العرب والعالم

أكثر من 300 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان بالمسجد الأقصى

16 يونيو 2017
16 يونيو 2017

الاحتلال يتعامل مع مدينة القدس كأرض ويتجاهل سكانها -

رام الله - عمان - نظير فالح:-

أدى أكثر من ثلاثمائة ألف مصل صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في رحاب المسجد الأقصى.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن اكثر من 300 ألف أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وأضاف «بدأ تدفق المصلين إلى المسجد الأقصى منذ مساء أمس الأول حيث شارك عشرات الآلاف في صلاة التراويح واعتكفوا في المسجد انتظارا لصلاة الجمعة».

وكان الشيخ إسماعيل نواهضه، خطيب المسجد الأقصى، رحب بالمصلين الذين تدفقوا من أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة رغم العقبات والقيود الإسرائيلية، وقال «جئتم من كل الأراضي الفلسطينية لتقولوا إن القدس قدسنا والأقصى أقصانا».

من جهتها، استخدمت الشرطة الإسرائيلية منطادًا ثبتت عليه كاميرات موجهة إلى المسجد لمتابعة سير الأمور فيه.

وانتشرت القوات الإسرائيلية بكثافة في مدينة القدس وبخاصة في محيط المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة وبواباتها.

وللجمعة الثالثة على التوالي فرضت السلطات الإسرائيلية قيودا على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة. فقد منعت القوات الإسرائيلية الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس الفلسطينيين الذكور دون سن الأربعين عاما من سكان الضفة الغربية من المرور للوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.

كما حرمت السلطات الإسرائيلية جميع سكان قطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى. وذكر الجيش الإسرائيلي إنه تم تمكين نحو 100 من سكان قطاع غزة فوق سن 55 عاما من الوصول إلى القدس بعد الحصول على تصاريح إسرائيلية وفي حافلات خاصة.

وكان آلاف المصلين بدأوا اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان في المسجد الأقصى. وتولت فرق الكشافة وحراس وسدنة المسجد الأقصى مساعدة المصلين في المسجد. وانتشرت فرق الإسعاف في المسجد لتقديم المساعدة للمصلين المرضى عند الحاجة.

هذا أصيب عدة شابان من بلدة بيت أمر شمال الخليل بقنابل غاز بشكل مباشر، أثناء تواجدهما في منطقة «واد ابو الحمص» شرق بيت لحم، وأفاد مصدر أمني بأن قوات الاحتلال قامت بمطاردة مجموعة من المواطنين، أثناء محاولتهم الدخول الى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة، وسط إطلاق قنابل الغاز والصوت. ما أدى الى إصابة شابين في العشرينات من عمرهما، أحداها في الرأس والأخرى في الظهر، نقلا إثر ذلك إلى إحدى مشافي الخليل، وصفت حالتهما بالمستقرة .

وعادة ما يتدفق عشرات الآلاف من أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى.

ويخضع الفلسطينيون في مدينة القدس المحتلة، منذ انتهاء حرب يونيو العام 1967، لنظام تعسفي فرضته إسرائيل ولا يرى السكان الأصليين في المدينة. وبالنسبة لدولة الاحتلال، هؤلاء المقدسيين هم مقيمون وليسوا مواطنين، وفي حال «غادروا» المدينة، بمعنى أنهم انتقلوا للسكن في منطقة أخرى بالقدس أو حتى إلى الطرف الآخر من الشارع، ولا يقع ضمن مسطح نفوذ بلدية الاحتلال، فإنهم يواجهون خطر عدم السماح لهم بالعودة إلى القدس، مثلما حصل لـ14 ألف مقدسي، خلال السنوات الماضية.

ويقول الدكتور أمنون رامون، من «معهد القدس لدراسة السياسيات، والذي أصدر الأسبوع الماضي كتابا حول المقدسيين بعنوان «مقيمون وليس مواطنين»، إن السياسة الإسرائيلية في القدس المحتلة تعتمد الاعتبارات الضيقة وعدم اتخاذ قرارات والتنكر للمشكلة التي أحدثتها المكانة القانونية غير المألوفة في العالم كله، حيث سكان أصليين وليسوا مواطنين في الدولة التي تعتبر أن مدينتهم هي عاصمتها. وهذه المكانة القانونية بلورت الوضع بالقدس منذ احتلالها عام 1967.

ووفقا للكتاب، فإن الاعتقاد لدى الوزراء الإسرائيليين عندما انتهت الحرب، هو أنه مثلما حدث في أعقاب حرب عام 1948، حيث لم يحصل قسم كبير من العرب على الجنسية الإسرائيلية بشكل أوتوماتيكي، فإن المقدسيين سيطالبون بالحصول على الجنسية في أعقاب حرب 67. ويؤكد رامون على أن الوزراء الإسرائيليين لم يأخذوا بالحسبان العلاقة القوية بين المقدسيين وبين سكان الضفة الغربية والأردن، كما لم يأخذوا بالحسبان رفض المجتمع الإسرائيلي لاستيعاب المقدسيين.

ويرى رامون أن مكانة المقدسيين كمقيمين مهددين تسهم في انعدام الاستقرار وتفجر الهبات الشعبية، وذلك إضافة إلى انعدام الشرعية الدولية لإسرائيل في القدس. وشدد رامون في كتابه على أن «السيادة الإسرائيلية جوفاء بقدر كبير لأنها تتعامل مع الأرض في القدس الشرقية وليس مع السكان العرب». أما فيما يتعلق بحصول المقدسيين على الجنسية الإسرائيلية، فحذر رامون من أن حدوث أمر كهذا سيشكل خطوة كبيرة باتجاه الدولة الثنائية القومية.