hamda
hamda
أعمدة

شوربة دجاج

18 يونيو 2017
18 يونيو 2017

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

مرت بي شخصيات كثيرة في حياتي تركت بصماتها على روحي وقلبي وعقلي، وتركت بعضها بصماتها على مسيرتي الشخصية والمهنية بشكل أو بآخر، البعض بشكل سلبي لا شك لكن الكثير منها بشكل إيجابي، أثرى مرورها حياتي، البعض التقيت به والبعض عاشرته فترات متفاوتة، لكن الكثير ممن ترك بصمة حقيقية في حياتي وأحدث تغييرا جذريا عليها هم أشخاص لم ألتق بهم يوما، لكنهم كانوا نعم الأصحاب والرفقاء والمعلمين والمرشدين، وهم الكتاب الذين أثرت أعمالهم في حياتي، المؤسف أنه لن تتاح لهم فرصة معرفة الفرق الذي أحدثوه في حياتي، فالبعض منهم غادر هذه الحياة منذ عقود وربما حتى قرون، والبعض تبعدني عنهم مسافات لست أدري إن كان سيأتي يوم سيتاح لي لقاؤهم، لقد صاحبت الكتب منذ سنوات طفولتي الأولى، وكان الكتاب دائما هو خير ناصح، ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو شروعي في القراءة الرابعة لكتاب كان له إسهام كبير جدا في تغيير حياتي بشكل لم أحلم به، وانتشلني من وضع نفسي سيئ وجدت نفسي فيه كاد أن يقضي على كل ما حققت في حياتي، قراءتي الأولى للكتاب كانت في عام 2007 للميلاد، شعرت بأن وصوله لي لم يكن صدفة في تلك الفترة بالذات، والحقيقة أن الكتاب جاء إلى بيتي قبل ذلك بعام تقريبا، عن طريق زوجي الذي شاءت الأقدار أن يحضر محاضرة للكاتب الذي كان يزور السلطنة، وحصل عليه مجانا حينها، ولكون موضوع الكتاب لا يقع ضمن اهتماماته أهمله فترة، لذا عندما جاءت اللحظة الحازمة وفتحت الكتاب شاءت الصدف أن تقع عيني على عبارة كانت كصفعة قوية على وجهي أيقظتني من غفلة كنت أعيشها، مفادها أنني مسؤولة مسؤولية تامة عن حياتي نجاحا أو فشلا، وظل ذلك الدرس عالقا في ذاكرتي كل هذه السنين، وكانت في الواقع العبارة التي غيرت حياتي، سبحان الله، يحدث كثيرا أن تسمع كلمه تتردد أمامك مرارا وتكرارا على شكل نصيحة من صديق، أو حكمة دارجة تتكرر عليك في اليوم عشرات المرات لا تلقي لها بالا، وفجأة تصدر تلك العبارة من شخص ما في لحظة ما، وتشعر وكأنك تسمعها للمرة الأولى وتحدث انقلابا في حياتك، هذا ما حدث بالضبط معي ذلك اليوم، استرسلت في قراءة الكتاب مرارا وتكرارا وما زلت أعود إليه كلما شعرت بالحاجة إلى صديق أتحدث إليه، ولم يخذلني جاك كانفيلد يوما، بدوري كنت تلميذة مطيعة قرأت الكتاب كما وجه الكاتب بقراءته، وطبقت ما جاء فيه، وبقيت انتظر الفرق الذي سيحدثه في حياتي، والذي حدث بشكل إعجازي وبطريقة فاقت كل توقعاتي، فكل ما حدث بعد ذلك كان ضربا من المستحيل في يوم من الأيام، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، وتحولت خلال العقد المنصرم فعلا إلى إنسانه جديدة، أدين بالكثير مما حققته للكثيرين ممن حولي أو ممن قرأت له أو تدربت على يديه، ومن ضمنهم طبعا جاك كانفيلد صاحب سلسلة شوربة دجاج للروح، الذي حولني أنا نفسي إلى كاتبة تخاطب كتاباتي أعداد لا أعرفها من البشر حول العالم، أحلم بأن أستطيع أن أترك أثرا بسيطا في حياتها، وأترك بصمة متنامية الصغر على جدار حياتهم كما فعلت أعمال من قرأت أو تدربت على يديهم.