1039162
1039162
المنوعات

18سرًا فرعونيًا .. علاج مكثّف للعنة تراجع السياحة بمصر

17 يونيو 2017
17 يونيو 2017

القاهرة، الأناضول: مع بداية عام 2017، وفي نحو 6 أشهر فقط، توالت الاكتشافات الأثرية بمصر، وعدتها تقديرات غير رسمية بـ 18 اكتشافا، متجاوزة ما تم كشفه في العام الماضي مكتملا.

ووفق مؤرخ معني بالنشاط الأثري والسياحي، قد يكون هذا بمثابة «علاج مكثف» للعنة تراجع السياحة بمصر، لكنه يحتاج إلى 3 خطوات عاجلة لتتماثل الصناعة المهمة بشدة اقتصاديا، للشفاء.

والخطوات الثلاث هي أولا التسويق الجيد، وثانيا الاهتمام بتنمية عناصر العملية السياحية الثلاثة البشرية ومن بينهم المرشد السياحي، وثالثا تشجيع السياحة الداخلية.

ويوم 22 مايو الماضي، قال الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر (حكومي)، إن عدد السياح في الربع الأول من العام الجاري، بلغ 1.737 مليون سائح، مقابل 1.152 مليون سائح في نفس الفترة من 2016.

** 18 اكتشافا أثريا في نحو 6 أشهر في 19 مايو الماضي، قال خالد العناني، وزير الآثار المصري، في تصريحات صحفية عديدة، إن عام 2017 هو عام الاكتشافات الأثرية المصرية عقب سلسلة الاكتشافات الأخيرة التي حدثت ببلاده، دون ذكر رقم بعينه.

وشهد عام 2016 اكتشاف 13 موقعا أثريا في 5 من بين محافظات مصر الـ27، وفق بيان سابق للآثار المصرية.

بينما في الأشهر الخمسة الأولى وحتى مطلع الشهر السادس في عام 2017 فهناك 18 اكتشافا أثريا منذ يناير الماضي وحتى 8 يونيو الجاري، في 9 محافظات، وفق رصد مراسل الأناضول لما أعلنته الآثار المصرية في الفترة ذاتها.

ففي شهر يونيو الجاري تم اكتشاف أثري بمحافظة أسوان (جنوب) وثان بالإسكندرية (شمال)، وشهر مايو الماضي، سجلت الآثار 6 اكتشافات أثرية في محافظات المنيا وبني سويف (وسط) والأقصر، وسوهاج (جنوب)، والجيزة (غربي العاصمة).

وفي أبريل الماضي تم الإعلان عن 3 اكتشافات في محافظتي الإسكندرية (شمال) والأقصر، والجيزة.

وفي مارس الماضي، تم الإعلان عن 4 اكتشافات أثرية بمحافظات الأقصر، وأسوان (جنوب)، والقاهرة، واكتشاف أثري واحد في الشرقية (دلتا النيل/‏‏شمال) في فبراير، واكتشافان في محافظتي الأقصر وأسوان (جنوب) في يناير.

وضمت الاكتشافات في هذه الفترة، مقابر ومومياء وتماثيل فرعونية تعود لعصور قديمة، كان أبزرها في مارس الماضي ثمثالان فرعونيان بحي المطرية بالقاهرة، وسط اهتمام إعلامي واسع بهما.

وخلال هذه الفترة، ظهر سفراء أجانب بشكل ملحوظ في معارض واكتشافات الوزارة، وزارت شخصيات عالمية آثار مصر منهم، الممثل ويل سميث، و لاعب كرة القدم ليونيل ميسى، فضلا عن استمرار وزارة الآثار المصرية في شراكات غربية لدعم عمليات البحث والتنقيب الرسمية، وفق الرصد ذاته.

وفي هذا السياق، يقول رئيس قطاع الآثار المصرية، محمود عفيفى، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن هذا العام شهد اكتشافات أثرية بمصر كثيرة (لم يحددها)، سواء عبر بعثات مصرية أو أجنبية وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية.

ويوضح أن هذا يأتي ضمن خطة الوزارة في الترويج للسياحة بجانب البحث والتنقيب والحفاظ على الآثار بمصر.

ويشير عفيفي إلى أن «عمل الوزارة في اكتشاف مزيد من أسرار الفراعنة وتاريخهم القديم مستمر».

**علاج مكثف فيما يقول المؤرخ المصري، بسّام الشماع، للأناضول، إن «عامي 2016 و2017 مميزان في الاكتشافات الأثرية ويمثلان تطورا إيجابيا إلى حد كبير في وصفة العلاج المكثف لما تعانيه السياحة».

**لعنة التراجع وخطوات الشفاء الثلاثة. تراجعت إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليار دولار في 2016 مقابل 6.1 مليار دولار في عام 2015، بنسبة بلغت 44.3 %، وكانت مصر، تحقق إيرادات من السياحة سنوية بقيمة 11 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير 2011، وفق تقارير رسمية.

كما شهدت مصر لفترة قريبة توترات عديدة، أثرت على السياحة، أبرزها بخلاف سقوط الطائرة الروسية في عام 2015 بشرم الشيخ، وتوقيف موسكو للرحلات السياحية لمصر، حدوث تفجيرات ضخمة أبرزها تفجيران في كنيستين بمدينتي الإسكندرية وطنطا (شمال البلاد)، ما دفع الحكومة لتطبيق حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 3 أشهر بدءا من شهر أبريل الماضي.

وهذه الأمراض التى تعاني السياحة منها، وباتت أشبه بلعنة تطاردها تحتاج لثلاث خطوات في العلاج، وفق خبيرين تحدثت إليهما الأناضول.

التسويق بالعودة للمؤرخ المصري بسام الشماع، فهناك خطوة أولى مهمة من وجهة نظره مرتبطة بالتسويق لتلك الاكتشافات خاصة وللآثار المصرية بوجه عام.

وفي هذا الإطار، يقترح الشماع، الذي عمل لسنوات كمرشد سياحي، أن يكون مقر الاكتشاف مثلا وكأنه متحف مفتوح للسياح، بحملة ترويجية لذلك، على أن تقوم الدولة بتهيئة مكان الاكتشاف لاستقبال سياح، وإعداد صندوق زجاجي شفاف كبير وجعل عمليات الترميم والنظافة للآثار المكتشفة بداخله، وعلى مرأى ومسمع من السياح، ووسائل الإعلام العالمية.

كما ينصح بجعل تأشيرة دخول السياح للبلاد مجانية لمدة عامين، تحت شعار COME TO EYGPT FREE، بجانب البدء في مشروع كبير لأرشفة الآثار وإحصائها والترويج لها ولقيمتها وتنوعها.

- ثلاثي العملية السياحية الخطوة الثانية الهامة لعلاج لعنة السياحة بمصر، هي «الاهتمام بثلاثي العملية السياحية « وهم المرشد السياحي ومندوب المطار الذي يستضيف السياح، وسائق الأجرة الذي ينقلهم للمزارات المختلفة بالبلاد، وفق المؤرخ بسام الشماع.

ويحث الشماع، وزارة السياحة على الاهتمام بالمرشد السياحي، وإرسال بعثات للخارج من المرشدين المصريين يقدمون في الخارج محاضرات ترويجية عن آثار مصر ومن خلالها قد يستطيعون جذب أعداد كبيرة من السياح.

ومنبها لدور مرشدي السياح في مواجهة الإرهاب، يقول الشماع إنه عايش مع السياحة في النصف الأول من التسعينات أثناء عمله كمرشد سياحي، موجة من الإرهاب كانت تستهدف جنوبي مصر، لكنه استطاع وهو وآخرون أن يساعدوا على تجاوز تأثيرات الأعمال الإرهابية من خلال العمل على إبهار السياح بتنوع الآثار في مصر.

ويطالب الوزارات المعنية بالجلوس مع هذه العناصر الثلاثة الرئيسية بالعملية السياحية باستمرار والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم، مؤكدا أنه مع الوقت ستكون هناك أفكار بناءة تساعد في تدفق السياحة من جديد.

** الاهتمام بالسياحة الداخلية: وفي هذا الصدد يدعو لخطوة ثالثة، مهمة لعلاج ما تعانيه السياحة من تراجع وهو الاهتمام بالسياحة الداخلية، قائلا: «السياحة الداخلية ستنقذ ما يمكن إنقاذه». وشهر أبريل الماضي، كشف وزير السياحة، يحيي راشد، في تصريحات صحفية عن إعداد منظومة خاصة بالسياحة الداخلية خلال الـ 6 أشهر التالية بأفكار جديدة ومستلهمة (لم يوضحها) من تجارب ناجحة في هذا المجال، مسترشدا بالسياحة الداخلية في أمريكا التي تمثل 80 % من حجم السياحة هناك. وتعول مصر على السياحة باعتبارها أحد مصادر العملة الصعبة، ودفع نقص العملة الأجنبية مصر إلى الاقتراض من مؤسسات دولية أبرزها صندوق النقد والبنك الدوليين، ما أدى إلى ارتفاع الدين الخارجي إلى نحو 67 مليار دولار في نهاية 2016.