1038501
1038501
العرب والعالم

الجيش الروسي يرجح مقتل البغدادي في غارة بسوريا أواخر مايو

16 يونيو 2017
16 يونيو 2017

المعارضة: الحل السياسي في «مأزق تام» -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

1038502

أكد الجيش الروسي أمس أنه قتل على الأرجح في سوريا زعيم تنظيم داعش في غارة شنتها طائراته في 28 مايو على اجتماع لقياديي التنظيم بالقرب من الرقة بشمال سوريا.

لكن المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون قال لوكالة فرانس برس في رسالة إلكترونية «لا نستطيع أن نؤكد هذه التقارير في الوقت الحالي».

يأتي هذا الإعلان بينما يضيق الخناق على مقاتلي تنظيم داعش في الرقة، معقلهم في سوريا، الذي دخلته قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف عربي كردي معاد للمتشددين تسانده الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قيادة الوحدة العسكرية الروسية في سوريا المتمركزة في حيميم «تلقت في أواخر مايو معلومات عن انعقاد اجتماع في الضاحية الجنوبية للرقة يشارك فيه قياديون من تنظيم داعش الإرهابي».

وأضافت أن «التحقق من المعلومات سمح بمعرفة أن الهدف من الاجتماع هو تنظيم قوافل لخروج المقاتلين من الرقة عبر -الممر الجنوبي-».

وبعد تحليق استطلاعي لطائرة مُسيرة، شنت مقاتلات سوخوي «اس يو-34» و«اس يو-35» غارات في 28 مايو بين الساعة 00:35 و00:45 بتوقيت موسكو (اي 27 مايو بين الساعة 21:35 و21:45 ت غ).

وأكد الجيش الروسي أنه قتل في المجموع «حوالي ثلاثين من القادة العسكريين وعددا من المقاتلين يصل إلى 300». وتحدث خصوصا عن سليمان الشواخ «رئيس أمن» البغدادي و«أمير» الرقة أبو حجي المصري و«الأمير» إبراهيم نايف الحاج.

وشنت روسيا في سبتمبر 2015 حملة ضربات في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد. وأبرمت هدنة بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة لكنها لا تشمل متطرفي تنظيم داعش.

ويأتي إعلان الجيش الروسي بينما تستمر المعارك على الجبهات الشمالية والغربية والشرقية للمدينة. لكن تقدم القوات المعادية للمتشددين تباطأ بسبب هجمات مضادة لتنظيم داعش. وتواصلت المواجهات أمس في عدد من أحياء الرقة.

ودخل الجيش السوري أيضا منطقة الرقة في السادس من يونيو متقدما في الغرب والجنوب غرب بإسناد جوي روسي كثيف.

وأعلن الأمريكيون سابقاً مقتل البغدادي الذي لم يظهر له أثر منذ تسجيل صوتي بث في نوفمبر 2016 بعيد بدء هجوم الجيش العراقي على معقل المتشددين في الموصل.

وفي الرقة، أعلن تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» أن مقاتليه تمكنوا من تحرير حي الصناعة بالكامل، من قبضة إرهابيي «داعش» وبدؤوا باقتحام حي البتاني في الجانب الشرقي لمدينة الرقة.

وأفاد بيان نشرته قيادة حملة «غضب الفرات» على صفحتها في «فيسبوك» بأن «قوات سوريا الديمقراطية» قضت، خلال اشتباكات عنيفة تتواصل في الأطراف الشرقية والغربية للمدينة، على 22 إرهابيا، بينهم 3 قياديين، فيما قتل عنصران من مقاتليها.

وحسب مصادر أهلية من الرقة، فقد أودت غارات التحالف على مدينة الرقة بسقوط عدد من المدنيين، حيث قتل المدرب الوطني بالريشة الطائرة إسماعيل الخليف وعائلته بالكامل، في قصف شنه التحالف ليلة أمس على منازل المدنيين، ووثقت «حملة الرقة تذبح بصمت» أكثر من ألف مدني قتلوا بنيران قوات التحالف، فيما شارك الذين تواصلوا مع الحملة عبر صفحة التواصل الاجتماعي، مئات آخرين قتلوا بنيران قوات سورية الديمقراطية، ومقتل المئات لم تتمكن الصفحة من توثيقها، ممن قتلوا في مجزرة مدرسة البادية التي راح ضحيتها أكثر من 300 مدني، وغيرها من المجازر في القرى البعيدة.

وأفاد مصدر عسكري لعمان أن الجيش السوري يتابع تقدمه جنوب محطة ضخ الرصافة « جنوب الاوتستراد ويسيطر على بلدات جب المشرفة وجب الافودس صهاريج الوهاب ونقطة عسكرية بالقرب منها وصولا الى مشارف حقل الوهاب جنوب مدينة الرقة.

سياسيا، اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية منذر ماخوس ان إمكانات التوصل الى حل تفاوضي للنزاع في بلاده «في مأزق تام» والميدان وحده «يفرض قواعده» اليوم.

وقال ماخوس في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان «سوريا في مأزق تام. ليس هناك حل عسكري ولا حل سياسي».

وتشكل الهيئة العليا للمفاوضات فريق المعارضة الرئيسي في مفاوضات جنيف التي بدأت بإشراف أممي في 2016، بين الأطراف السوريين في محاولة لإيجاد حل سياسي للنزاع المسمر منذ ستة أعوام.

وأضاف «نحن مصممون على الذهاب إلى نهاية هذه العملية. لا ننتظر الكثير من جنيف لكن ليس لدينا شيء آخر في الوقت الراهن»، بعد ست جولات من المفاوضات غير المباشرة في المدينة السويسرية بين ممثلي النظام السوري والمعارضة.

ويأمل المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا استئناف المحادثات في يوليو بعد عيد الفطر.

وقال ماخوس الذي يعتبر بمثابة «سفير» للمعارضة في فرنسا «سنذهب. لكننا ما زلنا في الدوامة نفسها. فالمعارضة تريد الحديث عن مرحلة انتقالية فعلية، فيما يركز النظام على الإرهاب ولا يبدو مستعدا إلا لبحث تنقيحات سياسية يرثى لها وغير مقبولة بالنسبة الى الشعب السوري».

وتابع «نحن رهائن المصالح الإقليمية والدولية، لم تعد هناك إرادة سورية خاصة»، مشيرا إلى أن «الأولويات تغيرت» في سوريا حيث يخوض التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب معركة لاستعادة السيطرة على الرقة، معقل تنظيم داعش في شمال البلاد.

ولفت ماخوس الى أن «إشكالية (الرئيس السوري بشار) الأسد لم تعد أولوية لدى عدد من الأطراف الإقليميين والدوليين»، فيما تطالب المعارضة السورية بعملية انتقالية سياسية وبرحيل الأسد الذي تعتبره المسؤول الرئيسي عن الحرب الدامية في هذا البلد. واسفر النزاع في سوريا عن مقتل اكثر من 320 الف شخص ونزوح الملايين منذ 2011.