العرب والعالم

الاحتلال يقتل المزارعين في المنطقة العازلة

20 يونيو 2017
20 يونيو 2017

خان يونس - وفا- في مساء يوم 5 مايو 2016، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي زينة سالم العمور «أم هاني» أثناء عملها في أرضها المزروعة بالقمح شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

كانت زينة، وهي الوحيدة المسؤولة عن هاني وأشقائه الستة. حيث يعتمد دخل العائلة بشكل أساسي على إيرادات قطعة أرض مساحتها دونميْن تُزرع بالقمح وتعود ملكيتها للعائلة، وهي تقع في حي الفخاري وتبعد حوالي 350 مترا عن الخط الفاصل مع إسرائيل.

وذكر تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء أنه من المفترض أن هذه المزرعة تقع خارج المنطقة العازلة التي قامت بفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمتد من الحدود مع إسرائيل حتى 300 متر داخل قطاع غزة.

وأشار إلى أن المنطقة العازلة هي المساحة التي يُمنع الفلسطينيون من الوصول إليها، الأمر الذي يشكل انتهاكا للقانون الدولي والقانون الإسرائيلي.

ولقد كان لذلك أثر كبير على دخل عشرات الآلاف من المزارعين في غزة، لاعتمادهم على الزراعة بشكل أساسي لإعالة أسرهم. بالإضافة إلى ذلك، تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الذخيرة الحية باستمرار لفرض المنطقة العازلة ومنع الوصول للمناطق المجاورة لها التي كانت زينة إحدى ضحاياها.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن المنطقة العازلة تسلب 17% من إجمالي مساحة قطاع غزة التي تمثل 35% من الأراضي الزراعية المتاحة التي تشكل خطرا على حياة الفلسطينيين لوجودها بالقرب من الحدود، مما يجعل الوصول إليها أمرا معقدا.

وسرد هاني سالم العمور وهو زوج وأب لثلاثة أطفال، قصة والدته، وهو مقيم في حي الفخاري في خان يونس، حيث قتلت والدته زينة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2016 بينما كانت تعمل في مزرعة العائلة. ويقول هاني: «انقلبت حياتنا رأسا على عقب منذ وفاة أمي وفقدنا العمود الفقري للمنزل، وفي مساء يوم 5 مايو 2016، تلقى هاني مكالمة هاتفية من أخيه منذر يعلمه بأن والدته قد أصيبت بقذيفة أطلقتها قوات الاحتلال وأنها في طريقها إلى مستشفى غزة الأوروبي.

ويورد التقرير الحقوقي أنه بينما كانت زينة تجمع التبن وتضعه في أكياس لتعود إلى بيتها، قامت قوات الاحتلال بإطلاق قذيفة عليها حسبما أفاد أقرباؤها الذين كانوا معها. في مكان الحادثة، كان هنالك عدد من المزارعين يعملون في مزارعهم، مع العلم أن المنطقة مستوية ومجال الرؤية واضح وأن الهجوم حدث خلال وقت النهار، وهذا دليل واضح على التعسف في القتل.

ويتابع هاني: «يبعد برج المراقبة العسكري حوالي 350 مترا إلى الشرق من المزرعة، لذا فقد كان من الممكن لقوات الاحتلال أن يروا والدتي بالعين المجردة، وهي امرأة مدنية تعمل في مزرعتها لتوفر قوت عائلتها. لقد قتلت بلا مبرر».

ووفق التقرير الحقوقي يشكل فرض المنطقة العازلة باستخدام الذخيرة الحية جريمة حرب وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي، حيث يمنع استهداف وإصابة أو قتل المدنيين أو الأشخاص المحممين.

وتقوم القوات الإسرائيلية عادة بفرض المنطقة العازلة باستخدام الذخيرة الحية والتي غالبا ما تتسبب في الاستهداف المباشر للمدنيين أو الهجمات العشوائية وغيرها من الانتهاكات، ومن ناحية أخرى فإن حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى مزارعهم هو بحد ذاته انتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما فيه الحق في العمل والحق في الحصول على مستوى معيشي مناسب والحق في الحصول على أعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه.

وبناء على ذلك، قام المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بإرسال كتاب للمدعي العام العسكري لفتح تحقيق في الحادثة بتاريخ 30 مايو 2016. أرسل المركز رسالة تذكير في 26 إبريل 2017 بخصوص الشكوى، وتلقى ردا بأن تفاصيل الحادثة قيد المعالجة من قبل النيابة العسكرية لشؤون العمليات.