المنوعات

لنيل «الأستاذية» و«الماجيستير» - دراستان جديدتان في تجربة الشاعر حسن المطروشي

18 يونيو 2017
18 يونيو 2017

أُنجِزَتْ مؤخرا دراستان أكاديميتان في تجربة الشاعر حسن المطروشي لكل من الباحثة العمانية فتحية السيابية والأكاديمية والشاعر المصرية البروفيسورة رجاء علي. إذ نالت الباحثة العمانية فتحية بنت سليمان السيابية درجة الماجستير من جامعة السلطان قابوس عن دراستها: «التناص في مجموعة (وحيدا .. كقبر أبي) للشاعر حسن المطروشي، فيما نالت الدكتورة والشاعرة المصرية رجاء علي درجة الأستاذية في النقد الأدبي عن دراستها: «إشكاليات التلقي ومرايا التأويل في الشعر العماني: حسن المطروشي نموذجاً».

تقول الباحثة فتحية السيابية في دراستها عن شعر حسن المطروشي: «غادرت قصائده ما هو مألوف، وتوغلت عميقا للإمساك باللحظات الهاربة، واتسمت بالغموض، غير أنه غموض شفاف يتيح للمتلقي مفاتيح للكشف عن أجواء تجاربه.

ويلحظ في شعره الكم الهائل من الثقافة الواسعة المتنوعة، كالنصوص القرآنية، والتاريخية، والأسطورية، التي تفنن بامتصاصها، وهضمها، ونسجها. كما أنه عُني بلغته الشعرية عنايةً عظيمةً، حتى أصبحت مزية ملحوظة في شعره، فضلاً عن اهتمامه بالجملة، والتركيب العام للقصيدة، مُدخلاً إليها كثيرًا من معجمه الشعري، حتى أخرجها بأجمل حلّةٍ، وأبهى صناعة، مراعيًا في ذلك المعنى العميق، والدقيق في العبارة الشعرية. وقد تخللها غير قليل من التناص الديني، والأدبي، والتاريخي؛ ولعل ذلك يعود إلى سعة اطلاعه، وإلمامه بدقائق البلاغة، وأسرارها، فضلاً عن علوم العربيّة الأُخرى».

أما البروفيسورة والشاعرة رجاد علي فتقول: «لابد أن أعترف بأنها رحلة شديدة الثراء، استطعت من خلالها أن أتوصل ــ قدر المستطاع ــ إلى مناطق الدهشة في إبداع ذلك الشاعر؛ حيث قمت في التمهيد بتناول الظاهرة والشاعر تناولاً موجزاً ، وحاولت التعريف بالشاعر، وإلقاء الضوء على أهم مبادىء نظرية التلقي وتطورها .

وقد وضعت نصب عيني أنها من أهم النظريات النقدية وأكثرها نصيباً من البحث والدرس في النقدين العربي والغربي ؛ لذا فما أردت أن يزدحم بحثي بمعلومات مكررة لن تقدم جديداً للدراسة، وحاولت أن أركز جهدي على الجانب التطبيقي بشكل أكبر.

في المبحث الأول تناولت المستوى الصوتي في إبداع الشاعر من خلال دراستي للمحاكاة الصوتية لديه، وأبرز ظواهر الموسيقى الداخلية وهي التكرار، ثم انتقلت إلى رصد استخدامه الشكل العمود، ثم قصيدة التفعيلة، وتأثير ذلك على المستوى الدلالي لقصائده الذي يتمتع بدوره بتأثير مباشر في المتلقي، وقد توصلت إلى أن ثمة قدرة كبيرة يتميز بها الشاعر عند صياغة قصائده هي استثماره للبعد الإيحائي للمستوى الصوتي بدءاً من الصوت اللغوي حتى البحور الشعرية في التعبير عن رؤيته الشعرية.

وفي المبحث الثاني تناولت المستوى التركيبي عند الشاعر فقمت بدراسة أهم مكونات الجملة الشعرية لديه، وحاولت استنتاج مدى تأثيرها على المتلقي من خلال دراستي للمفارقة اللفظية لديه التي وجدت كثيراً من مظاهرها متجلية بوضح في إبداعه، وحاولت إيضاح مدى قدرة الشاعر على استثمار تلك المفارقات في مشاكسة متلقيه، ثم قمت بدراسة ظاهرة التقديم والتأخير، وأخيراً الالتفات؛ فتوصلت إلى أن الشاعر يقوم بتوظيف الانزياحات المختلفة على المستوى التركيبي في إثارة ذهن المتلقي، وحثه على البحث وراء تلك الخلخلة الكامنة في تراكيبه الشعرية.

أما في المبحث الثالث فتناولت البناء الدرامي عند الشاعر، وحاولت رصد الظواهر والتقنيات الخاصة بفن السرد التي تجلت في إبداعه بوضوح مثل فن القص ومفارقة السلوك الحركي ثم مفارقة الموقف، وقد حاولت في ذلك الصدد إيضاح ما يتسم به إبداع الشاعر من درامية واضحة».

جدير بالذكر أنه سبق وأن نال الباحث العماني راشد السمري درجة الماجستير عن دراسته لشعر حسن المطروشي التي حملت عنوان: «الصورة الفنية في شعر حسن المطروشي»، وقد صدرت عن النادي الثقافي في كتاب بعنوان: «ظلال النورس».