيين الذين قتلوا خلال العملية العسكرية، لكن عاملين في المنظمات الإنسانية يحذرون من أنه سيكون مرتفعا.

ومنذ بدء العمليات العسكرية قبل ثمانية أشهر، نزح نحو 862 ألف شخص من الموصل، عاد منهم نحو 195 ألفا، معظمهم إلى مناطق شرق الموصل.

سياسيا، أعلنت الرياض وبغداد امس انهما حققتا «نقلة نوعية» في العلاقات بينهما بعد زيارة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى المملكة جرى خلالها الاتفاق على العمل معا لمكافحة الإرهاب ونبذ «التمييز الطائفي والتأجيج المذهبي». وزيارة العبادي إلى السعودية هي الاولى له منذ تسلمه منصبه في العام 2014.

وكانت الرياض أرسلت سفيرا إلى بغداد العام الماضي بعد نحو ربع قرن من قطع العلاقات الدبلوماسية اثر اجتياح صدام حسين للكويت، إلا انها عادت عن قرارها في وقت لاحق في خطوة تعكس الصعوبات التي تواجه إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل.

وفي بيان مشترك، قالت الرياض وبغداد: إن العبادي أجرى مباحثات مع كبار المسؤولين السعوديين وعلى راسهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وان الجانبين عبرا خلال المباحثات عن «سعادتهما بما سجلته المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق من نقلة نوعية في العلاقات بينهما».

وأكدا كذلك على «أهمية التبادل المنتظم» للزيارات بين المسؤولين في البلدين ورجال الأعمال بهدف «استكشاف الفرص المتاحة لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطويرها»، وعلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والطاقة، كما دعيا إلى «نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي».