1
1
روضة الصائم

«جامع الجواهر» للشيخ جمعة الصايغي .. يتميز بذكر مسائل علماء كثر مع ذكر مصنفاتهم

16 يونيو 2017
16 يونيو 2017

هناك خلط بينه وبين «جواهر الآثار» من أجوبة ابن عبيدان ويستدعي عجلة في ترميمه -

إدريس باحامد القراري -

1037762

جامع الجواهر: للشيخ جمعة بن علي الصايغي العقري النزوي. (ت:1202هـ) أحد كبار العلماء في زمانه، وهو من العقر بنزوى من داخلية عمان. عدد القطع الموجودة منه في مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي من هذه الموسوعة ست قطع، وقبل الشروع في توصيفها والحديث عن الكنوز التي احتوت عليها، لا بأس من إشارة بسيطة إلى أن هذه الموسوعة تمت طباعتها قبل سنوات، غير أن في المسألة خلطا بين كتاب: جواهر الآثار من أجوبة ابن عبيدان وجامع الجواهر، فالحقيقة التي ينبغي معرفتها أن هذه الموسوعة يعتقد أنها طبعت مرتين غير أن الطبعة الأولى جاءت مندرجة مع جواهر الآثار، وذلك من خلال التأكد من طبعة وزارة التراث، وبالتحديد في الصفحة 49 من الجزء الرابع، حيث نجد بداية باب النجاسات هو من موسوعة جامع الجواهر؛ لذا نجد عدد الأجزاء يبلغ 20 جزءا في هذه الطبعة دون الانتباه إلى جواهر الآثار فقد يعتقد أنه كتاب واحد، ونجد طبعة أخرى لكتاب جامع الجواهر لا تضم كل ما جاء في المخطوط الأصلي من جامع الجواهر، وهذا ما سيأتي بيانه في وصف القطع الموجودة في المكتبة، لذا فإن هذه الموسوعة جديرة بالدراسة والتأمل، من حيث المضمون، ومن حيث العدد. ولعلي أرجع سبب الخلط بين هذين الكتابين إلى أمر مهم جدا ألا وهو الاسم: حيث نجد الشيخ جمعة الصايغي سمى كتابه في خطبة الكتاب أو في مقدمة الكتاب كما تعرف بـ: جامع الجواهر، إلا أن البعض سمى هذا الكتاب باسم: جواهر الآثار ومنهج الأبرار والحجة على الكفار، فاختلط الاسم مع جواهر الآثار من أجوبة ابن عبيدان، والله المستعان. وسوف أعرض بحول الله تعالى قطع هذه الموسوعة حسب الأرقام بالترتيب التصاعدي لها حسب وجودها في خزانة المكتبة؛ مع ذكر الأبواب المتعلقة بكل قطعة؛ ليتسنى للباحث الكريم معرفة المادة العلمية لكتاب جامع الجواهر.

القطعة الأولى برقم: (443)؛ وهي القطعة الأولى من موسوعة جامع الجواهر، تحمل بين جنباتها 683 صفحة على الصحيح، لكن إذا أضفنا ما ليس من الكتاب سيصل عدد الصفحات إلى 694 صفحة، مقاس الصفحة الواحدة 32 سم طولا و22 سم عرضا، وعدد الأسطر في كل صفحة 27 سطرا، ويصل أحيانا إلى 34 سطرا، كما هو الحال في الصفحة رقم 648، أرقام الصفحات مكتوبة بقلم الرصاص الأمر الذي جعلني أجزم أنها أضيفت إضافة بعد النسخ. كتب بخط النسخ المشرقي الواضح والمفهوم عموما مع أنه لم يكن ذا جودة عالية، استعمل الناسخ وهو المؤلف نفسه الحبر الأسود والأحمر، ورق المخطوط متأثر بعوامل كثيرة على رأسها الرطوبة والملوحة، الأمر الذي جعل الورق يبدو بحالة غير جيدة، الأمر الذي يستدعي عجلة في ترميمه، وللعلم لمحت في الكتاب من حاول ترميم بعض أوراقه بطريقة بدائية كما هو الحال في الصفحة رقم: 337، وقد سبقت الإشارة إلى أن هذه النسخة من خط المؤلف نفسه، وهي قيمة علمية مهمة لكل مخطوط، وقع الفراغ من نسخ هذه القطعة وقت صلاة العصر من يوم الاثنين 17 ليلة خلت من شهر ذي القعدة سنة 1163 هجرية، والذي يدل على أن هذه النسخة بخط المؤلف ما ورد في حرد المتن: «تم الكتاب وهي القطعة الأولى من جامع الجواهر في الأصول وطلب العلم ...... فمن قرأ كتابي هذا أ قرئ عليه فليتدبره تدبير مشفق على نفسه، طالبا الرضى به، ولا يأخذ منه إلا ما وافق الحق والصواب، وأنا أستغفر الله تعالى وتائب إليه من كلِ ما خالفت فيه الحقَ والصَواب من قول وعمل ونية وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب والحمد لله حقَ حمده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده محمد صلى الله عليه وسلم، تم الفراغ من نسخه ..... على يد العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه القدير جمعة بن علي بن سالم بن عبد الله بن مسعود الصايغي المنحي والنزويُ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصل اللهم على سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا سرمدا» (ص: 683).

تضم هذه القطعة من الموسوعة لفيفا مهما جدا من الموضوعات المتعلقة بأصول الدين أو علم الكلام أو العقيدة، ولفيفا مهما أيضا من أبواب الحقوق وبعض الأحكام الأخرى، الأمر الذي أكسب هذه القطعة أهمية بالغة، وبالخصوص حينما نعلم أن المسائل كانت مجموعة من كتب عديدة الأمر الذي يقتضي أن تكون هذه المسائل والأبواب مختارة بعناية، وبأسلوب يسير يفهمه العالم والمتعلم، وإن كانت هنالك مسائل تحتاج إلى شيخ خبير يكشف أسرارها ويوضح معانيها، فوضوح الأسلوب لا يعني دائما فهم المقصود خاصة إن كان القارئ مبتدئا، حوت هذه القطعة على الحديث عن الله جل وعلا وجوب معرفته والدليل على أنه لا بد للعالَم من محدث، وجاء باب آخر عن الحديث في مسألة التشبيه، وباب في القضاء والقدر، وباب في النفس والوجه والعين، وغيرها مما لا يتسع المقام لسرده الآن، وما يميز هذه الموسوعة ذكر مسائل علماء كثر مع ذكر مصنفاتهم، فنجد على سبيل المثال ذكرا للشيخ: القلهاتي وكتابه الكشف والبيان، والشيخ أبي عثمان الأصم وكتابه التاج والنور والبصيرة، كما نجد ذكرا لكتاب الاستقامة للشيخ أبي سعيد الكدمي، وكتاب المعتبر لأبي سعيد الكدمي، وغيرها، وهذا في الحقيقة أمر يجعل القارئ يطلع على عدد كبير من مؤلفات المدرسة الفقهية الإباضية، ويعرف منهج العلماء على العموم في تناول مثل هذه المسائل، جدير بالذكر أيضا أن نعلم أن بالمخطوط هوامش مهمة إما إضافية أو توضيحية.

ما يميز هذه القطعة أيضا وجود تقييدات وإضافات في البداية والنهاية، فمن التقييدات المهمة ما جاء في الصفحة رقم 3، كما نجد إضافات بعد حرد المتن متمثلة في بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام عن ماهية كلام الله تعالى، وفصل كامل في الوعد والوعيد من كتاب منهج الطالبين، ثم وصية مهمة من لقمان لابنه. ولا يمكن أن نغفل عن التقييدات المهمة الموجودة في الصفحة رقم 691 حيث ورد ما يلي: «هذه القطعة في الأصول من جامع الجواهر لمؤلفها الشيخ الفقيه النزيه جمعة بن علي بن سالم الصايغي المنحي، وكتبه أفقر خلق الله وأحوجهم إليه عبده: ناصر بن سالم بن محمد بن عامر بن درويش الخصيبي النزوي وكتبه بيده الفانية» وبعد تقييد آخر مفاده: «انتقل إلي هذا الكتاب بالشراء وأنا الفقير إلى الله، محمد بن علي بن سالم بن سعيد كتبته بيدي سنة 1178هـ»، وهذه التقييدات في الحقيقة مهمة لمعرفة كيفية انتقال المخطوطات.

وبعد هذه التقييدات نجد اقتباسات من كتاب قناطر الخيرات للشيخ إسماعيل الجيطالي، وبعض الفقرات المتنوعة في علم شتى ومنها مسائل فقهية للشيخ ابن عبيدان، مع ملاحظة أن الأوراق الأخيرة من هذه القطعة متأثرة جدا الأمر الذي يعيق قراءة ما جاء فيها.

ولا يمكن أن نغفل عن الإضافات التي تصدرت هذه القطعة والمتمثلة في مجموعة من المسائل الفقهية والعقدية عن الشيخ ناصر بن خميس الخروصي وغيره.